توقيت القاهرة المحلي 18:05:11 آخر تحديث
  مصر اليوم -

جريمة العار

  مصر اليوم -

جريمة العار

مصر اليوم

قام عدد من أهالى إحدى قرى محافظة الجيزة بجريمة عار حقيقية لم يكن يُتصور أن تجرى فى مصر إلا فى العهد الحالى، فقد عرفت مصر جرائم عنف طائفى كثيرة أعقبت مشاحنة بين مسلم ومسيحى، أو معرفة أن هناك شاباً مسيحياً أحب فتاة مسلمة أو العكس، أو كنيسة يرفض البعض بناءها أو توسعتها، فتشتعل الفتنة الطائفية. أما أن تقوم مجموعة من الهمج والجهلاء بقتل 4 مواطنين مسالمين فى بيوتهم وبدم بارد، لمجرد أنهم من أبناء المذهب الشيعى، فهذه جريمة نكراء وستظل تلحق بنا جميعاً ليوم الدين. نعم شاهدنا فى العقود الأخيرة عشرات الحوادث التى جرى فيها انتقام من الجانى خارج إطار القانون، حتى الشرطة مارست هذا الانتقام فى ظل العشوائية وعدم الانضباط الحالى، لكننا لم نر قتلاً على الهوية المذهبية لناس مسالمين داخل بيوتهم وبمشاركة عشرات الجهلاء والقتلة من جيرانهم و«عشيرتهم». كيف يمكن لشخص أن يقتل شخصاً آخر لأنه يحمل ديانة أو هوية مذهبية مختلفة؟ كيف يمكن أن يشعر الشعب المصرى براحة بال وضمير وهو يشاهد مجموعة من القتلة والهمج يسحلون مصريين مثلهم لم يعادوهم ولم يختلفوا معهم فى السياسة إنما فقط اختاروا مذهباً آخر. إن من يتصور أن كل الشيعة متهمون بسبب جرائم حزب الله فى سوريا واهم، وإلا أصبح كل السنة والمسلمين متهمين بسبب جرائم بن لادن وتنظيم القاعدة، فقد رفضنا أن يتهمنا الغرب بالإرهاب لأن هناك قلة من المسلمين مارسته، ورفضنا التعميم وهاجمنا الغرب على تحيزه، والآن يقوم البعض بممارسة ما هو أسوأ لأن المستهدف هم شركاء الوطن وليس أعداءه. إن خطاب الكراهية الذى بثته مجموعة من الشيوخ أمام رئيس الجمهورية ودعوا فيه على «المتظاهرين الكفار» يوم 30 يونيو، هم أنفسهم الذين وصفوا الشيعة بالأنجاس وحوّلوا الصراع فى مواجهة نظام استبدادى قاتل مثل بشار الأسد إلى صراع طائفى بغيض. نعم أتفهم أن يكره الكثيرون حزب الله الذى تحول لحزب طائفى بغيض، وأتفهم أن يكره الكثيرون فى سوريا بشار الأسد لأن شبيحته يقتلون الأطفال والنساء على الهوية المذهبية، ولكن لا أفهم أن يُقتل مواطن برىء بسبب جرائم يرتكبها آخرون فى بلاد أخرى. هل رأينا فى السعودية التى بها كثير من مشايخ التطرف والطائفية قتلاً للشيعة فى «القطيف» مثلا على الهوية المذهبية، أم أن مصر التى كانت بها دولة حديثة قبل السعودية بمائة وخمسين عاما تحولت إلى حالة صومالية مزرية تشهد جرائم يندى لها الجبين؟ إن تكرار حوادث الانتقام الجماعى فى مصر كارثة حقيقية على مستقبل هذا البلد، فقد صمتنا على مشكلة بين مسلم ومسيحى (أياً كان من المخطئ) تؤدى إلى عقاب جماعى لكل المسيحيين فى القرية أو الحى، يعتدى فيها على منازل المسيحيين ويجبرون على الخروج منها. إن صمتنا على هذه الجرائم أوصلنا لما هو أبشع، أى قتل مواطنين مسالمين فى بيوتهم دون أى مشكلة أو خناقة، إنما لمجرد أنهم يحملون مذهباً آخر. كيف يمكن أن نقبل من الناحية الأخلاقية والدينية أن يدفع أشخاص ثمن جريمة لم يرتكبوها، حتى الشخص المتهم بارتكاب هذه الجريمة ما ذنب أسرته وأهله فيما حدث؟ رحم الله المواطنين الأربعة شهداء الغدر والتطرف والهمجية، وندعو الله أن يحرس مصر من حكم الإخوان ومن حلفائهم القتلة والإرهابيين. نقلاً عن جريدة "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جريمة العار جريمة العار



GMT 01:22 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

طهران ــ بيونغيانغ والنموذج المُحتمل

GMT 01:11 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

ماذا نريد؟

GMT 01:07 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

أكذوبة النموذج الإسرائيلي!

GMT 23:18 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تنظيم العمل الصحفي للجنائز.. كيف؟

GMT 23:16 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

الأهلي في أحلام الفيفا الكبيرة..!

GMT 22:59 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نجيب محفوظ كاتب أطفال

GMT 22:57 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

أرجوحة الخديو

GMT 22:54 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

رفح وعلم التخصص وأسئلة النساء

أيقونة الجمال كارمن بصيبص تنضم لعائلة "Bulgari" العريقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 16:30 2024 السبت ,27 إبريل / نيسان

نادين نجيم تكشف عن علامتها التجارية الخاصة
  مصر اليوم - نادين نجيم تكشف عن علامتها التجارية الخاصة

GMT 13:21 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

الأهلي يتعاقد مع "فلافيو" كوم حمادة 5 سنوات

GMT 17:12 2022 الثلاثاء ,11 كانون الثاني / يناير

بدلات كلاسيكية مميّزة للرجل لمختلف المناسبات

GMT 14:37 2023 السبت ,03 حزيران / يونيو

مرج الفريقين يتفقان!

GMT 03:18 2017 الخميس ,15 حزيران / يونيو

هند براشد تكشف عن مجموعة تصميماتها لصيف 2017

GMT 14:28 2022 الخميس ,25 آب / أغسطس

صورة البروفايل ودلالاتها

GMT 06:57 2019 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

الفنانة رانيا يوسف تنعي الفنان هيثم أحمد زكي

GMT 07:13 2018 الأحد ,01 إبريل / نيسان

سيلينا غوميز تخطف الأنظار بإطلالتها المميزة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon