توقيت القاهرة المحلي 14:16:24 آخر تحديث
  مصر اليوم -

العملة الصعبة للأيام الصعبة

  مصر اليوم -

العملة الصعبة للأيام الصعبة

بقلم: سمير عطا الله

عثر في منزل السيد عمر البشير على بضعة ملايين نقداً من الدولار واليورو، للأيام الصعبة. المبالغ النقدية التي عثر عليها في مكتب زين العابدين بن علي لم تكن بهذا الحجم. والشاحنات التي نقلها أبناء صدام حسين من البنك المركزي في الأيام الأخيرة مثل الشاحنات التي نقلها القذافي وعلي صالح، يجمع بينها كلها أنها كانت بالعملة الصعبة.
فقد كانوا أدرى الناس بما فعلته أنظمتهم بعملة البلاد وشريانها الحيوي. وبلد نفطي مثل ليبيا كان يخفض ديناره باستمرار مثل البلدان السقيمة خالية الموارد. وفي نهاية المطاف، نتيجة واحدة: شعب معوز، وحكام ينامون بين صناديق الكاش. حياة صعبة تحت وعملة صعبة فوق. لكن لا شيء ينفع في النهايات المتشابهة مثل تشابهات الحكم نفسها: الرجل وعائلته وحواشيه يعومون فوق بحر من الفساد، ثم يغرقون فيه.
تميّز البشير عن بقية الفرقة بأن وجهت إليه تهمة غسل الأموال. الباقي واحد تقريباً: الأبناء والأشقاء والحزب الحاكم ومدير المخابرات. وهو إما الأخ إذا توافر، أو الصهر إذا تعذر. من بين هواة العملة الصعبة والحياة الصعبة، وجب القول إن بن علي أعطى تونس اقتصاداً معقولاً، رغم أن شعار الثورة عليه كان الفتى الجائع. أحب نفسه مثل جميع المستبدين، لكنه أعطى شيئاً من الحب لشعبه، وبحث له عن التقدم والاستقرار، مع أنه جرده من أغلى ما يملك: حريته.
باقي الفرقة أحب نفسه والكاش. وتصرف في الوطن والدولة كأنهما عزبة بلا حدود. أول ما فعله الحوثيون ساعة الوصول إلى صنعاء احتلال البنك المركزي. خرج علي عبد الله صالح، الفريق، بأموال الأرض في أفقر بلدان الأرض. أخذوا أمواله ثم قتلوه، ثم وزعوا صورته على العالم.
مشاهد مشاهد، من العالم العربي السعيد. 6 ملايين يورو في منزل عمر البشير. وعملات أخرى. ومجموعة من العصي، شعار العهد والنظام. وسوف تلتقط صور أخرى غداً لمقتنيات أخرى وهوايات أخرى. والسودانيون يجمعون الفقر واليأس وعرق الجبين. البشير والترابي كانا يخططان لحكم العالم، بمساعدة كارلوس وبن لادن. القذافي كان يعتمد فكر «الكتاب الأخضر» ومساعدة أبو نضال.
صدام استعان بمهارات أبو نضال، واعتمد فكره الشخصي. بن علي أبقى نفسه داخل تونس. طلب التمديد سلماً، ورفض الجثوم فوق الصدور عندما رأى الناس تهتف مع بو عزيزي وضده.
معيبة تهمة غسل الأموال. ومقززة، عندما يكون المتهم رئيس دولة، ولو بالانقلاب والإكراه. تمرّ صورة المال في مشهدية هذه النهايات المريعة، مذلة وفادحة. والكرامات تغرق في الوحول. مهينة ساعة الحقيقة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العملة الصعبة للأيام الصعبة العملة الصعبة للأيام الصعبة



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

الأميرة رجوة تتألق بفستان أحمر في أول صورة رسمية لحملها

عمان ـ مصر اليوم

GMT 01:07 2024 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

هالة صدقي تكشف عن سبب غيابها خلال الفترة الماضية
  مصر اليوم - هالة صدقي تكشف عن سبب غيابها خلال الفترة الماضية
  مصر اليوم - بلينكن يبحث مع نظيره الإسرائيلي وغانتس مقترح بايدن

GMT 13:05 2024 الأحد ,02 حزيران / يونيو

تحذيرات من ربط الحساب البنكي بتطبيقات الدفع
  مصر اليوم - تحذيرات من ربط الحساب البنكي بتطبيقات الدفع

GMT 00:43 2017 الأحد ,08 كانون الثاني / يناير

انتصار السيسي تطمئن على صحة الفنانة نادية لطفي

GMT 12:37 2020 الخميس ,25 حزيران / يونيو

لاباديا يوضح تدريب هيرتا برلين كان تحديا كبيرا

GMT 08:12 2020 الأحد ,21 حزيران / يونيو

وفاة رئيس الاتحاد الأوروبي لألعاب القوى

GMT 21:23 2020 الأربعاء ,12 شباط / فبراير

طلب غير متوقع من أسرة قتيل فيلا نانسي عجرم

GMT 05:44 2020 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

نانسي عجرم تعود إلى نشاطها الفني بعد مرورها بفترة عصبية

GMT 22:45 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

وفاة المخرج الأردنى رفقى عساف عن عمر ناهز 41 عاما

GMT 22:22 2019 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

رد ناري من خالد الغندور على رئيس الزمالك

GMT 01:55 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

مجوهرات ونظارات عصرية على طريقة نجود الشمري

GMT 21:25 2019 الجمعة ,25 تشرين الأول / أكتوبر

مي كساب تضع مولودها الثالث وتختار له هذا الاسم
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon