توقيت القاهرة المحلي 04:48:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الغارة الأمريكية القادمة

  مصر اليوم -

الغارة الأمريكية القادمة

عمرو الشوبكي

اجتمع وزراء الخارجية العرب، أمس، مثلما اجتمعوا قبل ذلك، لمناقشة تداعيات الغارة الأمريكية على سوريا، مثلما اجتمعوا قبل ذلك، لمناقشة الهجوم الأمريكى على العراق، والنتيجة كما هو معروف سلفا، العجز الكامل ليس فقط عن إيقاف الضربة، إنما أيضا تقديم أى بديل سياسى، غير الشعارات، قابل للتحقيق على الأرض. فالكل موجود داخل سوريا إلا البديل العربى، فنظام «بشار» يقتل شعبه كل يوم والعالم العربى يتفرج، والميليشيات الإرهابية دخلت سوريا بأموال عربية وقطرية، لتخصم من رصيد الثورة المدنية العظيمة فى سوريا، وإيران أرسلت حرسها الثورى، مثلها مثل حزب الله، إلى القتال هناك، لدعم النظام الطائفى القاتل، وليس لتحرير القدس كما ادعى قادة هذه التنظيمات. لقد عرف العالم العربى، بعد «عبدالناصر»، محاولات استنساخ فاشلة فى «عراق صدام حسين» و«ليبيا القذافى» و«سوريا الأسد»، وهى كلها تجارب استبدادية فاشلة، فـ«صدام» حارب فى إيران والكويت (وليس إسرائيل)، و«بشار» حارب فى لبنان (وليس إسرائيل)، و«القذافى» حارب فى أفريقيا، ودعم الإرهاب فى كل بلاد العالم و(ليس إسرائيل)، أما «عبدالناصر» فقد حارب فقط إسرائيل، فأمم قناة السويس، فى 1956، ولم يغز دولة مجاورة كالسودان حتى يقول إنه يحارب الاستعمار، فانتصر فى معركة القناة، ثم خسر حرب 67، واعترف بالهزيمة، واستقال، وقدم مراجعة نقدية لكثير من ممارساته السياسية السابقة، وأعاد بناء الجيش المصرى على أسس احترافية جديدة، فانتصر الجيش فى حرب 73. هل يمكن أن نقول إن بشار الأسد حارب فعلا إسرائيل حتى نصفه بالنظام الممانع؟ وهل قدم منذ اندلاع الثورة السورية أى بديل أو مخرج من تلك الأزمة، فيستقيل مثلما فعل «مبارك» أو يهرب مثلما فعل «بن على»، ويحقن الدماء، ولا يتسبب فى قتل مائة ألف مواطن سورى، ويحافظ على ما تبقى من جيشه الذى حارب شعبه وليس إسرائيل؟ لم يفعلها «بشار» ويترك السلطة، رغم أن هناك حكاما مستبدين آخرين فعلوها، ليتحمل بشكل أساسى مسؤولية كل هذا الخراب والقتل والتدمير الذى شهدته سوريا. تركيا حاضرة فى سوريا، وإيران فاعلة، وإسرائيل مؤثرة، وأمريكا والغرب سيوجهون ضربتهم العسكرية لبعض مواقع النظام، ولن يسقطوه، ولن يغزوا الأراضى السورية، كل ذلك والعالم العربى مستمر على ضعفه وغياب تأثيره، حتى داخل حدوده وبين دول الجامعة العربية. هناك بدائل كثيرة لنظام «بشار»، من خارج جبهة النصرة وحلفائها الإرهابيين، كان يجب على العالم العربى خلقها بدلا من دعم بعض أطرافه للميليشيات الجهادية المسلحة، ومشاهدة أمريكا تضرب بلدا عربيا، وتقتل مدنيين سوريين، وهى القيام بدعم عناصر من داخل الجيش السورى تدفعه إلى الانقلاب على «بشار»، والاحتفاظ بما تبقى من الدولة والجيش. البديل العربى كان يجب أن يكون امتدادا للمشروع المصرى، أى نظام يسقط أو يتغير، ودولة تبقى، نعمل جميعا على إصلاحها، على خلاف المشروع الأمريكى الذى ارتكب جريمة هدم الدولة وتفكيك الجيش فى العراق، فكان هناك مليون قتيل ودولة بديلة فاشلة. البعض منا يدافع عن القاتل «بشار»، متصورا أنه نظام ممانع، والبعض الآخر يدافع عن الثورة السورية بمنطق «الجهاد الإسلامى»، وضاع بين الاثنين غالبية المواطنين السوريين الذين أيدوا الثورة، ورفضوا التدخل الأمريكى والإيرانى والقطرى، وانتظروا تدخلا أو بديلا عربيا، فلم يأت، لأنه تفرج كما هى العادة على العدوان الأمريكى. نقلاً عن "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الغارة الأمريكية القادمة الغارة الأمريكية القادمة



GMT 02:01 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

سنة ثالثة شعر

GMT 01:57 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

اللاجئون في مصر... تراث تاريخي وتذمر شعبي

GMT 01:54 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

أزرار التحكم... والسيطرة!

GMT 01:52 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

أميركا النازعين وأميركا النازحين

GMT 01:48 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

عن سجننا بين إدوارد سعيد ونتنياهو

GMT 01:44 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

فيلبي وحفيدته سارة... وإثارة الشجون

GMT 01:36 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

«رؤية 2030»: قارب النجاة في عالم مضطرب

GMT 00:10 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

قواعد اللعبة تتغير من حولنا!

GMT 00:49 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

محمد ثروت ينضم لـ«عصابة المكس» بطولة أحمد فهمي
  مصر اليوم - محمد ثروت ينضم لـ«عصابة المكس» بطولة أحمد فهمي

GMT 09:48 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

أستون فيلا ضيفًا على فولهام في الدوري الإنجليزي

GMT 23:11 2020 الثلاثاء ,08 أيلول / سبتمبر

البورصة العراقية تغلق التعاملات على تراجع

GMT 10:11 2020 الإثنين ,24 آب / أغسطس

عبد السلام بنجلون يتعافى من كورونا

GMT 20:36 2020 الأربعاء ,22 تموز / يوليو

حصيلة وفيات كورونا في المكسيك تتخطّى 40 ألفاً
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon