توقيت القاهرة المحلي 09:29:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ماذا لو كانت تونس دولة دينية؟

  مصر اليوم -

ماذا لو كانت تونس دولة دينية

بقلم - عمرو الشوبكي

قررت تونس أن تساوى بين الرجل والمرأة فى الميراث على خلاف ما نصت علية الشريعة الإسلامية، واعترض الكثيرون فى العالم العربى على هذا القانون، وأيده البعض الآخر فى حين اعتبر تيار واسع أن من حق الشعب التونسى أن يقرر القوانين التى يراها مناسبة طالما جاءت باختيار حر وديمقراطى.

ورغم أنى أعتبر نفسى ممن يرون أن النص الدينى قاطع الدلالة لا يجب تجاهله إلا باجتهاد آخر على ضوء تغير ظروف العصر بصورة تستدعى تجديده لا تجاهله إلا أن رسالة تونس ليست فقهية ولا دينية إنما هى مدنية وديمقراطية لها علاقة بحكم الشعب.

ما جرى فى تونس يقول إن أغلبية انتخبها الشعب رأت ضرورة المساواة بين الرجل والمرأة فى الإرث ودعمتها وزارة الأوقاف التونسية، ولم تعترض حركة النهضة ذات الأصول الإخوانية، فى حين عارضها سلميا وبقوة تيار كبير من المجتمع التونسى محافظ دينيا ولا ينتمى لأى من فصائل الإسلام السياسى.

الدولة المدنية الديمقراطية أعطت الحق للأغلبية البرلمانية أن تتبنى القانون، وحمت الأقلية التى رفضت القانون، بل وعدلت لهم النص القانونى الأصلى، وأعطت لهم الحق فى أن يلتزموا بالشرع فى قضايا الإرث.

والسؤال الذى تجاهله الكثيرون: ماذا لو كانت تونس لا قدر الله دولة دينية كيف ستتعامل مع من سيطالبون بالمساواة بين الرجل والمرأة أو حتى لديهم اجتهادات دينية مستنيرة تنطلق من المقولة العظيمة «حينما توجد مصالح الناس يوجد شرع الله» وجددوا فى الأمور الفقهية ووصلوا لنتيجة ترى بضرورة المساواة بين الرجل والمرأة فى المواريث؟

يقينا هؤلاء سيكفرون وسيقتلون وسيذبحون فى الشوارع من قبل حكام الدولة الدينية أو من قبل جماعات الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، باعتبارهم كفارا وخارجين عن الإسلام، وأن حكم الشعب مشروط بالالتزام بما يتصورونه صحيح الدين، مثل أى نظم استبدادية تربط حديثها عن حكم الشعب بتأييد من فى الحكم.

الدولة الدينية تعطى حصانة لكل من يحكم باعتباره يحكم باسم الله وتعتبر أى خلاف سياسى أو ثقافى أو اجتماعى هو خلاف على الدين يستلزم تكفير المخالف.

أما الدولة المدنية فتعطى الحقوق للجميع وتقبل تنوع الآراء المختلفة فى إطار الدستور والقانون، صحيح أن الدولة العلمانية عرفت فى بعض صورها تطرفا فى مواجهة الدين (تركيا فى بدايتها) إلا أنها وعت الآن الدرس ولم تعد قضيتها استبعاد الدين من المجال العام ومن حياة الأفراد ومنظومة قيمهم، وهذا هو النموذج الذى يجب أن نسعى إلى تطبيقه فى مصر والعالم العربى: دولة مدنية ديمقراطية تحترم مبادئ الدين.

تحية لتونس على المبادرة والنقاش الحر بصرف النظر عن موقفنا من القانون.

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ماذا لو كانت تونس دولة دينية ماذا لو كانت تونس دولة دينية



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

نجوى كرم تتألق في إطلالات باللون الأحمر القوي

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 06:52 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

نظام غذائي يقضي على التهاب المفاصل بأطعمة متوافرة

GMT 03:14 2021 الجمعة ,03 أيلول / سبتمبر

شيرين رضا تنتقد التبذير في جهاز العرائس

GMT 14:30 2021 الأحد ,04 إبريل / نيسان

"مايكروسوفت" تؤجل إعادة فتح مكاتبها بالكامل

GMT 05:07 2021 الجمعة ,29 كانون الثاني / يناير

دراسة جديدة تكشف عن كمية القهوة لحياة صحية مديدة

GMT 11:21 2021 الخميس ,28 كانون الثاني / يناير

وزيرة الصحة المصرية تؤكد حرص مصر على دعم لبنان ومساندته
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon