توقيت القاهرة المحلي 01:42:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

اختصاصى اختصاصى

  مصر اليوم -

اختصاصى اختصاصى

عمرو الشوبكي

ربما كان التعبير الأكثر شيوعا، الذى استخدمته مؤسسات الدولة وهيئاتها المختلفة أثناء وضع مواد الدستور، هو تعبير الاختصاص الذى يجب ألا يمس ولا يحتمل المراجعة أو النقد حتى بدا أمرا مقدسا لا يحتمل النقاش. والحقيقة أن من حق أى مؤسسة أن تدافع عن اختصاصاتها، بل وتسعى للحصول على اختصاصات جديدة، بشرط أن يكون ذلك من أجل تطوير أدائها وتحقيق الصالح العام. فخلاف الهيئات القضائية، مثلا، على الاختصاصات أمر قديم ووارد أن يتكرر مع الدستور الجديد، لكنه فى الحقيقة يجب أن يسبقه تفكير عميق فى مدى مساعدة هذا الاختصاص على تحقيق العدالة الناجزة، وليس فى «التكويش» على اختصاصات لا تفيد العدالة وتضرها على اعتبار أن هذا هو «ما ورثناه عن أجدادنا». والحقيقة أن التمسك بالاختصاصات القديمة كأنها أمر مقدس، أو البحث عن اختصاصات جديدة دون أى سبب موضوعى، أمر فى غاية الضرر، وهى فلسفة تحكم عمل كثير من مؤسسات الدولة حتى أصبحنا أمام قبلية جديدة لا علاقة لها بقيم ومبادئ الدولة الحديثة. والغريب أن المعارك الحقيقية التى خاضها كثير من مؤسسات الدولة داخل لجنة الدستور وخارجها كانت أساسا حول اختصاصاتها ورؤيتها الفئوية لتحقيق مصالحها، فى حين أن عدم الاهتمام هو الذى حكم حركتها فى أى قضية تخرج عن نطاق «الاختصاص». والمفارقة أن من يعملون داخل الدولة أو يمثلون بعض هيئاتها داخل لجنة الخمسين (10 أعضاء)، كانوا فى كثير من الأحيان متعارضين فى آرائهم وتصويتهم فى قضايا مصيرية، إلا القضايا التى تتعلق باختصاصاتهم، فهنا كان الدفاع مستميتا، لأن الأمر يتعلق بالكلمة السحرية «اختصاصى». خطورة التمسك بالاختصاص لمجرد أنه كذلك، أو انتزاع اختصاص غير مستحق أمر يمنع هذه المؤسسات من التطور والتجديد، ويتحول الاختصاص من وسيلة لتحقيق هدف هو قدرة هذه المؤسسات على إنجاز عملها بكفاءة وفاعلية إلى عائق حقيقى لتحقيق هذا الهدف، لأن الاختصاص تحول إلى هدف وقيمة فى حد ذاته. الاختصاصات المقدسة أمر ضار بالجميع، سواء كان ذلك ينسحب على المؤسسات والهيئات الحكومية أو غير الحكومية، ففكرة «الاختصاص فوق الجميع» تعنى الجمود والبقاء فى المكان، فلا توجد مؤسسة فى العالم تفرح بأن اختصاصاتها لم تتغير على مر السنين، فالطبيعى أن تتخلى عن أشياء وتكتسب أخرى، إلا إذا كانت مؤسسة جامدة لا ترغب فى التطور، إنما البقاء فى المكان. يجب ألا يكتب الدستور بروح فئوية تقوم على إرضاء كل فئة بمادة تؤكد اختصاصاتها، فيتحول إلى مواد لمجاملة هذه الفئة أو تلك، فيجب أن يعرف كل المدافعين عن اختصاصاتهم أو الراغبين فى انتزاع اختصاصات وحقوق ليست حقوقهم أن ينظروا إلى الصورة العامة أولا، ويسألوا أنفسهم: هل سيضيف الاختصاص شيئا للصالح العام وللناس أم لا؟ إذا كانت الإجابة بـ«نعم» فمرحبا به، وإذا كانت بـ«لا» فيجب أن يتخلوا عنه بمحض الإرادة ودون ضجيج. نقلاً عن "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اختصاصى اختصاصى اختصاصى اختصاصى



GMT 01:42 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

التوريق بمعنى التحبير

GMT 01:38 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

مَن يحاسبُ مَن عن حرب معروفة نتائجها سلفاً؟

GMT 01:34 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

كيسنجر يطارد بلينكن

GMT 01:32 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

غزة وانتشار المظاهرات الطلابية في أميركا

GMT 01:29 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

من محمد الضيف لخليل الحيّة

GMT 01:26 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

صلاح السعدني صالَح الحياة والموت

GMT 09:27 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

شاهد على مصر والقضية الفلسطينية (7)

GMT 09:25 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

اتصالٌ من د. خاطر!
  مصر اليوم - أحمد حلمي يكشف أسباب استمرار نجوميته عبر السنوات

GMT 10:05 2017 الإثنين ,18 أيلول / سبتمبر

الثروة الحقيقية تكمن في العقول

GMT 13:33 2019 الثلاثاء ,12 آذار/ مارس

أفكار بسيطة لتصميمات تراس تزيد مساحة منزلك

GMT 00:00 2019 الأحد ,17 شباط / فبراير

مدرب الوليد يُحذِّر من التركيز على ميسي فقط

GMT 12:26 2019 السبت ,12 كانون الثاني / يناير

تدريبات بسيطة تساعدك على تنشيط ذاكرتك وحمايتها

GMT 20:58 2019 الإثنين ,07 كانون الثاني / يناير

مؤشر بورصة تونس يغلق التعاملات على تراجع

GMT 16:54 2018 الإثنين ,03 كانون الأول / ديسمبر

"اتحاد الكرة" يعتمد لائحة شئون اللاعبين الجديدة الثلاثاء
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon