توقيت القاهرة المحلي 05:41:49 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إرهاب بلا حساب

  مصر اليوم -

إرهاب بلا حساب

بقلم : عمرو الشوبكي

العملية الإرهابية التى جرت، أمس الأول، فى منطقة الواحات بمحافظة الجيزة، خلّفت 16 شهيدا، وفق ما أعلنه بيان وزارة الداخلية (53 شهيدا، وفق ما أعلنه موقع «بى. بى. سى» عربى- 35 شهيدا وفق ما أعلنته وكالة رويترز)، وهى حلقة فى مسلسل الإرهاب المتصاعد، الذى يضرب البلاد والعباد، والذى عجزت الدولة عن محاصرته.

والحقيقة أن ردود الفعل التى سمعناها من كثيرين كانت كارثية بكل معنى الكلمة، وليست فيها جملة واحدة تقول إننا ننوى مواجهة جوانب الخلل، التى أدت إلى حدوث عملية بهذا الحجم، فعلقت لجنة إسكان النواب: إن هجوم الواحات عمل إرهابى تموله أجهزة مخابرات دولية، فى حين ذكر نائب برلمانى أن هجوم الواحات عمل إرهابى، هدفه إيقاف قطار التنمية والإصلاح، وأضاف آخر أن مصر لن تسقط أمام الخونة والمتآمرين، فى حين ذكر وكيل لجنة الدفاع فى البرلمان أن عملية الواحات دليل قوى على تدفق الأموال على الإرهابيين، وهو ما قال عكسه خبير عسكرى حين ذكر، منذ بضعة أيام، أن السطو على خزينة البنك الأهلى فى العريش دليل على نقص الموارد المالية للإرهابيين.

ومن الوارد أن يكون بعض هذا الكلام صحيحاً، فالمؤامرات والمتآمرون لم يختفوا من مصر، إلا أن هذا الكلام يُذكِّرنا تماما بأداء هزيمة 67، الذى كان عكس أداء انتصار 73، فثقافة تزييف الواقع وإعلام الأوامر المزور (عرض أفلام وأغانٍ دون أى حديث عما يجرى فى الواحات، وكأنه فى بلد آخر، ودون مراعاة للدماء التى تسيل)، وعدم قول المعلومة الصحيحة، وإحالة كل الأخطاء على شماعة المؤامرات الخارجية لإخفاء أوجه القصور الداخلية، هى كلها مسوغات للفشل والهزيمة، فى حين أن قراءة الواقع بقتامته وليس الواقع الوردى كما نتمناه، والاعتراف بالأخطاء بشجاعة، وتصحيحها ومحاسبة المخطئين، ومعالجة جوانب الخلل فى نظامنا السياسى وأدائنا الأمنى، هى طريق النجاح والانتصار.

هل يُعقل أن يكون التعامل مع عملية من هذا النوع، سقط فيها عدد من الشهداء، بتحويل البديهى، أى أن مَن قام بها إرهابيون مجرمون، على أنه اكتشاف، أم كان يجب أن نقول مَن المسؤول عن استهداف كمين متحرك لقوات الشرطة بهذه السهولة؟، هل حدث اختراق وعرف الإرهابيون مسار القوات الأمنية؟، هل المعلومة التى وصلت للقوات حول أعداد الإرهابيين وتسليحهم لم تكن دقيقة؟، وحين تنشر الصحف المقربة من الدولة أنه كانت هناك مشكلة فى التواصل مع القوات أثناء العملية لضعف شبكة الاتصال فى المنطقة، فهل هذا كان معروفاً لدى القادة قبل القيام بالعملية؟، وما الخطة البديلة التى وضعوها للتغلب على هذه المشكلة؟، أم أن الأمر تُرك للصدفة والبركة؟.

كل مَن يستهين بفاجعة من هذا النوع، ويواجهها بترديد الكلام الفارغ عن المؤامرات والمتآمرين، وكأنه اكتشف اكتشافا نادرا، فى حين أن المطلوب محاسبة كل القادة المقصرين عن هذا الخلل الفادح، وعلى رأسهم وزير الداخلية، أما الإصلاحات السياسية المطلوبة فهى موضوع آخر ليس مجاله الآن، وإن كان قد حان وقت العمل على إخراج قطاعات من المجتمع من دائرة الثأر والانتقام والترويج لخطاب مظلومية، هذه كلها أمور مثلت بيئة حاضنة للإرهاب، وتكلمنا فيها كثيرا، والإجابة كانت دائما فى الاتجاه الخاطئ.

رحم الله شهداء الوطن الأبطال: إسلام مشهور وعمرو صلاح ومحمد صلاح وممتاز كامل وباقى زملائهم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إرهاب بلا حساب إرهاب بلا حساب



GMT 20:04 2024 الأحد ,21 إبريل / نيسان

إيران وإسرائيل والمسرحية.. والمتفرجون

GMT 03:13 2024 السبت ,20 إبريل / نيسان

تواصل جاهلي

GMT 03:10 2024 السبت ,20 إبريل / نيسان

«عاشوراء» إيرانية في سماء إسرائيل

GMT 03:04 2024 السبت ,20 إبريل / نيسان

الحلّاق الإيراني ورقبة السلطان

GMT 02:57 2024 السبت ,20 إبريل / نيسان

هل تمنع أميركا حرباً إقليمية؟

GMT 19:22 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

غادة عبد الرازق تنافس فى رمضان 2025 بمسلسل جديد
  مصر اليوم - غادة عبد الرازق تنافس فى رمضان 2025 بمسلسل جديد

GMT 20:19 2020 الجمعة ,16 تشرين الأول / أكتوبر

انطلاق بطولة المدارس الأولي للكرة النسائية في مصر

GMT 10:43 2020 الثلاثاء ,25 شباط / فبراير

هاشتاغ ستاد القاهرة للرجال فقط يتصدر تويتر

GMT 00:51 2020 الخميس ,30 كانون الثاني / يناير

موسكو تستضيف مهرجان مسرحي للصم بحضور فنانين من 9 دول

GMT 11:08 2019 الإثنين ,16 كانون الأول / ديسمبر

رئيس الزمالك يهاجم الأهلي بعد التعاقد مع محمود كهربا

GMT 20:37 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

مديحة يسري وخلافها مع محمد فوزي بسبب قبلة

GMT 01:25 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

بنات أحمد زاهر تثيران الجدل على السوشيال ميديا

GMT 05:56 2019 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

ثقافة القاهرة تتناول "موسوعة المشاهير.. الزعيم أحمد عرابي"

GMT 22:39 2019 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

بعد تعرضه لكسر هذه حالة شعبان عبدالرحيم الصحية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon