توقيت القاهرة المحلي 08:38:15 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هدف محمد صلاح التاريخى

  مصر اليوم -

هدف محمد صلاح التاريخى

بقلم : أحمد الصاوي

 لا يتحدث اللاعب الدولى المصرى محمد صلاح فى إنجلترا عن الإسلام. لا يخاطب الجمهور الإنجليزى باعتباره ممثلاً للدين أو متحدثاً باسمه أو مبعوثاً من السماء للتعريف به.

لا يخاطب وسائل الإعلام باعتباره مسلماً ويركز فى كل كلمة يقولها على ذلك. لا يترك التدريبات ليؤدى الصلاة. لا يطيل الشورت ليقترب من الركبة ليصبح متوافقاً مع بعض الفتاوى عن عورة الرجل. لا ينظر لزملائه فى الملعب من غير المسلمين باعتبارهم أغيارا أو خارجين عن دين الحق. لا يحاول دعوتهم للإسلام وهدايتهم لرسالته. لا يلح فى انتقاد أخطاء الغير أو يعلق على سلوكيات من حوله أو ينشغل بإقبال غيره على الخمر أو الجنس أو التعرى.

لا يفعل صلاح كل ذلك، لكن كل الجمهور المهتم به فى العالم كما انشغل به انشغل بالإسلام، ليس فقط لأن جمهور ناديه الإنجليزى تغنى له وللإسلام ووعده تحفيزاً بأنه كلما استمر فى إحراز الأهداف كلما فكر جدياً فى اعتناق الإسلام، وإنما لأن مراكز الدراسات والباحثين النفسيين المرموقين فى الغرب يدرسون ظاهرته، تأثيره الهائل على مكافحة الإسلاموفوبيا، وكراهية المسلمين المنتشرة فى العالم، دوره فى التصدى للأفكار العنصرية فى مجتمع - تصفه «واشنطن بوست» - بأنه كاره ومعاد للأجانب بفطرته.

ماذا فعل صلاح للإسلام إن لم يكن قد تحدث عنه؟

الإجابة أنه عاشه كما ينبغى ولم يتحدث عنه.

أخلص لعمله دون ضجيج، واستمر بتركيز مذهل يطور موهبته ويبنى أدواته ويعزز كفاءته وينمى مهاراته، ويرفع وعيه بكرة القدم وتكتيكاتها وأساليبها، ويملك كل ما يساعده على الاندماج السريع فى الملاعب والتواصل مع زملائه ومدربيه بتعلم اللغات والالتزام الاحترافى بقواعد هذا العمل الشاق.

عاش إسلاماً يدعوه لإتقان العمل، وإسلاماً يدعوه للاندماج والتعايش والتعارف والتواضع وعدم التعالى على الآخرين. مارس تدينه وحده وبهدوء غير صاخب. سجد بعد كل هدف كما يختار كل لاعب طريقة فرحته بالهدف. انتظم فى صلواته دون أن يقول للناس تعالوا وشاهدونى وأنا أصلى. أحسن لجيرانه. مارس البر مع جمهوره مقدراً ومحترماً وداعماً للأطفال منهم الذين تعلقت أمانيهم بتوقيع منه أو قميص فيه عرقه.

وتحسس طريق الخير وحق الفقراء والمحرومين من الخدمات فى نصيب من عوائده.

مضى صلاح فى طريقه يفعل ويترك الحديث لغيره، يسجل الأهداف ويترك الجماهير والإعلام ومراكز الأبحاث تتحرك خلفه لتبنى التصورات وتحلل الرسائل ترصد النتائج.

ووسط المئات من أهدافه المؤثرة جالبة الفرحه يبقى هدفه الأسطورى فى مرمى التطرف بعملتيه، الرافض للعالم المستعلى بإسلامه، والرافض للإسلام المخوف منه والمشوه له، ليعيد لصورة الإسلام كدين الكثير مما فقدته بفعل الممارسات الوحشية للدواعش، ويزيل عن المسلمين الكثير مما لحق بهم بفعل التشويه الممنهج الذى حاول ربطهم جميعاً بممارسات إجرامية لبعض من ينتسبون بفهم مختلف لذات الدين.

قيمة هذا الهدف أنه لم يسدده بينما تشاهده الجماهير بترقب وتحفز، ولم يجر فرحاً بعد تسجيله، هو لم يقل حتى إنه سجله، فقط عاش قيم الإسلام ومقاصده، وترك نمط حياته فى الملعب وخارجه وحده يشرح للناس ما هو الإسلام، أو على الأقل يحفزهم على مراجعة أفكارهم المسبقة عنه، بتأثير ناعم بلا جيوش ولا ميليشيات ولا ترسانات من الفتاوى والشاشات.

هذا هو الهدف.. وتلك هى القيمة.. لا تتحدثوا عن الدين لكن عيشوه، ولا تتكلموا عنه واتركوا الناس يرونه فى معاملاتكم وفى كل نموذج مهنى تقدمونه للعالم، وهذا النموذج الذى يعد صلاح أبرز تجلياته لن يحدث دون ثقافة تعزز الاندماج فى العالم، وفى نفس الوقت تطمئن إلى أن هذا الاندماج لا يعنى الذوبان، وإنما يعنى أن المرء المسلم يمكن أن يتعايش مع العالم بوعى محمد صلاح المنفتح بلا تربص، المجتهد بلا تكاسل، المتفوق بلا تعال، الملتزم بلا تفريط، والمؤمن فى ذاته دون انشغال بإيمان الآخرين..!

نقلاً عن المصري اليوم القاهريه

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هدف محمد صلاح التاريخى هدف محمد صلاح التاريخى



GMT 09:44 2025 الخميس ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

من زهران إلى خان... كل منهما محكوم بالأسطورة القديمة

GMT 22:12 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

استراتيجة ترمب لمكافحة الإرهاب وتغيرات تكتيكية

GMT 22:05 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الحليب والسلوى

GMT 10:43 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين

GMT 18:12 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الشرطة المصرية تستعرض قوتها أمام الرئيس السيسي

GMT 22:53 2020 السبت ,25 إبريل / نيسان

إطلالات جيجي حديد في التنورة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt