توقيت القاهرة المحلي 14:52:55 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الجزء المصري من أمين معلوف

  مصر اليوم -

الجزء المصري من أمين معلوف

بقلم: سمير عطا الله

مثل كتّاب كثيرين، خصوصاً في الغرب، استمد أمين معلوف معظم أعماله من سِيَر وتراجم الأشخاص، بدءاً بكتابه «ليون الأفريقي»، الذي أطلقه إلى العالمية. في البحث وفي التخيل، لاحق معلوف أبطاله في ذلك النبع الذي لا ينضب: الإنسان. وفي هذا البطل العادي، عثر أيضاً على عائلته، وجعل من والده وأعمامه وجده، أشخاصاً ملحميين في سرد ملحمي، يؤرخ من خلاله المراحل والهجرات والتاريخ الكبير والتاريخ الصغير. الدول والفرد.
«صخرة أنطونيوس»، و«جذور»، و«الهويات القاتلة»، و«التائهون» تشكل في مجموعها سيرة ذاتية بأسلوب آخر. هذه المرة في كتابه «غرق الحضارات» يتطرق معروف في بحث الهويات إلى ذلك الجزء العائلي الذي لم يحدِّث قراءه عنه من قبل. الأعمال السابقة كانت حكاية الجذور الأبوية التي انتقلت من قرية صغيرة في جبل لبنان إلى كوبا وأميركا الشمالية وبريطانيا وغيرها. الآن يعود إلى جذور الأم التي حملته إلى مصر، وهو في شهره الثاني، عام 1949. بالنسبة إلى أديل الغصين، التي تزوجت من «المحرر» رشدي معلوف، «الوطن» كان مصر. ومن أجل أن تؤمّن لمولودها طفولة «مريحة»، كان لا بد من إعادته إلى «بلدها» ومجتمعها الحديث والمرفه، بالمقارنة مع بيروت لم تعرف شيئاً بعد من عز مصر. لكن طفولة أمين المصرية لم تدم طويلاً. فعائلة الغصين التجارية، ما لبثت أن شعرت بالغربة في مصر الثورة والاشتراكية والتأميم. ويصبح آل الغصين غرباء في موطن الهجرة وفي لبنان الذي هاجروا منه. ثم اضطروا إلى الخيار، فعادوا إلى لبنان. ولن تكون تلك تجربتهم الأخيرة. فما لبثت حرب لبنان أن شردت وشتت الآلاف. بعدما يموت والد أمين بفعل صوت انفجار قريب، تلتحق والدته بالابن الذي كان قد هاجر من قبل.
يعرض أمين، بأسلوبه وتفاصيله وروحه الجميلة، لتنازع الهويات في مصر. يروي كيف وقفت عائلته البورجوازية المتضررة من عبد الناصر، وكيف كان موقفه هو، الشاب الثوري اليساري. الصراع ما بين حبه المقدس لأمه وعائلتها، وبين شعورها تجاه الرجل الذي أفقدها «البلد» وجعلها في النهاية تبيع «بيت القاهرة».
يطل أمين معلوف الراوي من بين كل السطور، شاهداً ومراقباً ومحمولاً بالتيارات التي تأخذ عالمه من بلد إلى بلد، ومن قارة إلى أخرى. وهو طبعاً يتقبل قدره، ويستوقف هذه التيارات، لا ليسائلها، بل ليصور مرورها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الجزء المصري من أمين معلوف الجزء المصري من أمين معلوف



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

الأميرة رجوة تتألق بفستان أحمر في أول صورة رسمية لحملها

عمان ـ مصر اليوم

GMT 14:31 2024 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

عبدالعزيز مخيون يكشف عن مكسبه الحقيقي من الفن
  مصر اليوم - عبدالعزيز مخيون يكشف عن مكسبه الحقيقي من الفن

GMT 13:05 2024 الأحد ,02 حزيران / يونيو

تحذيرات من ربط الحساب البنكي بتطبيقات الدفع
  مصر اليوم - تحذيرات من ربط الحساب البنكي بتطبيقات الدفع

GMT 00:43 2017 الأحد ,08 كانون الثاني / يناير

انتصار السيسي تطمئن على صحة الفنانة نادية لطفي

GMT 12:37 2020 الخميس ,25 حزيران / يونيو

لاباديا يوضح تدريب هيرتا برلين كان تحديا كبيرا

GMT 08:12 2020 الأحد ,21 حزيران / يونيو

وفاة رئيس الاتحاد الأوروبي لألعاب القوى

GMT 21:23 2020 الأربعاء ,12 شباط / فبراير

طلب غير متوقع من أسرة قتيل فيلا نانسي عجرم

GMT 05:44 2020 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

نانسي عجرم تعود إلى نشاطها الفني بعد مرورها بفترة عصبية

GMT 22:45 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

وفاة المخرج الأردنى رفقى عساف عن عمر ناهز 41 عاما

GMT 22:22 2019 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

رد ناري من خالد الغندور على رئيس الزمالك

GMT 01:55 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

مجوهرات ونظارات عصرية على طريقة نجود الشمري

GMT 21:25 2019 الجمعة ,25 تشرين الأول / أكتوبر

مي كساب تضع مولودها الثالث وتختار له هذا الاسم
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon