توقيت القاهرة المحلي 16:00:20 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قانون «المولود الواحد»

  مصر اليوم -

قانون «المولود الواحد»

بقلم : جهاد الخازن

عام 1980 فرضت الصين قانون «الطفل الواحد». ولم ترفع العمل به إلا في عام 2015. مثل معظم الغرباء نظرت إلى ذلك القانون على أنه حل إنساني لمعضلة التكاثر الأسطوري، في بلد يزيد سكانه على المليار نسمة. كذلك اعتقدت، بكل تفكير سطحي، أن هذا الحل المثالي يجب أن يطبّق في بلدان أخرى مثل الهند، بحيث لا يعود هناك مليون بشري جائعين ينامون ويفيقون طوال حياتهم في مدينة مثل كالكوتا.

كم كنت على خطأ. فالكتابات الصينية حول تلك التجربة تتحدث الآن عن مرارات كثيرة تنتج عن هذا القسر غير الإنساني. فعلى سبيل المثال نشأت أجيال (الجيل في الصين 10 سنوات) من الأطفال أو من الأولاد، الذين يحلمون بأن يكون لديهم شقيق أو شقيقة. وقد تلقى الطفل الوحيد تربية مبالغة في الحرص إلى درجة مَرَضية، مخافة أن يصاب بأي مرض أو أن يفشل في دراسته ويصبح عالة على أهله وعلى نفسه. يضاف إلى كل ذلك أن الابنة في الثقافة الصينية، مثلها في الهندية، أو الآسيوية، أو الشرقية عموماً، لعنة على أهلها وعلى نفسها. وحدثت لهذا السبب جرائم كثيرة، وترك الأهل آلاف المواليد الإناث، رضّعاً في أكياس القمامة. وإلى سنوات قليلة خلت لم يكن مسموحاً للزوجة بأن تجلس إلى طاولة واحدة لتناول الطعام مع الزوج. ومثل المرأة الشرقية في أمكنة كثيرة، كان على المرأة أن تمضي حياتها في الغسل والطهي والزراعة والحقول.

نظر كثير من المفكرين في الغرب إلى سياسة المولود الواحد على أنها تجربة متوحشة، مثل «الثورة الثقافية» التي أدّت إلى قتل مليوني إنسان على الأقل. وطردت عشرات الملايين إلى الأرياف بحجة أن المدن قد فاضت بسكانها. وأعدم الثوار موجات من البشر لجرائم مثل حب الموسيقى الكلاسيكية أو فنون الرسم الحديث. غير أن مناصري الفكرة دافعوا عنها لأنها قد حالت دون ولادة نحو 400 مليون طفل. وقالت الـ«إيكونوميست» إن البطء في المواليد أدى إلى البطء في تغيّر المناخ، لكن خبراء الشؤون الصينية استخفوا هذا التعليل من دون أن ينكروا أن القانون قد حال دون انفجار كابوس اجتماعي كبير.

لم يمنع أي قرار حدوث الكابوس السكاني؛ ففي عام 1980 كان عدد السكان مليار نسمة، أما الآن فهو 1.400 مليار. ومع ارتفاع عدد السكان، ارتفعت أيضاً نسبة الأعمار. ولذا، يرى البعض أنه رغم التقدم الاقتصادي الخيالي، فإن أخطار ومضاعفات الزيادة سوف تظل هاجس المؤسسة الحاكمة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قانون «المولود الواحد» قانون «المولود الواحد»



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

GMT 12:49 2024 الإثنين ,20 أيار / مايو

افكار تساعدك لتحفيز تجديد مظهرك
  مصر اليوم - افكار تساعدك لتحفيز تجديد مظهرك

GMT 12:36 2024 الإثنين ,20 أيار / مايو

أنواع وقطع من الأثاث ينصح الخبراء بتجنبها
  مصر اليوم - أنواع وقطع من الأثاث ينصح الخبراء بتجنبها

GMT 07:07 2024 الثلاثاء ,21 أيار / مايو

مندوب مصر يؤكد رفض بلاده العدوان على رفح
  مصر اليوم - مندوب مصر يؤكد رفض بلاده العدوان على رفح
  مصر اليوم - ظافر العابدين يعود الى دراما رمضان بعد طول غياب

GMT 01:54 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أغنياء المدينة ومدارس الفقراء

GMT 12:24 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الأسد الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 12:57 2023 الأربعاء ,12 تموز / يوليو

لكى تعرفَ الزهورَ كُن زهرةً

GMT 08:45 2024 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

برج الجوزاء تبدو ساحرا ومنفتحا

GMT 14:27 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تفسدوا فرحة ”الديربي“

GMT 18:30 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

قمة نارية بين ميلان ضد يوفنتوس في الدوري الإيطالي الأربعاء

GMT 11:36 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

بارتوميو يعلن مشاركة برشلونة في بطولة كبيرة قبل استقالته

GMT 23:41 2018 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

تطبيق جديد تستخدمه المرأة الحامل للعثور على مكان في المترو

GMT 03:22 2017 الإثنين ,25 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على أسعار البيض في الأسواق المصرية الإثنين

GMT 06:41 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا تنشر صورتها بملابس السيدة العذراء

GMT 21:57 2021 الثلاثاء ,02 شباط / فبراير

رمضان صبحي يفوز بجائزة لاعب الشهر في بيراميدز

GMT 09:39 2021 الأحد ,24 كانون الثاني / يناير

يورغن كلوب يحسم الجدل حول مستقبل صلاح

GMT 10:53 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

شوبير يعلق على هزيمة منتخب مصر لكرة اليد من السويد

GMT 14:26 2021 الثلاثاء ,12 كانون الثاني / يناير

إدارة الملوثات العضوية الثابتة بالبيئة المصرية تعلن حصاد 2020

GMT 12:51 2021 الإثنين ,11 كانون الثاني / يناير

طريقة تحضير لسان العصفور بالخضار
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon