توقيت القاهرة المحلي 03:39:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«خوفو» لم يكشف سره بعد!

  مصر اليوم -

«خوفو» لم يكشف سره بعد

بقلم : زاهي حواس

يبدو أننا نقترب من الكشف عن أسرار جديدة عجيبة يبوح بها هرم الملك خوفو بعد مرور حوالى 4500 سنة على بنائه، والذى يعتبر إلى يومنا هذا وبمقاييس تقدمنا العلمى والمعمارى أعظم عمل إنشائى من صنع الإنسان فى العالم القديم. وبالتأكيد ليست هذه مجرد كلمات جوفاء تُردد من قبيل الفخر القومى بانتسابنا إلى تلك الحضارة الإنسانية العظيمة، والى أجدادنا الفراعنة العظام. لكن الأمر الحقيقى الذى يشهد به كل البشر فى كل مكان أن هرم الملك خوفو الراسخ على هضبة الجيزة هو المعجزة الوحيدة الباقية من معجزات العالم القديم السبع، ولذلك تواردت المقولة الشهيرة فارسية الأصل: «كل شىء يخاف الدهر بينما الدهر يخاف الأهرام!»، ومنذ بداية ما يُعرف الآن بعلم المصريات، والذى لا يتجاوز من العمر قرنين من الزمان حاول العديد من الباحثين وباستخدام أحدث الأجهزة والتقنيات، كل فى عصره وزمانه، معرفة أسرار هرم الملك خوفو. وقد أضافت أبحاثهم كمًا لا بأس به من المعلومات، لكن ظل السؤال فى كل مرة هو: هل هذا هو كل شىء؟ والإجابة دائمًا ما تكون بالنفى القاطع ولسبب بسيط هو أننا كعلماء آثار فى كل مرة نقوم فيها بالكشف عن شىء داخل الهرم تنفتح أمامنا عوالم جديدة مليئة بالأسئلة والأسرار!.

لقد قامت بعثة فرنسية بعمل ثقب على جانب النفق الذى يؤدى إلى الحجرة الثانية المعروفة خطأ بـ«حجرة الملكة»، وخرج من الثقب رمال! بعدها نشروا فى كل مكان بالعالم أن هناك أسرارًا دفينة أسفل هذا الحائط. وقبل ذلك جاءت بعثة جامعة ستانفورد ومعهم أحدث الأجهزة العلمية فى ذاك الوقت، وقالوا إن هناك غرفًا سرية داخل الهرم، لكنهم لم يتوصلوا إلى تلك الغرف رغم اليقين بوجودها. وبعد ذلك جاء عالم المصريات اليابانى ساكوجى يوشيمورا ومعه فريق علمى محترم، وقاموا بعمل قياسات فى الناحية الجنوبية من الهرم، وقالوا بوجود نفق كبير فى تلك الناحية من الهرم. ومن الغريب أن الفريق الفرنسى بعد أن أعلن عن وجود الرمال قام بعمل إعلان كبير عند حافة هضبة الجيزة يقول: «إحنا اللى خرمنا الهرم!». كما أننا ابتلينا بعيدًا عن الأبحاث العلمية بمغامر فرنسى لا يتبع أى مؤسسة علمية وحصل للأسف على تصريح من اللجنة الدائمة للحفر أمام مدخل الحجرة السفلية داخل هرم خوفو، ولم يعثر على شىء، وكان يعتقد أن مزامير داوود موجودة أسفل مدخل هذه الحجرة!، ونفس الموضوع أعلن عنه مغامر أمريكى كان يعتقد أننى بحكم منصبى فى ذلك الوقت كمدير عام لآثار الجيزة، الذى أوافق أو أرفض أى عمل فى منطقة الأهرامات! وتسبب فى العديد من المشاكل، فى الوقت الذى كانت هناك مشاكل حول ترميم تمثال أبوالهول. وعندما سقط حجر من كتف أبوالهول الأيمن نتيجة عوامل التعرية والأمطار نشر العديد من مروجى الشائعات أننا أسقطنا هذا الحجر عمدًا لكى نزيح رئيس هيئة الآثار من منصبه. وفى نفس الوقت اعتدى حارس آثار أبوالهول، وهو من نزلة السمان، على أحد مفتشى الآثار، لذلك قمنا بنقله من الجيزة إلى الواحات البحرية، واستغل المغامر الأمريكى كل هذه الأحداث، وعن طريق أحد لصوص الآثار قام بتسجيل فيديو مع حارس الآثار الذى قال فيه إننا قمنا بتدبير هذا الموضوع، وقامت الشرطة والنيابة العامة بالتحقيق، واتضحت فى النهاية الحقيقة كاملة، وأن أحدًا لم يتدخل فى سقوط حجر من كتف أبوالهول.

وإلى يومنا هذا لايزال هناك العديد من الجهلة وأصحاب المآرب الأخرى، الذين يروجون أن الهرم قد بناه قوم من الفضاء أو سكان القارة المفقودة! كان ذلك واضحًا خلال لقائى مع جو روجان، ودافعت عن الهرم وعن الفراعنة، وبالقدر الذى يتناسب مع من لم يقرأ كتابًا واحدًا فى حياته عن الآثار!، وكل معلوماته سماعية ومن مصدر واحد وهو صديقه المروج لقصص «القادمون من الفضاء، والنجميون بناة الأهرامات». بعد لقاء جو روجان خرجت نفس السيدة التى لم تكتب مقالًا علميًا واحدًا عن الآثار المصرية، ولم تعمل فى حفائر علمية من قبل، ولا تعرف حرفًا واحدًا من اللغة المصرية القديمة، لتقول إننى يجب علىَّ أن أترك المجال لها ولغيرها للحديث والدفاع عن آثار مصر!!، وهنا يكون السؤال: هل أنا منعت أى شخص من الدفاع عن الحضارة أمام وسائل الإعلام؟! هل أملك التصريح بالظهور والمنع إعلاميًا لأى كائن من كان؟! إن المجال مفتوح لكل من يستطيع أن يدافع عن الحضارة المصرية، والتى بالمناسبة لا تحتاج إلى مدافعين، وإنما إلى علماء حقيقيين يعملون ويبحثون وينشرون أعمالهم، وليس من يجاهدون على صفحات التواصل الاجتماعى ليل نهار، بحثًا عن «التريند». أتمنى أن يكون هناك مئات بل آلاف من الأثريين المصريين الأكفاء يبحثون ويعملون بجد للكشف عن عظمة الحضارة المصرية.. هذا هو السبيل الوحيد للتصدى لكل من يحاول أن يسلبنا أعز ما نملك.. تراثنا الحضارى المصرى!.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«خوفو» لم يكشف سره بعد «خوفو» لم يكشف سره بعد



GMT 20:59 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

فعلًا “مين الحمار..”؟!

GMT 11:07 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

الشيخان

GMT 11:05 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

مستقبل الردع الأميركي تقرره روسيا في أوكرانيا

GMT 11:03 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

لماذا الهُويّة الخليجية؟

GMT 10:58 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

هل تعود مجوهرات اللوفر المسروقة؟

GMT 10:51 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

البابا ليو: تعلموا من لبنان!

GMT 10:48 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

الطبع الأميركي يغلب التطبع!

GMT 10:27 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

من «ضد السينما» إلى «البحر الأحمر»!!

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين

GMT 18:12 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الشرطة المصرية تستعرض قوتها أمام الرئيس السيسي

GMT 22:53 2020 السبت ,25 إبريل / نيسان

إطلالات جيجي حديد في التنورة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt