توقيت القاهرة المحلي 02:49:20 آخر تحديث
  مصر اليوم -

رئاسة بلا نهاية

  مصر اليوم -

رئاسة بلا نهاية

بقلم : سمير عطالله

أوّلاً لمحة عن صاحبة الاقتراح: السيّدة فالنتينا تريشكوفا، نائبة في الدوما عن حزب اتحاد روسيا، مواليد 1937. بدأت عاملة في مشغل قطن، أكملت خلال ذلك دراستها في الهندسة بالمراسلة، ومن دون معرفة والدتها، راحت تتدرّب على الهبوط بالمظلّات في الماء وفي البرّ. وبفضل ذلك التدريب وتلك الشجاعة، اختيرت فالنتينا أوّل رائدة فضاء في التاريخ. وقد دارت حول الأرض 48 مرّة وأمضت في مدارها ثلاثة أيام، هي أطول فترة تمضيها رائدة منفردة في تلك الرحلة المثيرة.

إذاً، السيّدة فالنتينا بطلة نادرة من بطلات الاتحاد السوفياتي ومن ثم بطلة دائمة في تاريخ العلوم الروسية. فمَن أفضل منها يتقدّم بذلك الاقتراح المجيد على البرلمان بالموافقة على تعديل الدستور وتكثير الولايات الرئاسية، بحيث يُمدَّد للرئيس فلاديمير بوتين، في موقعه الكريم، إلى ما شاء الله. ولكن ما دام لا بدّ من تحديد موعد معيّن، فهو باقٍ في الرئاسة إلى العام 2036. ومن أجمل العناوين التي نُشر بها هذا الخبر، المقال الافتتاحي في الـ«موند»، الرجل الذي لا نهاية لرئاسته.

إذا استمرّ بوتين إلى ذلك العام، فسوف يغلب ستالين في عمليات البقاء الروسية. فالديكتاتور السابق، بلغت مدّة حكمه 35 عاماً ما بين 1922 و1953. أمّا بوتين فيكون قد أمضى بين ذهبيات الكرملين، 36 عاماً. وإذا لم يدخل التاريخ، فمن المؤكّد أنّه سيدخل كتاب «غينيس» للأرقام القياسية. فولاية الرئاسة الروسية محدّدة عادة بأربع سنوات، تُجدّد مرّة واحدة، إكراماً لطالبها. أمّا الرفيق فلاديمير، فلا يصحّ في وصف ولاياته سوى التعبير الذي اخترعه الراحل علي عبد الله صالح عندما تحدّث عن «تصفير العدّاد»، في معرض الحديث عن ولاياته وعهوده وتعهداته التي قطعها الحوثيون على طريقتهم الحضارية. إذ بعدما أقدموا على تفجير جثّته، حرصوا على تزيينها في سبيل اللقطة التاريخية وسمعتهم في حفظ العهود واحترام العقود.

لا يطلق بوتين لقباً معيّناً على رحلته الطويلة في زعامة روسيا كما يفعل الرؤساء في العالم الثالث. فقد كان اللقب في أفريقيا وأوروبا الشرقية «الرئيس مدى الحياة» وذلك توفيراً لتكاليف الاحتفالات بالفوز في كلّ مرّة. وابتدعت سوريا لقب «الرئيس إلى الأبد»، فقط لتناسب الإيقاع مع اسم العائلة الرئاسية وواقع الحال. وسقط كبار زعماء الغرب في عمليات انتخاب بسيطة ومضحكة. من ونستون تشرشل إلى شارل ديغول إلى مارغريت ثاتشر، وأمضى الأوّل بقيّة عمره يجوب الموانئ على يخت الثري اليوناني أوناسيس. وذهب ديغول إلى قريته، على بعد أربع ساعات من باريس، يمضي الوقت بين قراءة التاريخ وكتابته. وأمّا أشهر بريطانية في القرن العشرين، فقد انزوَت حزينة ومليئة بالمرارة، في منزلها الريفي، تحلم بمستقبل أفضل لوحيدها الذي يبدو أنّه لم يكن يستحقّ ذلك النوع من الأمّهات. ليس بسبب جبروتها السياسي، بل بسبب ضعفها المريع أمام الابن الذي اختار السكن في جنوب أفريقيا فيما أمضت هي بقيّة الحياة تردّد اسمه واسم زوجها دنيس.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رئاسة بلا نهاية رئاسة بلا نهاية



GMT 04:46 2024 الإثنين ,13 أيار / مايو

نيران صديقة فى مهرجان (كان)!!

GMT 04:43 2024 الإثنين ,13 أيار / مايو

بين احتجاجين

GMT 04:37 2024 الإثنين ,13 أيار / مايو

فى رحاب السيدة!

GMT 04:33 2024 الإثنين ,13 أيار / مايو

عبيد باليونيفورم

أجمل إطلالات الإعلامية الأنيقة ريا أبي راشد سفيرة دار "Bulgari" العريقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:00 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

إسرائيل تتوغل في رفح ومعارك تحتدم في شمال غزة
  مصر اليوم - إسرائيل تتوغل في رفح ومعارك تحتدم في شمال غزة

GMT 00:31 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

أحمد حاتم يكشف كواليس انفصاله لأول مرة
  مصر اليوم - أحمد حاتم يكشف كواليس انفصاله لأول مرة

GMT 14:26 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تتركز الاضواء على إنجازاتك ونوعية عطائك

GMT 00:03 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

الكويت يتأهل إلى نهائي كأس ولي العهد بهدف قاتل على النصر

GMT 21:03 2018 السبت ,06 كانون الثاني / يناير

أياكس أمستردام يضم مدافع منتخب الأرجنتين

GMT 12:23 2017 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

"جبل الصايرة البيضاء" موقع سياحي مهجور رغم إمكاناته الكبيرة

GMT 11:51 2017 السبت ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

طوارئ في مطار القاهرة استعدادًا للتفتيش الأمنى الأميركي

GMT 19:40 2015 السبت ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

ثلث أشجار الأمازون ونصف أنواعها مهددة بالإندثار

GMT 19:50 2015 الأربعاء ,14 تشرين الأول / أكتوبر

يرقة الفراشة اليابانية تتحول إلى براز لتحمي نفسها من الطيور

GMT 04:24 2021 الإثنين ,26 إبريل / نيسان

دعاء اليوم الرابع عشر من رمضان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon