توقيت القاهرة المحلي 11:23:20 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ماذا لو كانت تونس دولة دينية؟

  مصر اليوم -

ماذا لو كانت تونس دولة دينية

بقلم - عمرو الشوبكي

قررت تونس أن تساوى بين الرجل والمرأة فى الميراث على خلاف ما نصت علية الشريعة الإسلامية، واعترض الكثيرون فى العالم العربى على هذا القانون، وأيده البعض الآخر فى حين اعتبر تيار واسع أن من حق الشعب التونسى أن يقرر القوانين التى يراها مناسبة طالما جاءت باختيار حر وديمقراطى.

ورغم أنى أعتبر نفسى ممن يرون أن النص الدينى قاطع الدلالة لا يجب تجاهله إلا باجتهاد آخر على ضوء تغير ظروف العصر بصورة تستدعى تجديده لا تجاهله إلا أن رسالة تونس ليست فقهية ولا دينية إنما هى مدنية وديمقراطية لها علاقة بحكم الشعب.

ما جرى فى تونس يقول إن أغلبية انتخبها الشعب رأت ضرورة المساواة بين الرجل والمرأة فى الإرث ودعمتها وزارة الأوقاف التونسية، ولم تعترض حركة النهضة ذات الأصول الإخوانية، فى حين عارضها سلميا وبقوة تيار كبير من المجتمع التونسى محافظ دينيا ولا ينتمى لأى من فصائل الإسلام السياسى.

الدولة المدنية الديمقراطية أعطت الحق للأغلبية البرلمانية أن تتبنى القانون، وحمت الأقلية التى رفضت القانون، بل وعدلت لهم النص القانونى الأصلى، وأعطت لهم الحق فى أن يلتزموا بالشرع فى قضايا الإرث.

والسؤال الذى تجاهله الكثيرون: ماذا لو كانت تونس لا قدر الله دولة دينية كيف ستتعامل مع من سيطالبون بالمساواة بين الرجل والمرأة أو حتى لديهم اجتهادات دينية مستنيرة تنطلق من المقولة العظيمة «حينما توجد مصالح الناس يوجد شرع الله» وجددوا فى الأمور الفقهية ووصلوا لنتيجة ترى بضرورة المساواة بين الرجل والمرأة فى المواريث؟

يقينا هؤلاء سيكفرون وسيقتلون وسيذبحون فى الشوارع من قبل حكام الدولة الدينية أو من قبل جماعات الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، باعتبارهم كفارا وخارجين عن الإسلام، وأن حكم الشعب مشروط بالالتزام بما يتصورونه صحيح الدين، مثل أى نظم استبدادية تربط حديثها عن حكم الشعب بتأييد من فى الحكم.

الدولة الدينية تعطى حصانة لكل من يحكم باعتباره يحكم باسم الله وتعتبر أى خلاف سياسى أو ثقافى أو اجتماعى هو خلاف على الدين يستلزم تكفير المخالف.

أما الدولة المدنية فتعطى الحقوق للجميع وتقبل تنوع الآراء المختلفة فى إطار الدستور والقانون، صحيح أن الدولة العلمانية عرفت فى بعض صورها تطرفا فى مواجهة الدين (تركيا فى بدايتها) إلا أنها وعت الآن الدرس ولم تعد قضيتها استبعاد الدين من المجال العام ومن حياة الأفراد ومنظومة قيمهم، وهذا هو النموذج الذى يجب أن نسعى إلى تطبيقه فى مصر والعالم العربى: دولة مدنية ديمقراطية تحترم مبادئ الدين.

تحية لتونس على المبادرة والنقاش الحر بصرف النظر عن موقفنا من القانون.

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ماذا لو كانت تونس دولة دينية ماذا لو كانت تونس دولة دينية



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

الملكة رانيا تتألق بإطلالة جذّابة تجمع بين الكلاسيكية والعصرية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:23 2024 الأحد ,05 أيار / مايو

طرق سيئة للنوم قد تتسبب في الوفاة ببطء
  مصر اليوم - طرق سيئة للنوم قد تتسبب في الوفاة ببطء

GMT 23:13 2021 الثلاثاء ,27 إبريل / نيسان

القمر العملاق يزين سماء مصر في ليلة نصف رمضان

GMT 14:36 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدًا وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 23:48 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

علي زين رجل مباراة مصر والدنمارك في ربع نهائي بطولة العالم

GMT 22:00 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

أسوان يدعم صفوفه بالسيد فريد وعمرو رضا قبل نهاية الميركاتو

GMT 10:08 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

منتخب مصر لليد يكشف تفاصيل إصابة أحمد الأحمر

GMT 07:37 2021 الثلاثاء ,12 كانون الثاني / يناير

أجنّة سمكة قرش منقرضة أكلت أشقائها في الرحم

GMT 04:22 2021 الإثنين ,11 كانون الثاني / يناير

موديلات جمبسوت خطوبة للعروس العصرية تعرفي عليها

GMT 06:59 2020 الخميس ,31 كانون الأول / ديسمبر

تتغير الظروف في الشهر الاول عما كانت عليه مؤخراً

GMT 09:34 2020 الأربعاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

شوبير يسأل عن 8 ملايين دولار مستحقة لمصر لدى الكاف

GMT 01:44 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

"بسنت" يتصدر مؤشرات البحث على مواقع التواصل الاجتماعي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon