توقيت القاهرة المحلي 15:49:36 آخر تحديث
  مصر اليوم -

برج العقرب

  مصر اليوم -

برج العقرب

بقلم : سمير عطا الله

 منذ الطفولة نعيش بقية العمر في حال من «غسل الدماغ»، من دون أن ندرك ذلك. ومنذ الفتوة تتحول أدمغتنا إلى مزيج من الحقائق والخرافات، ينقلها إلينا مجتمعنا ورفاقنا وأهلنا وصحفنا وأساتذتنا، وغالباً من لم تزود، كما شهد طرفة بن العبد.

عندما تتراكم الخرافات والحقائق، لا يعود لدينا الجَلَد للتمييز بينها. وأحياناً لا تعود لدينا الشجاعة على ذلك. وما هو خرافة في تراث بلد ما، يصبح عادة في بلد آخر، مثل الهر الأسود يوم الجمعة أو الرقم 13. وفي نيويورك اكتشفت أن العقول الهندسية التي تبني أعلى أبراج العالم، تحذف الرقم 13 من الطوابق، لأن الشركات الكبرى، التي تديرها أهم العقول العلمية، تمتنع عن استئجاره إلا إذا كان تحت رقم آخر. وبعض علماء الفيزياء الذين صنعوا الطائرات، أو حلّوا مسألة الجاذبية، أو أرسلوا الأقمار إلى الفضاء، يتحاشون المرور تحت سلم.

بعض المعارك في حرب اليمن الجنوبية أجّلت لأن موعدها كان «يوم الربوع»، كما قال أحد القادة المشهورين يومها. وبعض قراء حركة النجوم والكواكب ينصحون مواليد برج الدلو بعدم عقد أي صفقة تجارية يوم الخميس، لأن في ذلك النهار يمر زحل قرب عطارد وهو في الطريق لاستكمال نزهته الأسبوعية قرب درب التبانة. الكورنيش.

في الماضي كانت الكتب تكتب، والروايات تروى، عن اللعنة التي تصيب بلداً أو عائلة. الآن يرد ذلك في الجينات! قال لي أحد أقربائي إن لديه خمسة أبناء، أربعة منهم مجلون في دراستهم، والخامس يكره الأحرف والأرقام والكتب والدفاتر والمعلمين والناظر وباص الطلاب. فهل يا ترى، هناك خلل في الجينات؟ نصحته بأن يتابع حركة زحل على كورنيش درب التبانة - أو اقتراب عطارد من القمر في الربع الثاني من الفصل الثالث.

تتولّى مواقع التواصل الآن غسل الأدمغة، بمعنى تلوينها. والمؤسف ليس من يزرع الأكاذيب والخرافات، بل من يصدقها. أو من يهوى أن يصدقها. تستكمل هذه المواقع الجريمة التي بدأتها الإذاعات والفضائيات في تدمير الفكر العربي المستقبلي، مبشرة، تحت اسم الحرية، بالعودة إلى مجاهل الرق.

نصيبنا من هذه الثورة التكنولوجية التي نقلت الدنيا من زمن إلى زمن، مرحلة تحريض لا نهاية له. على الدول والمؤسسات طمأنة الشعوب. والحرب التي تخوضها مصر في سيناء أقل قسوة من التي تواجهها في سيناء الهوائية... برج العقرب.

نقلا عن الشرق الآوسط اللندنية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

برج العقرب برج العقرب



GMT 02:45 2024 الأحد ,16 حزيران / يونيو

القصور تكتظ بهنَّ

GMT 02:41 2024 الأحد ,16 حزيران / يونيو

طمأنينة الحج وفسوق السياسة

GMT 02:37 2024 الأحد ,16 حزيران / يونيو

أحلام كسرى وفلتات الوعي

GMT 02:33 2024 الأحد ,16 حزيران / يونيو

مأساة السودان وثقافة إنكار النزاع الأهلي

الأميرة رجوة بإطلالة ساحرة في احتفالات اليوبيل الفضي لتولي الملك عبدالله الحكم

عمان ـ مصر اليوم

GMT 08:11 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

مدافع الأهلي ياسر إبراهيم يحتفل ببطولاته مع الفريق المصري

GMT 23:17 2020 الإثنين ,07 أيلول / سبتمبر

مؤشرا البحرين العام والإسلامي يقفلان على ارتفاع

GMT 01:16 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

مجد القاسم يطرح أحدث أغنياته الجديدة "أنا نادم" ‏

GMT 06:08 2020 الثلاثاء ,19 أيار / مايو

شريف إكرامي يرد على مدحت العدل

GMT 01:32 2020 الثلاثاء ,18 شباط / فبراير

فايلر طلب من مسؤلي الأهلي تأجيل قمة الدوري المصري

GMT 00:35 2019 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

شيرين رضا أناقة ما بعد الخمسين بأسلوب بنات العشرين

GMT 20:29 2019 الجمعة ,05 تموز / يوليو

ننشر الأسعار الجديدة لتذاكر النقل العام

GMT 23:41 2019 الثلاثاء ,25 حزيران / يونيو

مؤشر سوق مسقط يغلق منخفضًا الثلاثاء

GMT 09:52 2019 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

إلينا سانكو تفوز بلقب "ملكة جمال روسيا" لعام 2019
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon