توقيت القاهرة المحلي 20:31:36 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«جريمة الموسم»

  مصر اليوم -

«جريمة الموسم»

بقلم : سمير عطا الله

مرَّ زمن الآن على ذلك الزمان الذي كنت أقرأ فيه الروايات البوليسية، وأشاهد أفلام ألفريد هتشكوك ومسرحيات أغاثا كريستي، وأخرج منها مهدود الأعصاب، رغم النهاية السعيدة والعثور على القاتل الذي لم يتبادر إلينا لحظة أن صاحب هذه الملامح الطيبة مليء بالشر وينضح بالإجرام.

تشويق. إثارة. حبس أنفاس. والأهم من كل ذلك، حياكة الرواية، خيطاً خيطاً، صفحة صفحة، وفصلاً بعد فصل. ولا ينفع أن تقفز إلى الخاتمة مرة واحدة، لأنك سوف تشعر بأنك وصلت إلى مكان، الطريق إليه هو الأهم منه. وتفاصيل الطريق. والأكواع الحادة. والهاوية على الجانبين.

وقد صدرت، ولا تزال تصدر، أبحاث كثيرة، تحت عنوان واحد: لماذا يخلو الأدب العربي من الرواية البوليسية. وتكثر التفاسير. ولكن احذر أن يكون الجواب لأن القارئ العربي لا يحبذ هذا النوع من الرواية. وقد ذكرت مرة أنه في مرحلة متقاربة كان الملك حسين بن طلال، الطالب في «كلية فيكتوريا»، والدكتور الخالدي، وهذا المحبِّر، يقرأون في شغف روايات الفرنسي أرسين لوبين والمفتش البلجيكي بوارو. وبالتالي معظم الطبعات العربية المتفاوتة.
إذن، السبب أنه لم يكن هناك كاتب عربي لهذا النوع الأدبي. أو هكذا اعتقدنا. طلبت قبل أيام من مكتبة الجامعة الأميركية في بيروت، جميع مؤلفات محمد التابعي، ذلك الحكواتي صاحب «ألف يوم ويوم». شهرزاد العرب، وسندباد الصحافة. كلها كانت عناوين أعرفها. تمتعت بقراءاتها في الصحف والمجلات والكتب والطبعات الكثيرة.

وكنت قد نسيت أن الرجل الذي أصبح معلم الكبار في الصحافة، بدأ حياته محامياً في المحاكم، ثم صحافياً فنياً. وللمرة الأولى رأيت في المجموعة كتيباً صغيراً بعنوان «جريمة الموسم». تركت بقية الكتب في أكياسها مقرراً أن أقلب بضع صفحات، يدفعني الفضول للتعرف على التابعي يروي الجريمة والمحاكمة والدفاع والشهود ومسرح الجريمة ودور الشرطة وطبائع الشهود.

أعادني هذا الساحر إلى يوم كنت أطارد الصفحات في روايات أغاثا كريستي. مقدرة عجيبة على جمع - أو تخيل - التفاصيل. وبالكثير من سوء النية، كنت أعتقد أن التابعي سوف يوصلنا إلى مشاهد شبيهة بروايات كريستي أو شرلوك هولمز. لكنه كان أكثر براعة من أن يسقط في العاديات، أو أن يكتب شيئاً يستطيع أي كاتب آخر كتابته.

هنا أيضاً، مثله في الكتابات السياسية، في حكايات الغرام، في المديح وفي الهجاء، مثله في قصر أو مقهى، يرفرف عالياً. ولم يبادر أحد إلى تقليده. الخوف يمنعهم

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«جريمة الموسم» «جريمة الموسم»



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

GMT 12:49 2024 الإثنين ,20 أيار / مايو

افكار تساعدك لتحفيز تجديد مظهرك
  مصر اليوم - افكار تساعدك لتحفيز تجديد مظهرك

GMT 12:36 2024 الإثنين ,20 أيار / مايو

أنواع وقطع من الأثاث ينصح الخبراء بتجنبها
  مصر اليوم - أنواع وقطع من الأثاث ينصح الخبراء بتجنبها

GMT 07:07 2024 الثلاثاء ,21 أيار / مايو

مندوب مصر يؤكد رفض بلاده العدوان على رفح
  مصر اليوم - مندوب مصر يؤكد رفض بلاده العدوان على رفح
  مصر اليوم - ظافر العابدين يعود الى دراما رمضان بعد طول غياب

GMT 01:54 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أغنياء المدينة ومدارس الفقراء

GMT 12:24 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الأسد الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 12:57 2023 الأربعاء ,12 تموز / يوليو

لكى تعرفَ الزهورَ كُن زهرةً

GMT 08:45 2024 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

برج الجوزاء تبدو ساحرا ومنفتحا

GMT 14:27 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تفسدوا فرحة ”الديربي“

GMT 18:30 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

قمة نارية بين ميلان ضد يوفنتوس في الدوري الإيطالي الأربعاء

GMT 11:36 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

بارتوميو يعلن مشاركة برشلونة في بطولة كبيرة قبل استقالته

GMT 23:41 2018 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

تطبيق جديد تستخدمه المرأة الحامل للعثور على مكان في المترو

GMT 03:22 2017 الإثنين ,25 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على أسعار البيض في الأسواق المصرية الإثنين

GMT 06:41 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا تنشر صورتها بملابس السيدة العذراء

GMT 21:57 2021 الثلاثاء ,02 شباط / فبراير

رمضان صبحي يفوز بجائزة لاعب الشهر في بيراميدز

GMT 09:39 2021 الأحد ,24 كانون الثاني / يناير

يورغن كلوب يحسم الجدل حول مستقبل صلاح

GMT 10:53 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

شوبير يعلق على هزيمة منتخب مصر لكرة اليد من السويد

GMT 14:26 2021 الثلاثاء ,12 كانون الثاني / يناير

إدارة الملوثات العضوية الثابتة بالبيئة المصرية تعلن حصاد 2020

GMT 12:51 2021 الإثنين ,11 كانون الثاني / يناير

طريقة تحضير لسان العصفور بالخضار
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon