توقيت القاهرة المحلي 03:39:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نصر أكتوبر.. وأسرار جديدة قديمة عن «الملاك»

  مصر اليوم -

نصر أكتوبر وأسرار جديدة قديمة عن «الملاك»

بقلم - هالة العيسوي

يدهشك انتصار اكتوبر.. اعظم انتصار حربي في العصر الحديث حققته مصر في 1973. انتصار أدار رؤوس خبراء الاستراتيجيات في العالم كله وصار يدرس في الأكاديميات العسكرية. وقبل خبراء العالم أدار رؤوس قيادات عسكرية وسياسية رفيعة في كيان الاحتلال وأطاح بها من علي مقاعد السلطة. منذ حدث هذا الانتصار وهو يتعرض لهجمة إعلامية صهيونية تريد التهوين من شأنه ومن شأن الهزيمة الفادحة التي لحقت بهم ووصل بهم التبجح إلي محاولة قلب الحقائق وتحويل الهزيمة إلي نصر لهم بالترويج لادعاءات كاذبة يريدون منها محو آثار الانكسار الجمعي الذي لحق بأجيال متعاقبة من الإسرائيليين بعد الانتفاخ والزهو الذي حصلوا عليه في أعقاب انتصارهم علي الجيوش العربية في 1967.

في هذا السبيل تم الترويج لأكذوبة »الملاك»‬ أو »‬الصهر »‬ المعني به أشرف مروان صهر الزعيم الراحل جمال عبد الناصر الذي اعتبروه اعظم كنز معلوماتي قدم لهم خدمات جليلة وفتح خزائن أسرار القيادة المصرية فأصبحت كالكتاب المفتوح أمامهم وكأنه حجز لهم مقعدا علي طاولة صناعة القرار المصري وحذرهم من اقتراب موعد الهجوم المصري السوري بل وحدد لهم موعد الهجوم. لكنهم ورغم ما يقولونه ويروجونه عنه تلقوا اعظم ضربة في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي.
وإذا كنت أشدو فخرا بالجهد الرائد الذي قدمته دار أخبار اليوم بالسبق نحو ترجمة وعرض كتاب إسرائيلي فور صدوره في إسرائيل يرد علي أكاذيب كتاب »‬الملاك» الذي يحظي باحتضان مريب من كافة المنظمات الصهيونية والأمريكية الموالية لها وأقصد كتاب» جهاد السادات» الذي ألفه رجل الاستخبارات الإسرائيلي شمعون مندس وأكد فيه بالأدلة القاطعة ان أشرف مروان لم يكن جاسوسا مصريا يعمل لصالح اسرائيل، ولا حتي عميلاً مزدوجاً يعمل لصالح الطرفين بل إنه كان رجل السادات في الموساد استطاعت المخابرات المصرية زرعه بينهم وأمدهم بما يسكرهم ويدهشهم بمعلومات صحيحة تسيل لعابهم وتجعلهم يبتلعون الطعم، فإنني أجد من حقي أن أشدو مرة أخري بكل الفخر بريادة دار أخبار اليوم في السابق حين قدمت للمكتبة العربية ضمن سلسلة كتاب اليوم ترجمة كتاب »‬عشية التدمير - القصة الخفية لحرب يوم كيبور» الذي ألفه هوارد بلوم الصادر عام 2003 أي قبل صدور كتاب »‬الملاك» بنسخته العبرية بنحو سبعة أعوام.

كتاب بلوم أورد ربما للمرة الأولي ذكر قصة »‬الصهر» أو »‬الملاك» وحكي فيه القصة الحقيقية لطريقة تواصل أشرف مروان مع الموساد وهي الطريقة التي تجاهلها كتاب »‬الملاك» حين ادعي ان اشرف مروان توجه شخصياً إلي السفارة الإسرائيلية بلندن ليقدم خدماته. بلوم يورد للمرة الأولي قصة تواصل مروان مع الطبيب اليهودي الشهير في لندن الذي كان يعالج العاهل الأردني الملك حسين شخصيا رغم انه معروف بعلاقته بالموساد الإسرائيلي. وهي الطريقة الأقرب للمنطق والتي أكدها لي شخصيا العديد ممن اقتربوا من عملية إلقاء طعم مروان امام افواه الموساد الجائعة.
يصف بلوم تقديرات المخابرات الإسرائيلية ودهشتهم إزاء شخصية العميل المتطوع اشرف مروان وطبيعة المعلومات التي قدمها فيقول:ان الدوافع الحقيقية لأشرف مروان لم يتم تحديدها بشكل قاطع ابدا رغم الجهود التي بذلها خبراء علم النفس التابعون للموساد لتحليل شخصيته وقد كان هذا هو الاستثناء الوحيد لكل قواعد الحيطة والحذر المتبعة في الموساد وكان رأيهم انه إما ان يكون عميلا مثاليا بالشكل الذي لا يمكن تصديقه (too good to be true) او ان يكون عميلا حقيقيا اكثر من ممتاز هبط علي اسرائيل من السماء.

يبدو ان بلوم عز عليه الاعتراف بالخديعة الكبري التي تعرض لها الموساد فيخلص في الفصل المعنون في كتاب اخبار اليوم ب »‬ في أحضان الموساد» إلي ان اشرف مروان كان عميلا مزدوجا رغم انه يحكي بإسهاب عن التقصير الأساسي الذي أدي إلي هزيمة اسرائيل في يوم كيبور وهو سكرة الموساد من أثر المعلومات التي قدمها مروان، إلا انه لا يفصح نصاً عن انتقاد لأجهزة المخابرات الإسرائيلية أو اتهامها.. لعل قبوله بفكرة العمالة المزدوجة لمروان أهون علي قلبه من الاعتراف بخديعته الكاملة لإسرائيل، ولعله كان أقل شجاعة من مندس في هذا الصدد الذي قرر بلا مواربة ان مروان كان عميل السادات لدي الموساد وأنه أجلسهم علي خازوق.

نقلا عن الأخبار

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نصر أكتوبر وأسرار جديدة قديمة عن «الملاك» نصر أكتوبر وأسرار جديدة قديمة عن «الملاك»



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين

GMT 18:12 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الشرطة المصرية تستعرض قوتها أمام الرئيس السيسي

GMT 22:53 2020 السبت ,25 إبريل / نيسان

إطلالات جيجي حديد في التنورة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt