توقيت القاهرة المحلي 20:41:54 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قرار الأونروا

  مصر اليوم -

قرار الأونروا

بقلم - سمير عطا الله

بعد قرار الانسحاب من «اليونيسكو» وقرار القدس، اتخذت الولايات المتحدة قرارها بوقف المساعدات المالية التي تقدمها لمؤسسة الإغاثة الفلسطينية «الأونروا». ولو كنت أميركياً جمهورياً لقلت في نفسي، إن القرارين الأولين سياسيان وهما من حق حكومتي، وقد تأتي إدارة أخرى غداً تعود عنهما، أو على الأقل، عن قرار «اليونيسكو»، كما فعلت في حالات مناسبة.
لكن قرار «الأونروا» لا يطال حكومة محمود عباس، ولا حكم حماس، إنه قرار يطال الناس، نساءً وأطفالاً ومقعدين طُردوا من ديارهم عام 1948 ولن يجدوا مأوى إلا في المخيمات، ولا يزالون هناك، بلا هوية وبلا مستقبل وبلا هناء. هناك يتوالدون، وهناك يعلمون أطفالهم. هناك يمدَّد لبؤسهم وأساهم وعزلتهم ومنفاهم.

هؤلاء صارت ديارهم بيوتاً بالية في الأردن وسوريا ولبنان. مساعدتهم ليست قراراً سياسياً، ولا منّة عالمية، بل واجب من الأسرة الدولية المزعومة، التي لم تفعل حيالهم شيئاً منذ سبعين عاماً، فعلى أي أساس يعاقَبون؟

«الأونروا» قضية إنسانية لا سياسية. قضية لاجئين ومشرَّدين ومضطَّهدين، فكيف لدولة مثل الولايات المتحدة، دولة لنكولن، ومونرو، وأيزنهاور، أن تقطع عنهم المساعدات الأولية، بينما تتجاهل بناء آلاف المستعمرات فوق البيوت التي كانت بيوتهم، والأرض التي كانت أرضهم؟

هناك جدل يقول لماذا لا يتكفل العرب موازنة «الأونروا»؟ ولماذا السعودية فقط الدولة الواردة على لائحة العشر الأوائل للمتبرعين؟ وهذا صحيح. هناك فرض على العرب لا فرار ولا فكاك منه. ولكن فلسطين مأساة دولية لا يُعفى من مسؤوليتها أحد. كل دولة كبرى لها دور ما في قيام هذه المأساة، من بريطانيا إلى ألمانيا إلى روسيا السوفياتية إلى أميركا.

ولم يعد الوقت وقت نقاش تلك المسؤوليات من 1917 إلى 1947 إلى 1948 إلى 1967، بل هو وقت القضية كما هي مطروحة على العالم اليوم. ليس فقط القضية السياسية، بل الجانب الإنساني الهائل فيها. في الماضي قامت دعوات بين صفوف الفلسطينيين أنفسهم تدعو إلى إلغاء «الأونروا» بوصفها أداة استعمارية. كان ذلك عصر الرعونات واللامسؤولية، والتصفيق للهوائيات اللفظية. وليس من العدل أن تثار هذه الظواهر الآن لمعاقبة شعب بأكمله. إن اللاجئين الفلسطينيين الذين دمغت قضيتهم القرن الماضي، ليسوا نازحي المكسيك، ولا بؤساء الفقر في المتوسط، إنهم ضحايا مسؤولية دولية معلنة.
نقلا عن الشرق الاوسط اللندنيه

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قرار الأونروا قرار الأونروا



GMT 09:47 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

مواسمُ الأعياد.. والقلوبُ الحلوة

GMT 09:43 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

بورصة التغيير!

GMT 09:40 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

فنى ثم فنى ثم بيتى!!

GMT 09:38 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

القبطى الوحيد

GMT 09:35 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

صناعة البديل

الملكة رانيا تتألق بإطلالة جذّابة تجمع بين الكلاسيكية والعصرية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:17 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

غوارديولا يؤكّد أن محمد صلاح ينتظره مستقبل كبير

GMT 01:23 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

فيرستابن يحسم سباق كندا ويعزز صدارته للفورمولا 1

GMT 08:47 2017 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

"Calvin Klein" أبرز الدور التي طرحت حذاء "الكاو بوي" المميّز

GMT 09:14 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الثور

GMT 13:19 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

مراقبين من المسابقات لمباراة القمة بين الأهلي والزمالك

GMT 10:15 2017 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رفع فيلم "أخضر يابس" من دور العرض السينمائية بعد أسبوعين عرض

GMT 21:27 2021 الأربعاء ,13 كانون الثاني / يناير

أسوان يختتم استعدادته لمواجهة المحلة في الدوري

GMT 12:09 2020 الأربعاء ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دجاج محمّص مدهون بدبس الرمّان

GMT 10:15 2020 الثلاثاء ,22 أيلول / سبتمبر

مواجهة مرتقبة بين الزمالك وطنطا في الدوري اليوم

GMT 23:09 2020 الجمعة ,17 إبريل / نيسان

عدد الوفيات يتجاوز عتبة الخمسة آلاف في بلجيكا

GMT 01:12 2019 الثلاثاء ,15 كانون الثاني / يناير

"الأهلي" يعلن إعارة الجزار إلى الجونة رسميًا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon