توقيت القاهرة المحلي 06:10:41 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حلم المزرعة

  مصر اليوم -

حلم المزرعة

بقلم - سمير عطا الله

لم تعد أفلام «الكاوبوي»، رعاة البقر، تنتج إلا قليلاً. كانت في شبابنا هي الطاغية، وأبطالها هم نجوم الشاشة، وبطلاتها من فئة مارلين مونرو. وكانت مشاهدة فيلم في نهاية الأسبوع هي فرح الأسبوع كله، وما عدا ذلك ليس في الموازنة تحت أي بند من البنود، بما في ذلك خدمة الدين العام.

لذلك، كان عليك أن تختار بصعوبة، أي فيلم تشاهد: أفلام الحرب العالمية الثانية، أفلام الغرام والدموع، أم فيلم الكاوبوي، حيث ينتصر البطل على جميع الأشرار ويضعهم في السجن ويلاعب مسدسه في الهواء منتصراً في المنازلة أمام المراقبين المتوتري الأعصاب. وليس ذلك فقط، بل سوف يفوز بالحسناء التي لا يعرف أحد من المشاهدين ما الذي حملها إلى تلك القفار والديار. أو كما غنت أم كلثوم:

وديار كانت قديماً دياراً / سترانا كما نراها قفاراً.

نمَت لدي من مشاهدة أفلام الكاوبوي محبة الطبيعة والعزلة والهواء الطلق وانتصار القانون دوماً على الأشرار، وطابت لي فكرة أن تؤنس العزلة في تلك القفار شقراء مثل مارلين مونرو، أو سمراء مثل صوفيا لورين. عزلة بعيداً عن البشر، وسهول فيها خيل وليل وصوفيا لورين، وسامح الله المتنبي بالباقي.
ورحت أحلم بأن أصبح مزارعاً، أو على الأقل «مزارع (بارت تايم)». أمضي معظم وقتي في العزلة والطبيعة، أقرأ وأكتب، وما فاتني من ضوء القمر أستمده من ملايين النجوم السابحة في لألأتها فوق أحلام الحالمين. ومع الكبر والواقعية، راح يتبين لي أن المزارع مهنة الأغنياء، لا البسطاء. وأن الحقول الممتعة على الشاشة متعبة على الأرض. ففي دنيا الواقع عليك أن تقلّم الشجر وأن تسقي الزرع، وأن تفلح الأرض، وألا تنسى الغنم وموعد إطعام الدجاج، وإذا ما بقي شيء من الوقت تقرأ شيئاً من كتاب وتنام والكتاب على صدرك، ناسياً من شدة التعب، أنه كان يفترض في اكتمال الصورة أن تمرّ صوفيا لورين من هناك.

أقلعتُ عن فكرة المزرعة منذ زمن. وأصبحتُ تخيفني مجرد فكرة الوجود في مكان تندفع فيه القطعان من آلاف الثيران الجامحة نحو مرعى أو مسقى. وأتساءل كيف يمكن لصوفيا لورين، وفي أي ظروف، أن تظهر هنا، وسط كل هذه الأبقار وعواصف الغبار، حتى من أجل كلنت إيستوود.
إنها السينما. أو السيما، كما دللها المصريون. هي التي كانت أهم سلاح استخدمته أميركا فيما كان السوفيات يضيعون الوقت في صنع الصواريخ. قدمت هوليوود الحياة الأميركية على أنها أبسط وأجمل حياة في العالم. أمام كل منزل سيارة وحديقة وقصة حب، بينما نجحت السينما السوفياتية في الأناشيد الجماعية.

نقلا عن الشرق الأوسط اللندنية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حلم المزرعة حلم المزرعة



GMT 05:16 2024 الإثنين ,13 أيار / مايو

ولنا في الكويت عبرة يا أصحاب الشعبويات!

GMT 05:13 2024 الإثنين ,13 أيار / مايو

لا بديل في الحالتين

GMT 05:09 2024 الإثنين ,13 أيار / مايو

ديمقراطية الكويت إلى أين؟

GMT 05:08 2024 الإثنين ,13 أيار / مايو

«فتنة التكوين» اتسع الخرقُ على الراقعْ!

GMT 04:46 2024 الإثنين ,13 أيار / مايو

نيران صديقة فى مهرجان (كان)!!

النجمة درة بإطلالة جذّابة وأنيقة تبهر جمهورها في مدينة العلا السعودية

الرياض ـ مصر اليوم

GMT 12:05 2024 الأحد ,12 أيار / مايو

عدسات لاصقة "ذكية" لكشف أمراض العيون
  مصر اليوم - عدسات لاصقة  ذكية  لكشف أمراض العيون

GMT 07:03 2020 الخميس ,31 كانون الأول / ديسمبر

أنت فعلاً محظوظ هذا الشهر

GMT 06:54 2020 الخميس ,31 كانون الأول / ديسمبر

تكون الظروف استثنائية في الأسابيع الأولى

GMT 16:10 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

ديربي مانشستر في كأس الرابطة مُهدد بالتأجيل بسبب "كورونا"

GMT 11:09 2020 الثلاثاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

5 تغييرات بسيطة في نمط الحياة تساعدك على علاج الحموضة

GMT 12:05 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

النفط يتراجع بعد بيانات مخزونات الخام الأميركية

GMT 11:43 2020 الخميس ,01 تشرين الأول / أكتوبر

علاء مبارك يعتذر عن تقديم العزاء للراحل صباح الأحمد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon