توقيت القاهرة المحلي 07:05:41 آخر تحديث
  مصر اليوم -

صحفى فى الصعيد

  مصر اليوم -

صحفى فى الصعيد

سمير عطا الله
بقلم - سمير عطا الله

ذهب الرجل إلى سوهاج فى الصعيد. ساعة بالطائرة، ثم 45 دقيقة إلى أبيدوس، قرية رمسيس الثانى. والطريق كلها مطبات. والقرية لا تزال من دون صرف صحى، وأهلها فقراء وبلا دخل إلا ما يرسله أو يعود به العاملون فى الخليج. وأصغى الرجل طويلًا إلى محدثيه فى قرية العرابة. ودوّن كل ما سمع، مثل صحفى ماهر، أو مثل صحفى استقصائى اختار فى المهنة الجزء الشاق منها. وبعد سوهاج ذهب إلى الأقصر، ورأى وسمع وكتب. مصر المعابد ومصر المساجد ومصر الكنائس. وما قاله له عالم المصريات الدكتور سامح إسكندر، وما قاله الكاهن القبطى الأب أنطونيوس، لكنه شاهد أن «كل البيوت فقيرة، وكل المبانى التعليمية والصحية فى حالة سيئة... وقد تعلمنا وشاهدنا وسعدنا».
والرجل الذى قام بتلك الرحلة وقطع 45 دقيقة من المطبات، واستوقف أهالى القرى فى سوهاج وقنا يطرح عليهم الأسئلة، ليس صحفيًا استقصائيًا أو سوى ذلك، إنه عالم الطب محمد أبوالغار. وما شاء الله من مواليد 1940، ومن أبهى وأرقى كُتّاب مصر و«المصرى اليوم». وأنا القادم من قرى لبنان أنتظر جولته كل أسبوع فى تاريخ مصر وحياتها وقضاياها. ولحقت به إلى سوهاج وقنا، متعه الله بالصحة والعافية، ورضى عن هذا الخلق الكريم.

ما أجمل هؤلاء السادة النبلاء عندما يضيفون إلى الكتابة هذا القدر من المعرفة والثقافة وعلو الضمير. كم صحفى يمكن أن يتكبّد الرحلة ومشاقها ليكتب لمن يقرأ عن أجمل معابد مصر وإلى جانبه قرية بلا صرف صحى: العام 2122 قبل الميلاد، والعام 2022 بعده. نحن الذين نعمل من منازلنا نرى مشقة فى الكتابة والبحث، ومولانا هذا، ما شاء الله، ما إن يبرأ من آثار «كورونا» حتى نراه فى الصعيد. وللمناسبة، فإن الوصف الذى وضعه لنا عن الإصابة الرهيبة، هو أيضًا عمل صحفى رائع. دوّن ما مر به وكأنه طبيب عن مريضه. عالِم يكتب عن تجربته. أما هو وآلامه ومخاوفه، فلا وجود لها فى النص.

يصدف أحيانًا أن يكتب الدكتور أبوالغار عن كتاب بالإنجليزية أكون قد قرأته من قبل. وأكتشف أننى لم أعرف كيف أقرؤه. وأعود إلى قراءته مرة أخرى بعقل أكثر وعيًا وانتباهًا. تلعب الصحافة المصرية دورًا جوهريًا فى حياة مصر، وعندما ينضم إليها أهل العلم والفكر، يزيدونها ثراء، ويزيدون مجتمعهم علمًا. وتغيب هذه الثنائية، للأسف، فى بلدان عربية أخرى، فلا نعرف عن محمد أبوالغار آخر فى سوريا، أو العراق، أو لبنان. ولا أيضًا عن مجدى يعقوب آخر. ولا أقصد هنا التجلى العلمى وإنما فى عمل البر وتكريس جزء من الوقت المدر والمعطاء لمن هم فى حاجة إليه.

يختم الدكتور أبوالغار كل مقال له بعبارة «قوم يا مصرى، مصر بتناديك». ونختم بتحية تقدير عميق، مصر تستحق المزيد من مصرييك.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صحفى فى الصعيد صحفى فى الصعيد



GMT 02:23 2024 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

خبز وكعك وإشاعة

GMT 02:18 2024 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

ابحث عن العقيدة في موسكو

GMT 02:15 2024 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

اليوم التالي... منظمة التحرير

GMT 01:35 2024 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

القطعية والنسبية في التفكير

الملكة رانيا تتألق بإطلالة جذّابة تجمع بين الكلاسيكية والعصرية

القاهرة ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - توسع مدى القصف المتبادل بين إسرائيل وجنوب لبنان

GMT 13:37 2017 الثلاثاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

السيول تُغرق جدة والكارثة تجتاح مواقع التواصل الاجتماعي

GMT 20:00 2015 السبت ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

أرقى أنواع السلطات

GMT 22:00 2017 الأحد ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الفرنسي جريزمان يحلم باللعب مع نيمار ومبابي

GMT 23:24 2015 الإثنين ,26 كانون الثاني / يناير

حديقة الحيوانات في العين تضم زواحف جديدة

GMT 22:29 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

شركات البترول تتخلص من 90% من مخلفاتها دون تدوير

GMT 17:32 2021 الأربعاء ,21 إبريل / نيسان

أتليتكو مدريد ينسحب من بطولة دوري السوبر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon