توقيت القاهرة المحلي 03:39:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

من وراء النافذة

  مصر اليوم -

من وراء النافذة

بقلم : هالة العيسوي

صحة المصريين قضية أمن قومي، علي القمة منها مرض التهاب الكبد الوبائي الذي انتشر في مصر إلي الحد الذي يهدد أمن البلاد ودفع عجلة التنمية بها، الأمر الذي حدا برئاسة الدولة شخصياً إلي تبني حملة قومية لمكافحة هذا المرض والتوجيه بتشجيع إجراء الأبحاث العلمية عليه والبحث عن علاجات فعالة تنتج محلياً وتوفيرها بأسعار في متناول اليد نظراً لارتفاعها بشكل يرهق حاملي هذا المرض.

لذلك تستحق وزارة الصحة الإشادة بيقظتها حين قررت ضبط وتحريز كميات مطروحة من تشغيلتين لدواء لعلاج »فيروس سي»‬ في السوق المحلية والوحدات الحكومية لعدم مطابقتهما للمواصفات من حيث الخواص الطبيعية. القرار طيب في حدود هذا الفعل (الضبط والتحريز أي السحب من السوق ) من أجل تدارك خطأ كبير ودرء خطر أكبر. لكن المنشورين الدوريين اللذين أصدرتهما الإدارة المركزية للشئون الصيدلية بالوزارة حول هذا الإجراء بسحب التشغيلتين من السوق برقمي 17127و 17054، يثيران الجدل.

فقد أوضح المنشوران أن التشغيلتين من مستحضر sofoheb 400mg F.»‬.T من إنتاج شركة سبأ الدولية، وقد أرسلت الوزارة المنشورين إلي الشركة المنتجة وشركات التوزيع موجهة بضرورة تجميد الأرصدة لديهم وإرجاع ما تم بيعه للصيدليات إلي مخازن الشركة (!) وإبلاغ إدارة الصيدلة بكل محافظة بالأرصدة والمرتجعات. وأمرت الوزارة بتسليم مندوب الشركة الأحراز (!) بعد أخذ التعهد اللازم بعدم فض الأحراز إلا في وجود أحد مفتشي الصيدلة مع موافاة الإدارة بالكميات التي تم تحريزها وإعدام الكميات بمعرفة لجنة يكون أحد أعضائها من مفتشي الصيدلة.

هنا تلزم وقفة أو عدة وقفات لطرح الكثير من التساؤلات المهمة. لماذا تتم المراقبة والتفتيش، ومن ثم الضبط والتحريز بعد وصول الأدوية للصيدليات وليس قبلها؟ لماذا لا نوفر الإجراءات التي تضمن أكبر قدر من الدقة وعدم تسرب أي عبوة مغشوشة أو غير مطابقة للمواصفات للمريض؟ من يضمن ألا يكون واحد أو أكثر قد تناولوا بالفعل هذا الدواء قبل صدور منشور الوزارة بسحبه من الصيدليات؟
في الواقع لست أعلم الآلية التي تتم بها المراقبة والتفتيش وهل تجري بفحص لعينات عشوائية، أم بعد وصول بلاغ مثلاً من إحدي الجهات ضد أي منتج؟ لو كانت هذه هي الآلية المتبعة فهي آلية قاصرة لا تصلح مع العلاجات الاستراتيجية للأمراض الخطيرة ولا مع ما هو أقل منها حتي لو كانت مستحضرات التجميل. والأجدي من ذلك هو أن يتم التفتيش والفحص قبل طرح الدواء في الأسواق وليس بعده.

استوقفني أيضا بقية الإجراءات التي أمرت بها وزارة الصحة في هذا الموضوع، وأشعر أنها تنطوي علي قدر كبير من المجاملة، بدلاً من المعاقبة القاسية علي الإهمال والتقصير الخطيرين. لماذا مثلاً تستعيد الشركة المنتجة للدواء المغشوش الكميات المصادرة منه وفق ما جاء في منشور الوزارة؟ هل ثمة احتمال لإعادة إنتاج الدواء وتصويب مواصفاته ؟ بالقطع لا وإلا لما صدر قرار بإعدام الكميات المصادرة. لماذا إذاً لا يتم إعدام الكميات المغشوشة بمعرفة الوزارة نفسها ولا مانع حينها من وجود مندوب للشركة عند الإعدام وليس العكس كما هو حاصل الآن؟ ما الذي يضمن عدم التلاعب؟ ولماذا لا تراجع الوزارة ترخيص الشركة المنتجة للدواء المغشوش وتضع كل منتجاتها في دائرة الفحص والتدقيق؟ وما هي المعايير الطبية والعلمية والتاريخية التي تسمح الوزارة بناء عليها للشركات بإنتاج تلك الأدوية؟
إن التصدي لإنتاج علاجات هذه الأمراض الخطيرة يحتاج لشركات تتمتع بقدر كبير من السمعة الطيبة والخبرة الطويلة في هذا المجال، ولا ينبغي السماح لكل من يريد التربح واستغلال الموقف بالدخول إلي سوق وبيزنس صناعة الدواء حتي لو كان رخيص الثمن علي حساب صحة المصريين.

نقلا عن الاخبارالقاهرية 
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من وراء النافذة من وراء النافذة



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين

GMT 18:12 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الشرطة المصرية تستعرض قوتها أمام الرئيس السيسي

GMT 22:53 2020 السبت ,25 إبريل / نيسان

إطلالات جيجي حديد في التنورة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt