توقيت القاهرة المحلي 11:54:04 آخر تحديث
  مصر اليوم -

على الشجر والشرفات

  مصر اليوم -

على الشجر والشرفات

بقلم: سمير عطا الله

في العاميات العربية تقال في أشكال مختلفة تعبيراً عن غرض واحد. المصرية: مش ممكن. اللبنانية، بالطه والظه مغلظتين: مش ظابطه. بالكويتية: اشحقه؟. بالجزائرية والسودانية: مليون خلف مليون، على الشرفات وعلى الشجر وعلى مداخل وزارات الدفاع: آسفون، لا عسكر بعد اليوم. نصف قرن تجارب، يكفي. ثورات وإعدامات سياسية، وثكنات تحارب ثكنات، ودبابات منتصرة في الداخل ومحروقة الخراطيم على الحدود، وشعوب جائعة ومليارات في منزل المشير البشير، وأوسمة على الصدور بالكيلو من دون معركة واحدة، وشارل ديغول وآيزنهاور يربحون الحرب العالمية ولا يحرزون سوى نجمة واحدة، وملازم يقتحم عرش ليبيا ويزين صدره وقبعته وكتفيه بجميع منتجات الأوسمة والأشرطة، ويعين خيمته دولة، وفي السودان يأتي مشير ويعين عصاه مكان العلم، ويرفع رقيب أول في اليمن رتبته إلى مشير، ثم إلى رئيس أبدي، ولو أنه، على الأقل، كان ظريفاً وعارفاً بالناس.
نصف قرن ويزيد. عسكر ووعود. وهذه المرة نزل السودانيون والجزائريون إلى الشوارع ولن يصدقوا. ويعرفون أن السلاح الذي يحمله العساكر أغماد فارغة. ولن يستطيعوا إطلاق النار ولا السجون تتسع - على ضخامتها وعددها - لجميع الشعب. تأخر العسكر في كل شيء. كل شيء. في تأدية الواجب العسكري، وفي إعطاء الحقوق المدنية وفي قياس نبض الناس.
لذلك، لن يترك المدنيون هذه الفرصة أيضاً. وعدهم مشير اليمن بأنه لن يجدد ثم أغرق البلد بحرب من أجل حفنة من السنين. ووعدهم مشير السودان بأنه لن يطلب ولاية إضافية، ثم شاهدوه يؤدّي في وجوههم رقصة العصا. وتخيلوا كل شيء، إلا أنه حوّل منزله إلى مصرف مركزي يكفي ما جمع فيه لدعم الجنيه السوداني من الهبوط تحت الحضيض بألف حضيض.
لذلك، لم يعودوا إلى منازلهم حتى الآن. وهم يعرفون بالتأكيد أن بين ضباطهم من يستحق الثقة والتقدير، بل يعرفون أنه لم يعد في إمكان أحد أن يكرر تجربة الجنوب ودارفور والمحكمة الدولية وبن لادن وكارلوس وعرس العشرة آلاف مدعو، ولكن كم مرة يمكن أن يُلدغ المؤمن؟
لهذا تزداد أعدادهم، برغم إغلاق مداخل العاصمة، وما زالوا على الشرفات وفوق الشجر. وليس بمحض اختيارهم. فقد كانوا يتمنون لو أن جيوشهم تركت لهم دولة مدنية سليمة تعمل بالعدل والتقدم والترقي غير غارقة في البطالة والعوز، بينما يكدس المشير ملياراً من صنف اليورو وحده.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

على الشجر والشرفات على الشجر والشرفات



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

الأميرة رجوة تتألق بفستان أحمر في أول صورة رسمية لحملها

عمان ـ مصر اليوم

GMT 01:07 2024 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

هالة صدقي تكشف عن سبب غيابها خلال الفترة الماضية
  مصر اليوم - هالة صدقي تكشف عن سبب غيابها خلال الفترة الماضية
  مصر اليوم - بلينكن يبحث مع نظيره الإسرائيلي وغانتس مقترح بايدن

GMT 13:05 2024 الأحد ,02 حزيران / يونيو

تحذيرات من ربط الحساب البنكي بتطبيقات الدفع
  مصر اليوم - تحذيرات من ربط الحساب البنكي بتطبيقات الدفع

GMT 00:43 2017 الأحد ,08 كانون الثاني / يناير

انتصار السيسي تطمئن على صحة الفنانة نادية لطفي

GMT 12:37 2020 الخميس ,25 حزيران / يونيو

لاباديا يوضح تدريب هيرتا برلين كان تحديا كبيرا

GMT 08:12 2020 الأحد ,21 حزيران / يونيو

وفاة رئيس الاتحاد الأوروبي لألعاب القوى

GMT 21:23 2020 الأربعاء ,12 شباط / فبراير

طلب غير متوقع من أسرة قتيل فيلا نانسي عجرم

GMT 05:44 2020 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

نانسي عجرم تعود إلى نشاطها الفني بعد مرورها بفترة عصبية

GMT 22:45 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

وفاة المخرج الأردنى رفقى عساف عن عمر ناهز 41 عاما

GMT 22:22 2019 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

رد ناري من خالد الغندور على رئيس الزمالك

GMT 01:55 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

مجوهرات ونظارات عصرية على طريقة نجود الشمري

GMT 21:25 2019 الجمعة ,25 تشرين الأول / أكتوبر

مي كساب تضع مولودها الثالث وتختار له هذا الاسم
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon