توقيت القاهرة المحلي 03:39:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قصف الدوحة.. خطوة جديدة لتصفية القضية الفسطينية

  مصر اليوم -

قصف الدوحة خطوة جديدة لتصفية القضية الفسطينية

بقلم: زياد بهاء الدين

مع محاولة اغتيال مفاوضى حركة «حماس» فى العاصمة القطرية أول أمس، تكون إسرائيل قد تجاوزت مرة أخرى خطا أحمر جديدا بالسعى لتصفية من يتفاوضون معها.

خط أحمر جديد يضاف إلى خطوط حمراء كثيرة جرى تجاوزها خلال العامين الماضيين: قصف المستشفيات، استهداف المدارس، منع دخول المساعدات الإنسانية، إطلاق النار على مراكز توزيع المعونات، إزاحة قرى وأحياء بأكملها من الوجود، استهداف الصحفيين، قصف المناطق المتخذة ملاذات آمنة، وقبل كل ذلك قتل أكثر من ستين ألف شخص ودفع مليونى فلسطينى للهجرة.

القاسم المشترك لهذه الخطوط الحمراء التى تم تجاوزها هو إدراك الحكومة الإسرائيلية أن الظروف العالمية والإقليمية تسمح بذلك، وأن غاية ما سيترتب من عواقب هو المزيد من الانتقاد الإعلامى، والمظاهرات الطلابية، والتحركات الدبلوماسية، والبيانات شديدة اللهجة من الحكومات والمنظمات الدولية. ثم تمضى الأمور بعد ذلك دون أى ردع أو تهديد حقيقى يوقف حرب الإبادة الجارية على مرأى ومسمع من العالم.

لا أقصد التقليل من الجهود التى بذلتها دول عديدة - على رأسها مصر وقطر - للتوصل إلى وقف العدوان على أهل غزة، أو المواقف الداعمة لبلدان مثل جنوب إفريقيا وإسبانيا وأيرلندا والبرتغال وغيرها فى المحافل الدولية، أو الشجاعة التى انخرط بها جيل جديد من الشباب فى أنحاء العالم لدعم أهل غزة والقضية الفلسطينية، أو جهود منظمات وجمعيات وأفراد مستقلين يحاولون بقدر الإمكان عمل أى شيء مفيد، ولو كان محدودا.

كل هذه الجهود محل تقدير واحترام. ولكن للأسف لم تغير من حقيقة أن إسرائيل مضت ولا تزال ماضية فى مخططاتها، واثقة من أن الظروف تسمح لها بذلك: ظروف انشغال الحكومات الأوروبية بحرب أوكرانيا وبصعود اليمين المتطرف، والحكومة الأمريكية بالصراع مع الصين وبشؤونها الداخلية، والوطن العربى بانقساماته وحروبه الأهلية وأزماته الاقتصادية، وغياب قيادة رسمية وطنية تمثل الشعب الفلسطينى، وصمت الشارع العربى يأسا أو قهرا.

محاولة تصفية المفاوضين فى الدوحة ليست مجرد خط أحمر جديد يتم تجاوزه، بل تعبير عن نية إسرائيل استغلال هذه الظروف المواتية كى تمضى فى طريق تنفيذ الحل النهائى لما تعتبره «المشكلة الفلسطينية».

والحل النهائى هو تهجير جانب كبير من سكان غزة والضفة الغربية إلى دولتى الجوار - مصر والأردن - ومنهما إلى من يقبل استقبالهم فى بلدان أخرى، وإبقاء باقى السكان تحت إدارة أمنية مشددة مع استخدامهم حسب الاحتياج مصدرا للعمالة الرخيصة، وإنهاء المقاومة المسلحة، والقضاء على أى تهديد عسكرى من دول المنطقة، وصولا إلى إقامة علاقات دبلوماسية واقتصادية وسياحية مع الوطن العربى ولكن من منظور التفوق العسكرى والتكنولوجى.

تصفية القضية الفلسطينية ليست الهدف النهائى بل وضع الترتيبات المطلوبة لضمان أمن إسرائيل بشكل عاجل، ولضمان تفوقها وسيطرتها على المنطقة على المدى الأطول. ليس فى هذا الطموح الإسرائيلى من جديد. غاية ما فى الأمر أن الظروف العالمية والإقليمية سمحت بأكثر مما كان يحلم به مؤسسو الدولة الإسرائيلية بل وأكثر المتشددين فيها.

أخشى أن نكون على أعتاب مرحلة جديدة، ليس الهدف منها التوصل لتسوية أو تهدئة أو تبادل أسرى، بل الوصول لنهاية المطاف الذى يحلم به المتطرفون فى إسرائيل.

هذه ليست نتيجة حتمية ولا محسومة بالضرورة. ولكن لن يغير من مسار العدوان الإسرائيلى إلا موقف عربى موحد وقوى، يدعم الشعب الفلسطينى، ويتجاوز الانقسامات العربية، ويستخدم كل الأدوات المتاحة له للضغط على حلفاء إسرائيل، ويتواصل مع الرأى العام المساند للقضية الفلسطينية، ويعمل على تقديم تصور بديل للمستقبل.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قصف الدوحة خطوة جديدة لتصفية القضية الفسطينية قصف الدوحة خطوة جديدة لتصفية القضية الفسطينية



GMT 20:59 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

فعلًا “مين الحمار..”؟!

GMT 11:07 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

الشيخان

GMT 11:05 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

مستقبل الردع الأميركي تقرره روسيا في أوكرانيا

GMT 11:03 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

لماذا الهُويّة الخليجية؟

GMT 10:58 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

هل تعود مجوهرات اللوفر المسروقة؟

GMT 10:51 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

البابا ليو: تعلموا من لبنان!

GMT 10:48 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

الطبع الأميركي يغلب التطبع!

GMT 10:27 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

من «ضد السينما» إلى «البحر الأحمر»!!

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين

GMT 18:12 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الشرطة المصرية تستعرض قوتها أمام الرئيس السيسي

GMT 22:53 2020 السبت ,25 إبريل / نيسان

إطلالات جيجي حديد في التنورة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt