توقيت القاهرة المحلي 13:01:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المتنبي والدخيل والمعتذر بالله

  مصر اليوم -

المتنبي والدخيل والمعتذر بالله

بقلم: سمير عطا الله

تعبِّر الأمثال عن حياة أهل القرى وطبيعة أحوالهم. والمثل المختصر خلاصة مطالعة طويلة وتجارب ماضية. ولذا، فهو درس، أو عنوان درس، يكرر في النقاش وفي الجدل وفي النهي سواء في القرى أو في المدن. ومن أعمق الأمثال التي ترددت أمامي صغيراً، وأقرب إلى صيغة الدعاء: «اللهم نجنا من ساعة التخلي». أي أن يفقد الإنسان صوابه، ويتغلب غضبه على عقله، والشر على الرحمة فيه.
في مثل هذه الحالات يتصرف العاقل بجنون، والطيب بحقد، والمحب بكره. ومع العمر، اكتشفت أن كل خطأ ارتكبته وندمت عليه، حدث في «ساعة التخلي». ولاتَ ساعة مندم! وكل غضب تجاوزته، وفَّر علي الندم وأبعد عني الانجرار إلى «الحمقى والحماقات».
لا أدري أيها كانت أسوأ «ساعة تخلّ» في حياتي. لكنها قليلة ومؤسفة وندمت عليها ندم الذنوب التي يغفرها لك الآخرون ويستحيل أن تغفرها لنفسك. فالحماقة جرحها فيك، لا في سواك. وإذا حاولت أن أنسى الأسوأ، فهي لا تفارقني أبداً، وبعد مرور زمن طويل عليها، سوف أعود لأروي تفاصيلها.
لقد وَقَعت في هذه الزاوية، في هذا العمود، ولعل بعضكم يذكرها، أو أنه مثلي، لا يحب أن يتذكرها. ولكن هذه هي قصة كاتب صحافي مع أعظم شعراء العرب، على مرّ الدهور والعصور.
ذات يوم خطر لي أن أكتب، في صيغة الحرص والعتب، معاتباً شاعراً مثل المتنبي، وفي حجمه وعظمته، كيف سمح لنفسه أن يسخر أجمل الشعر في المديح الزائد، والهجاء الزائد، وصولاً إلى درجة العنصرية في هجاء كافور الإخشيدي.
طبعاً كنت أعرف أن أي كلمة عن المتنبي سوف تثير الكبار والصغار، المحترمين والذين لا يحل عليهم احترام. كما كنت أدرك أن الناس تقرأ الصحف بسرعة، وليس من شأنها أن تتمهل من أجل أحد. فالعمود الصحافي ليس مطالعة فكرية مطروحة للنقاش، لكنه في الوقت نفسه، علاقة يومية جوهرية مع الناس وعقولها وأذواقها وأخلاقها.
وخوفاً من ألا يفرّق محبو المتنبي، وهم سائر العرب، العاربة والمستعربة، بين نقد العنصرية ونقد الشعر، قررت أن «أحمي» نفسي باللجوء إلى مبالغة غير جائزة في المنطق والقياس، فقلت إن المتنبي، كشاعر، أعظم 70 مرة 70 مرة من شكسبير.
إلى اللقاء...

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المتنبي والدخيل والمعتذر بالله المتنبي والدخيل والمعتذر بالله



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

GMT 01:52 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة
  مصر اليوم - منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة

GMT 09:00 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 09:36 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الدلو

GMT 13:21 2019 الأحد ,29 أيلول / سبتمبر

كيف ساعدت رباعية الاهلي في كانو رينيه فايلر ؟

GMT 03:35 2018 الجمعة ,21 كانون الأول / ديسمبر

فوائد الكركم المهمة لعلاج الالتهابات وقرحة المعدة

GMT 02:36 2019 الأحد ,30 حزيران / يونيو

فعاليات مميزة لهيئة الرياضة في موسم جدة

GMT 04:38 2020 الثلاثاء ,25 شباط / فبراير

نجل أبو تريكة يسجل هدفا رائعا

GMT 12:42 2018 الثلاثاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ديكورات جبس حديثه تضفي الفخامة على منزلك

GMT 12:14 2017 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

مجموعة Boutique Christina الجديدة لموسم شتاء 2018

GMT 11:46 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

الذرة المشوية تسلية وصحة حلوة اعرف فوائدها على صحتك

GMT 09:42 2020 الخميس ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

إليك 4 مخاطر للنوم بعد تناول الطعام مباشرة عليك معرفتها
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon