توقيت القاهرة المحلي 15:03:41 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أشهر ضحايا قانا

  مصر اليوم -

أشهر ضحايا قانا

بقلم : سمير عطا الله

 تذكرنا في 18 الجاري «مجزرة قانا» العام 1996 عندما قصفت إسرائيل معسكراً للقوات الدولية سقط ضحيتها ضباط دوليون ومدنيون من لبنان. أما أشهر ضحاياها فكان الأمين العام للأمم المتحدة بطرس غالي، الذي أسقطته مادلين أولبرايت لأنها حذرته من تجريم إسرائيل في تقريره وأصر على ذلك. أو بالأحرى كان ذلك أحد الأسباب الرئيسية في المواجهة بينه وبين إدارة بيل كلينتون، وخصوصاً مندوبته لدى الأمم المتحدة.

روى بطرس غالي تفاصيل ذلك الصراع في كتابه «خمس سنوات في سجن زجاجي» (دار الشروق) ويقصد به مبنى الأمم المتحدة الأزرق، حيث يشغل الأمين العام الدور الثامن والثلاثين. الأخير.

يسرد غالي فصول الصراع يوما يوما، زيارة زيارة، لقاء لقاء، شهادة شهادة. وعندما وضع الكتاب كان جميع شهوده أحياء. وكذلك البيت الأبيض ووزارة الخارجية، وخصوصاً المسز أولبرايت وحنقها وغضبها.

لم يصدر نفي واحد للأحداث والنصوص والتصريحات واللقاءات التي أتى على ذكرها. ومعظمها كان معلناً في أي حال، إذ انقسم الإعلام الأميركي حول دوره، ووقف إلى جانبه رجال النخبة، ونخبة الكتّاب، والصحافيين، وهزئ منه البعض الآخر، وكان السيناتور بوب دول يتهكم عليه فيسميه «بطروس بطروس».

عندما قرأت «5 سنوات في سجن زجاجي» مرة، ثم مرة أخرى للتأكد مما قرأت في المرة الأولى، توصلت إلى قناعة تامة بأنه لم يحدث في تاريخ أميركا أن جابهها فرد مدني أعزل تجاوز الرابعة والسبعين، كما فعل بطرس غالي أو بطروس بطروس.

هذا الكتاب قرأه يومها مجموعة من كارهي الرجل في مصر. ويبدو أن أحدهم قرأ، مثلي، مرتين. وربما أكثر بكثير. وانتهى إلى الاستخلاص بأن أحداً على هذه الأرض لم يتملق أميركا مثل بطرس غالي. ولم يتزلف لها أحد مثله. ولم يخضع لها أحد مثله.

وأنا لا أذكر ظلماً ولا عسفاً مثل هذا الحقد الثقافي والكره الأعمى. ومَن قرأ منكم السجن الزجاجي، سوف يتذكر أن بطروس بطروس كان أكثر من غنى خارجه. بكل أدب ورقي، وخصوصاً، بكل أناقة.

نقلا عن الشرق الآوسط اللندنية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أشهر ضحايا قانا أشهر ضحايا قانا



GMT 02:45 2024 الأحد ,16 حزيران / يونيو

القصور تكتظ بهنَّ

GMT 02:41 2024 الأحد ,16 حزيران / يونيو

طمأنينة الحج وفسوق السياسة

GMT 02:37 2024 الأحد ,16 حزيران / يونيو

أحلام كسرى وفلتات الوعي

GMT 02:33 2024 الأحد ,16 حزيران / يونيو

مأساة السودان وثقافة إنكار النزاع الأهلي

الأميرة رجوة بإطلالة ساحرة في احتفالات اليوبيل الفضي لتولي الملك عبدالله الحكم

عمان ـ مصر اليوم

GMT 08:11 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

مدافع الأهلي ياسر إبراهيم يحتفل ببطولاته مع الفريق المصري

GMT 23:17 2020 الإثنين ,07 أيلول / سبتمبر

مؤشرا البحرين العام والإسلامي يقفلان على ارتفاع

GMT 01:16 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

مجد القاسم يطرح أحدث أغنياته الجديدة "أنا نادم" ‏

GMT 06:08 2020 الثلاثاء ,19 أيار / مايو

شريف إكرامي يرد على مدحت العدل

GMT 01:32 2020 الثلاثاء ,18 شباط / فبراير

فايلر طلب من مسؤلي الأهلي تأجيل قمة الدوري المصري

GMT 00:35 2019 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

شيرين رضا أناقة ما بعد الخمسين بأسلوب بنات العشرين

GMT 20:29 2019 الجمعة ,05 تموز / يوليو

ننشر الأسعار الجديدة لتذاكر النقل العام

GMT 23:41 2019 الثلاثاء ,25 حزيران / يونيو

مؤشر سوق مسقط يغلق منخفضًا الثلاثاء

GMT 09:52 2019 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

إلينا سانكو تفوز بلقب "ملكة جمال روسيا" لعام 2019
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon