توقيت القاهرة المحلي 12:10:20 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قصة أول انقلاب عسكري: جاء دور المدنيين

  مصر اليوم -

قصة أول انقلاب عسكري جاء دور المدنيين

بقلم: سمير عطا الله

حدث بعد انقلاب الزعيم على «المؤسسة»، أو الدولة، بأركانها وقواعدها وأصولها، من رئاسة وبرلمان وقضاء وجيش، ما سوف يحدث في ثقافة الانقلاب في كل مكان: شارك الزعيم في الانقلاب رجلان: سامي الحناوي وأديب الشيشكلي. ومن ثم انقلب الحناوي عليه، ثم انقلب الشيشاوي على الشيشكلي، ثم توالت تسعة انقلابات عسكرية خلال عقدين، منها ثلاثة في العام الأول.
كان من نصيبي بداية الستينات أن أغطي أواخر تلك الانقلابات. وكنا «نطلع على الشام» ونحن غير واثقين بأننا سوف نصل وأصحاب الانقلاب لا يزالون أنفسهم، أم أن أبطالاً جدداً لتحرير فلسطين قد حلوا محلهم. وفي 18 يوليو (تموز) 1963 وصلت إلى الحدود السورية فقيل إنها مغلقة؛ لأن الانقلاب الدائر لم يُحسم بعد. عودوا غداً. وكانت تلك آخر مرة أغطي فيها انقلاباً عسكرياً. كان علينا أن نعي، أن العسكريين لا يتصارعون على السلطة في البرلمانات والمؤتمرات، بل في الثكنات والسجون.
اتسمت الانقلابات العسكرية بالعنف والدماء، باستثناء ثورة 23 يوليو في مصر، حيث جرى وداع رسمي للملك فاروق عزف خلاله النشيد الوطني. لكن الانقلاب التالي، 1958 في العراق، جر خلفه سلسلة من الانقلابات الدموية «والتقصيب» والسحل في الشوارع. وقرر العسكر، جيشاً أو شرطة، أنهم الشرعية العربية وأمل الشعوب. مثال الأمن الداخلي كان محمد أوفقير وزين العابدين بن علي. ولو لم يسبق الملازم معمر القذافي إلى الانقلاب، لكان فعل ذلك العقيد الشلحي، مدير الشرطة آنذاك. وصلت الثقافة الانقلابية إلى اليمن. وعمّت أفريقيا. وحمل عدد كبير من الرقباء والرتباء عصا الماريشالية. وساد العنف وعمّت الهزائم وتوقفت حركة التطور والنمو.
سمّيت جميع الانقلابات ثورة، لكي لا تبدو أنها شهوة شخصية للحكم والسلطة. وأقامت الأنظمة الانقلابية اتحادات ووحدات فيما بينها علا هتافها ثم سكت بعد أيام. وطارد الأخ العقيد مصر والمغرب وتونس يعلن معها الوحدات الفورية التي زالت أيضاً على الفور وإلى الأبد.
يقف مدنيو السودان في مواجهة العسكريين بعد 70 عاماً على انقلاب حسني لا يهابون السلاح. ويتصرف العسكريون للمرة الأولى في سلوك من يدرك أن الجيش جزء من الدولة وليس مالكها. وقد كان مشهد الحاكم العسكري الأخير في الخرطوم مهيناً له ولشعبه: الدولة مفتقرة ومنزله تتكدس فيه حاويات العملة.
كم يبدو الفارق عظيماً بين أول انقلاب عسكري 1949 وأهم انتفاضة مدنية في الخرطوم 2019.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قصة أول انقلاب عسكري جاء دور المدنيين قصة أول انقلاب عسكري جاء دور المدنيين



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

GMT 12:49 2024 الإثنين ,20 أيار / مايو

افكار تساعدك لتحفيز تجديد مظهرك
  مصر اليوم - افكار تساعدك لتحفيز تجديد مظهرك

GMT 12:36 2024 الإثنين ,20 أيار / مايو

أنواع وقطع من الأثاث ينصح الخبراء بتجنبها
  مصر اليوم - أنواع وقطع من الأثاث ينصح الخبراء بتجنبها

GMT 09:58 2024 الثلاثاء ,21 أيار / مايو

تكريم نيللي كريم على جهودها لنشر الوعي الصحي
  مصر اليوم - تكريم نيللي كريم على جهودها لنشر الوعي الصحي

GMT 02:55 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

نيللي كريم تتحدث عن ظهورها في فيلم "كازابلانكا"

GMT 20:58 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

دي ليخت بين مطرقة عمالقة أوروبا وسندان برشلونة

GMT 18:43 2019 الثلاثاء ,12 شباط / فبراير

خبير أرصاد يُحذّر من استخدام الكمامات في العاصفة

GMT 12:42 2019 الأربعاء ,16 كانون الثاني / يناير

خطرٌ يُهدد حياتك بسبب النوم أكثر أو أقل من 8 ساعات يوميًا

GMT 02:16 2019 السبت ,05 كانون الثاني / يناير

بدران يؤكد أن الموز يُخفّف حموضة المعدة

GMT 12:55 2019 الثلاثاء ,29 كانون الثاني / يناير

مباراة توتنهام ضد تشيلسي تخطف الأضواء في الدوري الإنكليزي

GMT 03:34 2018 الأربعاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

مميزات استخدام ديكور الجدران الخرسانية في غرف النوم

GMT 21:44 2018 الأحد ,09 أيلول / سبتمبر

تفاصيل جديدة مثيرة في واقعة "مذبحة الشروق"

GMT 23:32 2018 الثلاثاء ,08 أيار / مايو

صخرة برشلونة مهددة بالغياب عن مواجهة فياريال
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon