توقيت القاهرة المحلي 07:06:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حظر الغضب

  مصر اليوم -

حظر الغضب

بقلم : سمير عطا الله

عندما توفي الأمير ألبرت، زوج الملكة فيكتوريا، قالت: «لقد فقدت الرجل الوحيد الذي كان يناديني يا فيكتوريا». آداب القصور غير آداب العامة. ما إن يقسم رئيس الدولة اليمين الدستورية حتى يدخل في أَسْر الخطاب: لم يعد مسموحاً له اليوم بما كان مفتوحاً أمامه أمس.

لذلك، يحرص معظم رؤساء العالم على قراءة نص مكتوب تجنباً لخطأ عفوي يتحول إلى أزمة. وذات مرة، كان هنري كيسنجر يعقد مؤتمراً صحافياً في أوتاوا. وظن لدى انتهاء المؤتمر أن مكبرات الصوت قد أُطفئت، فقال عن جاكلين كيندي كلاماً توصف به الغانيات. وقامت ضجة في صحافة العالم، لأن وزير خارجية أميركا استخدم عبارة قد يستخدمها أي إنسان عادي دون حرج.
«تويتر» فتح الضوابط عند الناس. صار المستخدم يحكي كأنه يخاطب نفسه في غرفة مغلقة، غير مدرك أنه يحكي في الملأ وبصوت مسموع. دونالد ترمب دخل لغة «تويتر» وعممها أيضاً.

التصريحات العنصرية التي أدلى بها أمام عدد من أعضاء الكونغرس حول شعبَي هايتي والسلفادور، و«الثقوب القذرة» أضافت عنواناً آخر إلى متاعبه الألسنية.
لم يعد يكفي القول إن النص «أُخرج من السياق» لأن السياق نفسه مسجَّل هذه الأيام. والذين نقلوا الكلام عن الرئيس الأميركي رجال محلّفون يمكن أن يفقدوا عملهم السياسي برمّته إذا تبين أنهم كذبوا. لقد خسر ريتشارد نيكسون رئاسة أميركا لأنه حاول إخفاء جزء من كلامه عن المحققين. وكل اجتماع في البيت الأبيض مسجّل إلا في مخدع الرئيس.

أعطى ترمب خصومه هفوة إضافية يعملون عليها. ومعظم هذه الهفوات هي حول ما قال الرئيس، وماذا قال، وماذا قال معاونوه، وماذا خرج من سياقهم. لذلك، الحل في أن يضبط أهل البيت الأبيض خطابهم، وأن يعود الرئيس إلى المتحدث باسمه، وهو، للمناسبة، منصب بمرتبة وزير. «لا جمال في الغضب»، قال غوته. الغضب يُفقد الإنسان أعصابه، وأحياناً رشده. ومن سوء حظ المسؤول أو من حسنه، أن الغضب ممنوع عليه. وممنوع عليه الخروج على أي سياق كان. كل ما يفعله واقع تحت بند سوء استخدام السلطة، فعندها تتحول السلطة إلى ضعف.

نقلا عن صحيفه الشرق الاوسط اللندني

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حظر الغضب حظر الغضب



GMT 01:42 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

التوريق بمعنى التحبير

GMT 01:38 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

مَن يحاسبُ مَن عن حرب معروفة نتائجها سلفاً؟

GMT 01:34 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

كيسنجر يطارد بلينكن

GMT 01:32 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

غزة وانتشار المظاهرات الطلابية في أميركا

GMT 01:29 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

من محمد الضيف لخليل الحيّة
  مصر اليوم - أحمد حلمي يكشف أسباب استمرار نجوميته عبر السنوات

GMT 10:05 2017 الإثنين ,18 أيلول / سبتمبر

الثروة الحقيقية تكمن في العقول

GMT 13:33 2019 الثلاثاء ,12 آذار/ مارس

أفكار بسيطة لتصميمات تراس تزيد مساحة منزلك

GMT 00:00 2019 الأحد ,17 شباط / فبراير

مدرب الوليد يُحذِّر من التركيز على ميسي فقط

GMT 12:26 2019 السبت ,12 كانون الثاني / يناير

تدريبات بسيطة تساعدك على تنشيط ذاكرتك وحمايتها

GMT 20:58 2019 الإثنين ,07 كانون الثاني / يناير

مؤشر بورصة تونس يغلق التعاملات على تراجع

GMT 16:54 2018 الإثنين ,03 كانون الأول / ديسمبر

"اتحاد الكرة" يعتمد لائحة شئون اللاعبين الجديدة الثلاثاء

GMT 15:16 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

وزارة "الكهرباء" تستعرض خطط التطوير في صعيد مصر

GMT 19:26 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

أمن الجيزة يكشف عن تفاصيل ذبح شاب داخل شقته في منطقة إمبابة

GMT 22:47 2018 الجمعة ,31 آب / أغسطس

أمير شاهين يكشف عن الحب الوحيد في حياته

GMT 00:49 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

أيتن عامر تنشر مجموعة صور من كواليس " بيكيا"

GMT 04:18 2018 الثلاثاء ,05 حزيران / يونيو

اندلاع حريق هائل في نادي "كهرباء طلخا"

GMT 22:56 2018 السبت ,02 حزيران / يونيو

فريق المقاصة يعلن التعاقد مع هداف الأسيوطي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon