توقيت القاهرة المحلي 02:02:25 آخر تحديث
  مصر اليوم -

شاحنة نيس إذْ تدهس الإنسانية

  مصر اليوم -

شاحنة نيس إذْ تدهس الإنسانية

أحمد المسلماني

نجح «مجرم نيس» فى أن يدهس مشاعرنا وقلوبنا قبل أن يدهس الأبرياء على الطريق.

إنه أحد أكثر الأخبار السيئة صدمةً وترويعاً.. ثم إنه أكثرها خطورة.. ذلك أنه أسّس لنظرية «الإرهاب السهل».. كيف يمكن للإرهابى أن يقتل أكبر عدد من الناس دون الحاجة إلى قنابل أو عبوات ناسفة.

إن يوم الرابع عشر من يوليو 2016 يمثل نقلة فنية مروعة فى تاريخ الإرهاب.. ذلك أنَّه تأسيسٌ لميكانيزم جديد وخطير.. ميكانيزم يتجاوز «نظرية الأمن».. ولا يحتاج إلى تجاوز «البوابات الإلكترونية».. أو تفادى أجهزة الكشف عن المفرقعات.. أو السلاح.

إنه أيضاً 40 ميكانيزم يمدِّد «جغرافيا الإرهاب».. حيث يمكن تنفيذ «إرهاب الدَّهْس» فى أى مكانٍ وزمانٍ.

إنَّه لا يحتاج إلى الانتقال عبر الحدود.. لا يحتاج «إرهاب الدَّهْس» إلى مطارات أو موانئ.. أو ممرات أو أنفاق.. يحتاج فقط إلى أن يمسك الإرهابى بعجلة القيادة.

إنَّه أيضاً يوسِّع مساحة الاحتمالات إلى اللاحدود.. إذْ يمكن لأى عدد من المتطرفين أن يمارسوا هذا النوع من الإرهاب.. ومن ثمّ فإن عمل أجهزة الأمن سيكون صعباً للغاية.. إذْ يتوجّب على رجال الشرطة أن يدققوا فى كل الناس تقريباً.. وتوسيع مساحة الاشتباه لتشمل الجميع!

إن «إرهاب الدهس» سيجد فرصةً دائمة ومنتظمة لممارسة جرائمه.. هناك الشوارع والمرافق المزدحمة.. هناك الأسواق والمتاجر والمسارح ودور العرض.. وإشارات المرور كثيفة العدد.. وهناك الأفراح والسرادقات.. والأعياد والمناسبات.

سيكون «إرهاب الدَّهْس» مُلهِماً للكثيرين من غير الإرهابيين.. سيتولّد لدينا نوع جديد من «إرهاب اليائسين».. أولئك المجرمين اليائسين.. أو المجرمين المكتئبين.. أو المجرمين السكارى. قطاعاتٍ أخرى.. كان العنف عندها يمكن أن يشمل شخصاً أو منضدة أو زجاجة ماء.. سيفكرون -فى حقدٍ- لماذا لا يتوسعون فى الغضب؟ ولماذا لا يرحلون؟ ولماذا يرحلون وحدهم؟.. ولماذا لا يرحلون ومعهم آخرون.. ولماذا لا يكون أكبر عددٍ من الآخرين معهم فى مشهد النهاية؟

إن المعلومات الأولية التى نشرتها الصحف الأوروبية حول «مجرم نيس» تشير إلى أنَّه لم يدخل المسجد قطّ.. وأنه كان مريضاً بالاكتئاب.. وأنّه ليس معروفاً لدى المخابرات الفرنسية من جهة الإرهاب.. ولكنه معروفٌ لدى دوائر الشرطة الفرنسية فى دائرة السطو والسرقة.

ثمّة أسئلة عديدة.. هل استجاب حقاً لدعوة داعش والعدنانى.. وقام بأكبر تطبيق لإرهاب الدهس؟ أم أنه كان مجرماً وفاشلاً.. وأراد ألا يرحل وحده؟.. أم أنه أراد أن يكون ختامه.. سياسياً، وعالمياً، وإعلامياً.. عوضاً عن أن يرحل بلا قيمة كما عاش بلا قيمة؟

.. يا لها من مأساة.. أن يقوم شخص أصابه التطرف أو أصابته لوثة عقل أو قلب.. بأن يمضى بأطنان من الأثقال على أجساد الأبرياء.. وأن يدهس الإنسانية.. صادماً الدين والدنيا معاً.. وصادماً كل الذين يؤمنون بأن هذا المجرم ليس منا، ولسنا منه.. وأن الإسلام هو من قبل ومن بعد.. الرسالة الكبرى لمبادئ الأخلاق.

حفظ الله الجيش.. حفظ الله مصر

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شاحنة نيس إذْ تدهس الإنسانية شاحنة نيس إذْ تدهس الإنسانية



GMT 10:20 2024 الجمعة ,24 أيار / مايو

«شرق 12»... تعددت الحكايات والحقيقة واحدة!

GMT 10:17 2024 الجمعة ,24 أيار / مايو

المحافظ في اللجنة

GMT 10:14 2024 الجمعة ,24 أيار / مايو

جائزة رباب حنفي

GMT 06:36 2024 الخميس ,23 أيار / مايو

الهوس بالمرأة

GMT 21:35 2020 الجمعة ,12 حزيران / يونيو

مونشنجلادباخ مصدوم من تعليقات جماهيره العنصرية

GMT 01:12 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

محمد هنيدي يكشف عن سبب عدم حضوره جنازة حسن حسني

GMT 10:29 2020 الأربعاء ,26 شباط / فبراير

إيهود باراك يمدح حسني مبارك ويصفه بـ"الفرعون"

GMT 22:53 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

أول ظهور لـ والدة وخالة النجمة زينة

GMT 17:59 2019 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

مصرع عروسين إثر تسريب غاز منزلي في بني سويف

GMT 18:33 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

ديانج يغيب عن مران الأهلي في ملعب التتش للإصابة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon