توقيت القاهرة المحلي 15:21:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عالم أعقل

  مصر اليوم -

عالم أعقل

بقلم : سمير عطا الله

 كان محمد الماغوط يقول: «إذا أردت أن تعرف ماذا يجري في إيطاليا يجب أن تعرف ماذا يجري في البرازيل». ويقصد بذلك الدول التي لا تمتلك قرارها كلياً. منذ مارس (آذار) الماضي إلى اليوم، حدث ما غيَّر تاريخ العالم. بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، وصف المفكر الأميركي فرانسيس فوكوياما ذلك بأنه نهاية التاريخ. وبعد لقاء زعيمي كوريا الجنوبية والشمالية وصف الشماليون ذلك بأنه بداية التاريخ.

ومن وجهة نظرهم، هذا صحيح. يجب أن نعرف ماذا حدث في بكين الشهر الماضي عندما قام كيم جونغ - أون بزيارتها سراً مع زوجته، ولم يعلن عن الزيارة إلا بعد عودته. أي بعد أن أقنعت البرازيل إيطاليا بأن العالم لم يعد يحتمل لعبة الصواريخ الهابطة في مياه اليابان، والمهددة بعبور القارة إلى الولايات المتحدة. قالت له بكين، يا عزيزنا كيم، أنت تصر على العيش في عالم جدك المبجل كيم إيل سونغ، وعالم جدك قد انتهى. وأنت تصفف شعرك على طريقة ماو تسي تونغ، وعالم ماو قد انتهى. وأنت تعتقد أننا نفرح بأن تزعج الغرب، وهذا انتهى.

قبل شهر كانَ كيم جونغ - أون يلتقط كل يوم «سيلفي» مع صاروخ جديد، ويهدد بقنبلة نووية، ويضع قواته في حال التأهب القصوى. وبعد شهر استبدل بالضحكة المنتفخة ابتسامة رجال الدول، والتقى عدوه الأول، وتصرف مثل أي زعيم دولة طبيعية.

من دون دعم الصين لا تستطيع كوريا الشمالية الصمود طويلاً في عزلتها المدججة بالصواريخ والمحتاجة إلى الأرز. ولم يعد في إمكان النموذج الكوري الصدئ والمتخلف والقائم على المخابرات والهوائيات اللفظية، أن يستمر وهو محاط بأكثر التجارب حيوية ونجاحاً في التاريخ: الصين وكوريا الجنوبية. بدل أن ينفجر الوضع مرة واحدة، ويتحول إلى حالة كارثية في الصين وسيول معاً، سوف ترعى الجارتان عملية التغيير الهادئ في كوريا الشمالية. دفعت ألمانيا الغربية نصف تريليون دولار كلفة عودة ألمانيا الشرقية لكي لا تغرق بتدفق الشرقيين عليها. إذا حدث انفجار مفاجئ في شمال شبه الجزيرة الكورية سوف يكون المشهد مثل يوم الحشر عند جارتيها.

لا شيء نهائي بعد. لكن التغير في بيونغ يانغ يبدو أكثر جدية من أي وقت مضى. وقد حل التبريك محل الهزء في التبادل بين ترمب وأون. وبدا أن في القاموس كلمات غير نابية يستطيع رؤساء الدول استخدامها بدل تعابير الأطفال وتوترهم.

نقلا عن الشرق الآوسط اللندنية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عالم أعقل عالم أعقل



GMT 02:45 2024 الأحد ,16 حزيران / يونيو

القصور تكتظ بهنَّ

GMT 02:41 2024 الأحد ,16 حزيران / يونيو

طمأنينة الحج وفسوق السياسة

GMT 02:37 2024 الأحد ,16 حزيران / يونيو

أحلام كسرى وفلتات الوعي

GMT 02:33 2024 الأحد ,16 حزيران / يونيو

مأساة السودان وثقافة إنكار النزاع الأهلي

الأميرة رجوة بإطلالة ساحرة في احتفالات اليوبيل الفضي لتولي الملك عبدالله الحكم

عمان ـ مصر اليوم

GMT 08:11 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

مدافع الأهلي ياسر إبراهيم يحتفل ببطولاته مع الفريق المصري

GMT 23:17 2020 الإثنين ,07 أيلول / سبتمبر

مؤشرا البحرين العام والإسلامي يقفلان على ارتفاع

GMT 01:16 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

مجد القاسم يطرح أحدث أغنياته الجديدة "أنا نادم" ‏

GMT 06:08 2020 الثلاثاء ,19 أيار / مايو

شريف إكرامي يرد على مدحت العدل

GMT 01:32 2020 الثلاثاء ,18 شباط / فبراير

فايلر طلب من مسؤلي الأهلي تأجيل قمة الدوري المصري

GMT 00:35 2019 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

شيرين رضا أناقة ما بعد الخمسين بأسلوب بنات العشرين

GMT 20:29 2019 الجمعة ,05 تموز / يوليو

ننشر الأسعار الجديدة لتذاكر النقل العام

GMT 23:41 2019 الثلاثاء ,25 حزيران / يونيو

مؤشر سوق مسقط يغلق منخفضًا الثلاثاء

GMT 09:52 2019 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

إلينا سانكو تفوز بلقب "ملكة جمال روسيا" لعام 2019
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon