توقيت القاهرة المحلي 20:57:28 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نجيب ويوسف يتحاوران

  مصر اليوم -

نجيب ويوسف يتحاوران

بقلم - سمير عطا الله

اكتشفت أنني صففت مؤلفات نجيب محفوظ ويوسف إدريس إلى جانب بعضها بعضاً، ولا أدري متى وقعت هذه المصادفة. ربما لم أكن أنا من فعل ذلك أيضاً. فأنا فوضوي حتى في التعامل مع السادة الكتّاب. لا تصنيف. لا مواضيع، لا أنواع. بل العكس، اللذة الإضافية في الكتاب أن نبحث عنه قليلاً. وأن تمتحن ذاكرتك في المواقع. ولكن شيئاً غريباً حدث مع كتب إدريس ومحفوظ. يدٌ ما عبثت ونظّمت، كمن ينظم لقاء أو حواراً.

بل خيّل إليَّ أنهما فعلا ذلك لكي يكملا حواراً قديماً لم يكتمل في الحياة. كلاهما يعتذر من الآخر: نجيب بتواضعه وابتسامته، ويوسف بكبرياء لا يستطيع التغلب عليها. الواحد يقول للآخر: لماذا كان كل ذلك السباق ما دمنا قد وصلنا منذ البداية.

سباق ماذا؟ يقول نجيب معتذراً: لقد عدونا كل واحد في مكانه يا يوسف. لك عالمك ولي عالمي. يعترض يوسف: طالما فهمت تواضعك وأحببته. ولكن السباق ليس خصومة يا نجيب بيه، ولا بد من شيء من الغيرة بين الأوائل. ثم يضيف ضاحكاً للمرة الأولى: إنها مثل حقن «التستوستيرون» عند الرياضيين.

يضحك نجيب للنكتة، لكنه يستدرك: أنا لم أعرف الغيرة في حياتي. وعندما كنت أخشى أن تقتحم داري، كنت أوزعها فوراً على أبطالي. أعد قراءة «الثلاثية»، إنها هناك، إلى يسارك! يقول يوسف: لعلك لم تنتبه إليَّ أمس وأنا أقرأ في «السكرية» طوال بعض الظهر. إنها أجمل ما كتبت يا نجيب. الرواية الوحيدة التي تمنيت لو أنني كتبتها.

هذا تواضع شديد منك، قال نجيب: هناك قصص قصيرة كثيرة لك، شعرت أنني كتبتها معك. اعترض يوسف: لا أعتقد ذلك. فقد كنت غارقاً في عالمك بحيث لا تنتبه إلى سواه. رد نجيب: أنت لم تعرفني جيداً يا يوسف. فقد كنت أحرص على متابعة غيري بإعجاب ومحبة. إنك لا تتصور عدد الذين قرأتهم باهتمام في مصر وسوريا والعراق. قرأتهم وبحثت في عالمهم عما ليس في عالمي. أما أنت وأنا، فقد نهلنا من ينبوع واحد.

يا نجيب بيه، اعترض يوسف: ليس تماماً. أنا غرفت من مصر وأنت غرفت من القاهرة. وضحك نجيب ضحكة «الحرفوش» وقال: وما الفرق؟ أليست مصر هي القاهرة؟ أجاب يوسف: ليس تماماً. ما إن يحط المصري في القاهرة حتى يصبح قاهرياً. هذه مدينة تطبَّعت بطباع النيل على مرّ السنين. تمري وتسري. بالمناسبة، لم أعرف رأيك برواية «عمارة يعقوبيان»؟ كيف وجدت تصويره لأهل القاهرة في عمارة واحدة؟ قال نجيب: وأنا جعلتهم في حارة واحدة خلال ثلاثة أجيال، وفي أي حال «الراجل صنايعي خالص»، إنما بعكسك وعكسي، ليس غزيراً.

نقلا عن الشرق الأوسط اللندنية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نجيب ويوسف يتحاوران نجيب ويوسف يتحاوران



GMT 05:16 2024 الإثنين ,13 أيار / مايو

ولنا في الكويت عبرة يا أصحاب الشعبويات!

GMT 05:13 2024 الإثنين ,13 أيار / مايو

لا بديل في الحالتين

GMT 05:09 2024 الإثنين ,13 أيار / مايو

ديمقراطية الكويت إلى أين؟

GMT 05:08 2024 الإثنين ,13 أيار / مايو

«فتنة التكوين» اتسع الخرقُ على الراقعْ!

GMT 04:46 2024 الإثنين ,13 أيار / مايو

نيران صديقة فى مهرجان (كان)!!

النجمة درة بإطلالة جذّابة وأنيقة تبهر جمهورها في مدينة العلا السعودية

الرياض ـ مصر اليوم

GMT 23:32 2020 الخميس ,17 كانون الأول / ديسمبر

الفرنسي عثمان ديمبلي يعود إلى تدريبات برشلونة الإسباني

GMT 04:11 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

طريقة عمل تشيز كيك بخطوات سهلة

GMT 00:53 2019 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تثير غضب الجماهير المصرية في القاهرة السينمائي

GMT 23:45 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

اتحاد الكرة يؤكد يحق لكل نادٍ ضم 25 لاعباً جديداً

GMT 17:03 2018 الثلاثاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

مرسيدس تكشف عن سيارة كهربائية في تحدٍ ألماني مباشر لتسلا

GMT 03:28 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

تراجع أسعار الذهب في الأسواق المصرية الأحد

GMT 02:49 2018 الخميس ,28 حزيران / يونيو

وائل كفوري يرفض التعليق على هجوم بعض الأشخاص
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon