توقيت القاهرة المحلي 03:17:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عاش ليروي كل شيء

  مصر اليوم -

عاش ليروي كل شيء

بقلم: سمير عطا الله

اشتهر الدكتور جلال أمين بأنه أحد علماء الاقتصاد في العالم العربي، وكان من أبرز أساتذة هذه المادة في الجامعة الأميركية في القاهرة، كما عمل خبيراً في مؤسسات كثيرة من ضمنها صندوق التنمية العربي في الكويت، وقد ترك مؤلّفات ومحاضرات لا حصر لها، في الإنجليزية والعربية معاً. لكن إذ تعود إلى مراجعة أعمال ذلك الحيوي الكبير وحياته، تجد دون أي شك أنه - مثل غابريال غارسيا ماركيز - إنما وُلد ليروي. ولم تكن الأستذة في الاقتصاد سوى ذريعة ومهنة للعيش، وها هو يقول ساخراً من نفسه، كما سخر من الجميع، إن الذي لا يجيد فهم مادة ما، فإنه يكلّف بتدريسها. بعد وفاة الدكتور أمين قبل أشهر، رأيت أن أفضل مراجعة لسيرته هي العودة إلى كتابه «شخصيات لها تاريخ» (دار رياض الريّس للنشر)، لأنها تضيء على فهمه للمرحلة التي عاشها وعاشتها الأمّة معه.
عثرت بعد ذلك على صفحات أكثر حميمية في حياة الدكتور بعنوان «مكتوب على الجبين» (دار الكرمة). في هذا الكتاب يتأكّد لك أن نجل أحمد أمين لم يكن يريد شيئا في الحياة سوى أن يكتب. وأن يكتب عن كل شيء. وبالطبع أن يكون ناقداً في كل شيء. فهو قلّما يلاحظ الحسنات في الناس، أو أنه لا يعتبر ذلك من مهامه، فهي واضحة في البشر ولذا توجب عليه أن يبحث في خبايا طباعهم وأن يدرس سلوكهم بعين الحقيقة. هكذا يجلس إلى مكتبه ويروح يروي بلا انقطاع أو استراحة، بادئاً في منزله، أو بالأحرى في منزل أحمد أمين الأبوي، ليرسم لنا بأقصى حد ممكن من الصراحة والمحبة والعطف والنقد، صور شقيقاته وأشقائه، في البيت الذي كان فيه ثمانية من الإخوة.
يبدأ الدكتور جلال في قصة أخيه الأكبر عبد الحميد، ذلك الرجل الطيب، الشديد الذكاء، الذي يحمل دكتوراه من لندن في الهندسة ولا يكتفي بها، فيحصّل دكتوراه أخرى من ألمانيا. لكن هذا الرجل المحب للدعابة والمفاكهة، يعود إلى مصر فيصبح رجلاً منطوياً على نفسه لا يخرج من البيت ولا يبتسم لأحد، ويتحدّث كثيراً عن الذهاب للعمل في العراق، ولا يخفي على عائلته شعوره بالخوف وأن هناك من يتجسّس عليه، وأن جهاز المخابرات يتعقّبه. ويترك عبد الحميد عمله في مجلس البحوث وهو في الأربعين من العمر ويظل في حالة انهيار عصبي حتى وفاته في الثمانين. ويوحي إلينا جلال أمين أن شقيقه كان على علاقة بمشروع نووي، لكنه لا يفيض في الشرح أكثر من ذلك.
إلى اللقاء.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عاش ليروي كل شيء عاش ليروي كل شيء



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة
  مصر اليوم - ظافر العابدين يعود الى دراما رمضان بعد طول غياب

GMT 15:28 2019 الجمعة ,15 شباط / فبراير

حرس الحدود يخشى انتفاضة بتروجت على ستاد المكس

GMT 03:36 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

صيَّاد في كوبا يعثر على سلحفاة غريبة برأسين وجسمين متصلين

GMT 23:01 2018 الخميس ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

الشاعِرة سندس القيسي تُصدِر كتابها الشعري الثاني

GMT 02:43 2018 الأحد ,21 تشرين الأول / أكتوبر

شريهان تخطف الأنظار في حفل زفاف شيماء سيف

GMT 01:33 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

هايدي موسى تطرح " دي حياتي" عبر "اليوتيوب"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon