توقيت القاهرة المحلي 03:39:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تراجع الفاشلين

  مصر اليوم -

تراجع الفاشلين

عمرو الشوبكي
  تراجعت الحكومة عن قرارها الصائب بإغلاق المحال التجارية فى الـ10 مساء، وهو القرار الذى أيدناه من حيث المبدأ، ولكن «الطريقة المباركية» التى اعتمدتها الحكومة فى التعامل مع هذه القضية جعلت التراجع عنه هو خيارها الوحيد. فالمؤكد أن هذا القرار لم تدرسه الحكومة، وحكمته العشوائية والتخبط، وتضارب تصريحات المسؤولين حول ما إذا كان هذا القرار سينفذ فوراً أم سيؤجل، وما إذا كان الموعد هو العاشرة مساء أم الثانية عشرة، أو فى الاختراع المخلص لنظام مبارك فى «الباب الموارب» بأن تغلق المحال 11 مساء ولكن تخفّض أضواؤها من العاشرة «يا سلام»، وغيرها من الكلام العبثى الذى لا تجده حتى فى جمهوريات الموز. وقد تلقيت رسالة مهمة من الأستاذ والمدون محمد هنو حول العشوائية فى هذا القرار، جاء فيها: «عزيزى الدكتور عمرو لفت نظرى فى مقال سيادتكم (الثورة على لا نظام) وصفك معارضى إغلاق المحال فى العاشرة مساء بتيار الـ(لا نظام) ومع احترامى لآراء كل من يساندون هذا القرار الذى أتمنى أن تسمح الظروف بتحقيقه يوماً ما إلا أن وصف (لا نظام) ينطبق أيضا على أسلوب اتخاذ القرار. فكيف يتخذ هذا القرار دون تحديد العقوبة أو آلية التنفيذ بل إنى أزعم أنه توجد استحالة فى التنفيذ بشكل فعال إلا إذا كان المقصود هو مجرد تطبيق شكلى فى الشوارع الرئيسية كعادة الحكومة، مما جعله بمثابة عقاب للملتزمين ومساساً بهيبة الدولة. مثال آخر لعشوائية القرار هو تأثيرها على المرور، والذى ينتظر أن يكون كارثياً، وتأثيرها على البطالة والحصيلة الضرائبية وكلها أمور لم يتم حسابها من الأصل على حد علمى. لذلك كتبت بمدونتى مجموعة من الأسئلة التى تحديت سيادتكم فى توجيهها للمسؤولين حتى يتسنى لنا نفى صفة العشوائية عن القرار وإلصاقها بمعارضيه. عنوان المدونة: mhanno.Wordpress.com». انتهت رسالة الأستاذ «هنو» وفى رأيى أن كل الأسباب الوجيهة التى ذكرها لا تمنع من أن تكون فى مصر حكومة لديها رؤية سياسية وكفاءة إدارية تكون قادرة على تنفيذ هذا القرار بشكل متدرج. دعمى للقرار لا يمنع اختلافى مع الطريقة التى خرج بها، وغاب عنها أى حوار مع أصحاب المحال والغرف التجارية، وأى قدرات لدى الحكومة بإقناعهم بأنه لكى تصبح مصر بلد طبيعى قابل للتقدم فلابد أن تكون هناك مواعيد محددة لإغلاق المحال، وهو ليس أمراً هامشياً أو جزئياً كما يتصور البعض، إنما هو عودة لما كنا عليه قبل مبارك حين كانت كل محالنا التجارية تغلق فى الثامنة وليس العاشرة. المؤكد أن عشوائية الحكومة وضعفها وغياب الرئاسة عن المشاركة فى هذه القضايا الحيوية مثلت عاملاً مهماً وراء فشل القرار، ولكن أيضا حالة الفوضى المجتمعية التى ترسخت طوال عهد مبارك ومزايدات القوى السياسية على هذا القرار من «الحرية والعدالة» حتى أكثرها مدنية وليبرالية - ويفترض نظرياً مهنية - دخلوا جميعا فى مواجهة مفتوحة مع القرار. رغم سوء أداء الحكومة وضعفها وتخبطها فى التعامل مع هذا القرار فإن هذا لا يعنى أن المبدأ خطأ، وأن قرار إغلاق المحال وفتحها فى مواعيد محددة ليس دلالة تقدم ونظام كما هو الحال فى كل بلاد الدنيا. نقلاً عن جريدة "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تراجع الفاشلين تراجع الفاشلين



GMT 20:59 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

فعلًا “مين الحمار..”؟!

GMT 11:07 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

الشيخان

GMT 11:05 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

مستقبل الردع الأميركي تقرره روسيا في أوكرانيا

GMT 11:03 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

لماذا الهُويّة الخليجية؟

GMT 10:58 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

هل تعود مجوهرات اللوفر المسروقة؟

GMT 10:51 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

البابا ليو: تعلموا من لبنان!

GMT 10:48 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

الطبع الأميركي يغلب التطبع!

GMT 10:27 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

من «ضد السينما» إلى «البحر الأحمر»!!

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt