توقيت القاهرة المحلي 15:25:08 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فائض التوتر وفائض النعاس

  مصر اليوم -

فائض التوتر وفائض النعاس

بقلم : سمير عطا الله

كان الكاتب الأفرو أمريكى، جيمس بالدوين، يقول إن مشكلة الرجل الأبيض ليست فى أنه لا يعرف الرجل الأسود، بل فى أنه لا يعرف نفسه. راجع هذه الكلمات فى ضوء مشاهد الجحيم المفتوح فى المدن الأمريكية، حيث تقابل وحشية الشرطى الأبيض بوحشية المتظاهر الأبيض أيضاً. حرائق ودمار وخراب بدل مظاهرة صامتة مثل تلك التى حملت مليون أسود ذات يوم إلى البيت الأبيض.

العنف إحدى سمات المجتمع الأمريكى. وسببه العميق الخوف من الآخر وعدم الاطمئنان إليه. ولذلك، اندفع الأمريكيون إلى شراء الأسلحة بعد «كورونا» على نحو غير مسبوق، خوفاً من انتشار السرقات والتعديات. والولايات المتحدة هى ربما البلد الوحيد فى العالم الذى يشرِّع اقتناء السلاح الفردى، ويسهل شراءه من دكانة الحى. و«اللوبى» الوحيد الأكثر قوة من «اللوبى» الإسرائيلى هو «لوبى» البندقية الأهلية. هى ثقافة تلقى معارضة كبرى، لكن هذه المعارضة لاتزال أضعف من تحقيق أى تقدم.

يشد فى أزر هذه الثقافة مشاهد مثل التى تفجرت بعد خنق جورج فلويد. يشعر الأمريكى أنه بلا حماية كافية فى منزله ومخزنه وسيارته، وسط شراسة الفوضى وانفلات الغرائز وتهافت القانون.

فجأة يطل العنف من كل الجهات. وله أحزاب وأتباع فى كل مكان. وباريس ليست أقل مَيلاً إلى الفوضى والتكسير والاعتداء على أملاك الآخرين.

حيث يضعف القانون تستقوى الفوضى. وعندما تدب هذه، تتراجع جميع الروادع. وقف شقيق فلويد يدعو إلى الهدوء. يكفى العنف التافه أنه أخذ شقيقه أمام أعين أمريكا. والأكثر بشاعة فيه أنه عنف رسمى. شرطى ميرى وابن حكومة. ولو لم يكن كذلك لظلت المسألة جريمة فردية من العنصريات المألوفة فى مجتمع لايزال منقسماً، مثل سائر مجتمعات العالم، بدرجات متفاوتة وجذور مختلفة.

فى نهاية المطاف هى أيضاً أزمة ترامب عشية الانتخابات. الكثير من الشدة كثير والقليل منها قليل. ويسعفه فى هذا المأزق الجديد منافسة الديمقراطى جو بايدن الذى وصفه، على طريقته، «بالنعسان». ويشبه بايدن فى شخصيته البطيئة وكيل وزارة الخارجية فى إدارة كلينتون المستر وارن كريستوفر. وكان كريستوفر من كبار المحامين فى البلاد، لكن مع تقدمه فى العمر أصبح شديد البطء. فصار كلما أدلى بتصريح نشره الصحفيون ذاكرين «قال الراحل كريستوفر أمس...».

أين فائض التوتر عند الرئيس ترامب، وفائض النعاس عند نائب الرئيس السابق، بايدن. تحول المشهد المخيف إلى معركة انتخابية حادة. ومع ترامب سوف تتحول أيضاً إلى ملاكمة حرة. وفوق هذه الحلبة يبدو مشهد بايدن مثيراً للعطف.

* كاتب وصحفى لبنانى

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فائض التوتر وفائض النعاس فائض التوتر وفائض النعاس



GMT 04:46 2024 الإثنين ,13 أيار / مايو

نيران صديقة فى مهرجان (كان)!!

GMT 04:43 2024 الإثنين ,13 أيار / مايو

بين احتجاجين

GMT 04:37 2024 الإثنين ,13 أيار / مايو

فى رحاب السيدة!

GMT 04:33 2024 الإثنين ,13 أيار / مايو

عبيد باليونيفورم

أجمل إطلالات الإعلامية الأنيقة ريا أبي راشد سفيرة دار "Bulgari" العريقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 11:44 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نجمات عربيات تألقن على السجادة الحمراء في "كان"
  مصر اليوم - نجمات عربيات تألقن على السجادة الحمراء في كان

GMT 10:34 2021 الأحد ,04 تموز / يوليو

إصابة بيريسيتش نجم منتخب كرواتيا بكورونا

GMT 04:40 2021 الأربعاء ,31 آذار/ مارس

طريقة عمل جلاش ملفوف بالمكسرات

GMT 09:35 2021 الجمعة ,29 كانون الثاني / يناير

تصاميم فساتين جريئة من وحي لين أبو شعر

GMT 03:19 2021 السبت ,23 كانون الثاني / يناير

العلماء يحلون لغزا عمره 100 عام بشأن مرض "السرطان"

GMT 11:05 2021 الأربعاء ,20 كانون الثاني / يناير

يوفنتوس يتحدى نابولي على كأس السوبر الإيطالي

GMT 15:58 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

شوبير يكشف سر استبعاد الشناوي من مواجهة الاهلي وبطل النيجر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon