توقيت القاهرة المحلي 19:10:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

النمط السياسيّ الصاعد!

  مصر اليوم -

النمط السياسيّ الصاعد

بقلم : حازم صاغية

 إذا صحّ أنّ دونالد ترامب وكيم جونغ أون سوف يلتقيان ويحلاّن المشكلة الكوريّة، فهذا يضعنا أمام مأزق. من ناحية، لا يمكن إلاّ الترحيب بتذليل خطر محتمل كبير، خطرٍ لا يُستبعَد استخدام السلاح النوويّ فيه. من ناحية أخرى، سوف يُسجّل لشخصين، هما بذاتهما مشكلتان، أنّهما من يستطيعان حلّ المشكلات.

فحين يقال ترامب وكيم، فإنّما يوصف مزيج من التفاهة والنرجسيّة والجهل وتشوّهات أخرى كثيرة. مع هذا، قد ينجح هذا المزيج في ما لم ينجح فيه سواه. ومن يدري، فقد نجد أنفسنا حيال صداقة وحبّ غير مسبوقين بين زعيمين مصابين بطفولة منتفخة وخالدة!

فترامب، وبعد تبادل الشتائم الشخصيّة المقذعة مع كيم، أبدى حماسته لقمّة مع الزعيم الكوريّ الشماليّ تنعقد في أيّار (مايو) المقبل، ورجّح أن تشكّل «نجاحاً هائلاً»، وتفضي إلى «أعظم اتّفاق في العالم»، لأنّ كوريا الشماليّة «تريد أن تصنع السلام».

يسوقنا هذا إلى تاريخ قديم كانت فيه أمزجة الحكّام ومصاهراتهم العائليّة تصنع تحوّلات كبرى في التاريخ. وهو ما ظُنّ أنّ الزمن وحمولته في الاجتماع والأفكار قد طواه. لكنْ لا. فالزعيم المطلق الزعامة، وصولاً إلى مركزيّة مزاجه وأحياناً أخبار عائلته، هو الظاهرة الصاعدة اليوم. ولئن باتت منطقتنا في الشرق الأوسط، وعموم آسيا شرقاً وغرباً، تقدّم الكثير من النماذج، فإنّ الصين شكّلت مؤخّراً المسرح الأكبر للحدث الكبير: ذاك أنّ برلمانها أجاز بقاء شي جينبينغ رئيساً لمدى الحياة. التعديل الدستوريّ هذا حظي بتأييد 2958 نائباً، في مقابل معارضة نائبين وامتناع ثلاثة عن التصويت! جينبينغ لم يعد رئيساً مقيّداً بالدستور. صار زعيماً فوق الدساتير.

لقد انتهى نظام حكم الحزب الواحد – الذي احتفظت به إصلاحات دينغ هشياو بنغ من الميراث الماويّ – إلى استكمال نفسه بالزعيم الواحد.

روسيّا، التي لم تعثر على مخرج ديمقراطيّ من عهدها الشيوعيّ، ستعاود، بعد أيّام، وعبر الانتخاب، تنصيب فلاديمير بوتين لولاية رئاسيّة أخرى. تلقيبه بـ «القيصر» ليس مبالغة.

ترامب – الذي لم يُخف استحسانه بما حصل في الصين – ليس السياسيّ الديموقراطيّ الوحيد الذي يستولي عليه الحنين الزعاميّ والتمركز الشخصيّ. الانتخابات الأخيرة في إيطاليا لم تأت بزعيم، لكنّها أعطت الأكثريّة لأصحاب مشاريع زعاميّة. شيء مماثل سبق أن حصل في النمسا، وكاد يحصل في فرنسا.

ما يبدو أيضاً على شيء من الغرابة أنّ صعود هذا النمط لا يستجرّ الحروب التي يفترضها. صحيح أنّ ترامب وعد بـ «حرب تجاريّة»، وأنّ قدراً بعيداً من التوتّر يخيّم على مناطق عدّة في العالم. لكنّ الصحيح أيضاً أنّ زيادة الإنفاق على التسلّح، أقلّه في حالة الصين، تترافق مع تحسّن العلاقات التجاريّة بجيرانها الآسيويّين الخائفين منها ومن نيّتها ابتلاع بحر الصين الجنوبيّ كلّه. فإذا أضفنا أنّ ترامب وكيم قد يذلّلان المشكلة الكوريّة، بتنا أمام تعقيد لا يُستهان به يقيم خلف البساطة البلهاء لهذا النمط الصاعد.

نقلًا عن الحياة اللندنية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

النمط السياسيّ الصاعد النمط السياسيّ الصاعد



GMT 01:14 2024 الإثنين ,10 حزيران / يونيو

صفعة عمرو والدرع الواقي

GMT 01:00 2024 الإثنين ,10 حزيران / يونيو

حرب غزة إلى أين؟

GMT 00:57 2024 الإثنين ,10 حزيران / يونيو

إسرائيل: «تجسد الوهم»

GMT 23:57 2024 الأحد ,09 حزيران / يونيو

وأين القراءة؟!

GMT 23:55 2024 الأحد ,09 حزيران / يونيو

المصرى اليوم

الأميرة رجوة بإطلالة ساحرة في احتفالات اليوبيل الفضي لتولي الملك عبدالله الحكم

عمان ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - أفكار مميزة لديكورات غرف نوم الأطفال حديثي الولادة

GMT 16:29 2024 الإثنين ,10 حزيران / يونيو

مشاكل النوم أثناء الحمل تنتقل إلى الأطفال
  مصر اليوم - مشاكل النوم أثناء الحمل تنتقل إلى الأطفال

GMT 00:15 2024 الإثنين ,10 حزيران / يونيو

محمد إمام يتعاقد على مسلسل لـ رمضان 2025
  مصر اليوم - محمد إمام يتعاقد على مسلسل لـ رمضان 2025

GMT 14:15 2023 الخميس ,07 أيلول / سبتمبر

فيلم "ساير الجنة" في نادي العويس السينمائي

GMT 08:15 2024 الأربعاء ,06 آذار/ مارس

ترجمة جديدة لرواية "سدهارتا"

GMT 07:38 2022 الخميس ,20 كانون الثاني / يناير

أشرف بن شرقي يقترب من الرحيل عن الزمالك

GMT 23:55 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

ريال مدريد يتخطي فالنسيا بهدفين دون رد

GMT 15:58 2018 الجمعة ,27 إبريل / نيسان

المصارع "برون سترومان" يكشف عن أبيه الروحي

GMT 15:26 2017 الجمعة ,29 كانون الأول / ديسمبر

تيقزيرت من أجمل الشواطئ الساحلية على البحر المتوسط

GMT 01:50 2021 السبت ,27 آذار/ مارس

طريقة تحضير الكيك الصحي للفطار

GMT 08:55 2021 الجمعة ,15 كانون الثاني / يناير

سلالات «كورونا» الجديدة جائحة عالمية مستجدة

GMT 00:01 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

"التوت والتابوت" في شبكة "صوت العرب" الليلة

GMT 22:10 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

إصابة الإعلامي شريف مدكور بقطع في شبكية العين
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon