توقيت القاهرة المحلي 12:31:32 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ما لك وللانتخابات

  مصر اليوم -

ما لك وللانتخابات

بقلم: سمير عطا الله

قبل أيام، كتب حكيم «المصري اليوم»، «نيوتن» أن ذروة الغباء هو الرجل الذي لا يعرف حدود نفسه. يسقط الديكتاتور عندما لا يعود يقبل الحقيقة أو يصدقّها، ويصرّ على شيء واحد هو تخيّله للواقع كما يريده. تحوّل رجب طيب إردوغان من «مؤذّن إسطنبول» إلى رئيس وزراء تركيا، ثم إلى رئيسها، وإلى زعيم أكبر أحزابها منذ أتاتورك، ولم يكتفِ. التقدّم أصابه بالطمع بدل أن يرضيه بالقناعة. ولم يقبل بالزعامة، بل أصرّ على المعصومية. فلما قال الناخبون رأيهم في سلوكه الجديد، رفض أن يصغي وأصرّ على أن تعيد إسطنبول النظر في اقتراعها. ولما فعلت، حوّلته من خاسر عادي إلى خاسر مُهان.
هي التي حوّلته من بائع عصير إلى زعيم للبلاد، عادت، يوم تحدّاها، فنزعت منه الهيبة، وأعطته درساً تاريخياً في تحدّي إرادة الشعوب. لم يستطع إردوغان أن يدرّب نفسه على فهم الديمقراطية. ولم يتعلّم دروسها. والدرس الأول فيها أنها مثل الدهر، يوم لك ويوم عليك.
أسوأ ما حصل لإردوغان، ليس أن تخذله تركيا، بل إن توجّه إليه إسطنبول الإهانة بعد الخسارة. فعندما رفض تقبّل الخسارة وقرّر إهانة الناخبين، أدرك كل إنسان في العالم، إلا هو ووعّاظه (وعّاظ السلاطين)، أن المدينة ستربح المبارزة.
مشكلة الرجل اعتقاده أن الديمقراطية طريق في اتجاه واحد. وقد امتلأ بنفسه حتى أصبح معلّماً في الديمقراطيات، يعطي الدروس للجميع. وقد رأى في «الإخوان» مثالاً على الديمقراطية يجب تعميمه. وجعل من إسطنبول مركزاً لتوزيع الدروس والمناهج على دول مثل مصر والأردن وسائر البلاد العربية. ومن أجل دعم هذه الدروس، أرسل قوّاته إلى سوريا والعراق وليبيا.
نهايات الغرور متشابهة في الأمكنة والأزمنة. عمد إردوغان إلى قلب تركيا من مواقعها، معتقداً أن أحداً لن يجرؤ على الاعتراض. جاءه الفيتو الأهم من المدينة التي كانت توأمه يوم كان يعد بسياسات عاقلة ويتصرّف كرجل دولة في بلد بحجم بلده. ومن ثم فقدَ بوصلة الدول وأصول الحكم. وطار صوابه عندما بلغه أن ثمّة من يتآمر على مجده و/ أو حديته. وملأ سجون تركيا بالسجناء، وشوارعها بالمطرودين من وظائفهم وأعمالهم. وفي السياسة الخارجية، أبعد تركيا عن أحلافها القديمة في أميركا وأوروبا والدول العربية، ونقلها إلى حلف مع روسيا وإيران وقطر.
إسطنبول أبلغته رأيها في سياسته الداخلية والخارجية معاً. وكذلك فعلت أنقرة من قبل. وأفهمته أن الاقتصاد الحر، لا يقوم على العزلة والديكتاتورية. ولا يفيده أن يدعو إلى انتخابات ثالثة في مدينة الصدر الأعظم. بل عليه أن يخشى منذ الآن الانتخابات العامة المقبلة، والتي قد يدعو إليها خوفاً من قراءة النتائج.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما لك وللانتخابات ما لك وللانتخابات



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

بلقيس بإطلالة جديدة جذّابة تجمع بين البساطة والفخامة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:31 2020 الأربعاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

آندي روبرتسون يخوض لقائه الـ150 مع ليفربول أمام نيوكاسل

GMT 06:47 2020 السبت ,19 كانون الأول / ديسمبر

ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز بعد نهاية الجولة الـ 13

GMT 02:10 2020 الخميس ,10 كانون الأول / ديسمبر

7 أسباب تؤدي لجفاف البشرة أبرزهم الطقس والتقدم في العمر

GMT 22:29 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

أحمد موسى يعلق على خروج الزمالك من كأس مصر

GMT 11:02 2020 الجمعة ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرّف على أعراض التهاب الحلق وأسباب الخلط بينه وبين كورونا

GMT 03:10 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

زيادة في الطلب على العقارات بالمناطق الساحلية المصرية

GMT 22:14 2020 الجمعة ,18 أيلول / سبتمبر

بورصة بيروت تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 12:08 2020 الثلاثاء ,21 إبريل / نيسان

خسائر خام برنت تتفاقم إلى 24% في هذه اللحظات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon