توقيت القاهرة المحلي 03:39:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حزب حماس السياسي

  مصر اليوم -

حزب حماس السياسي

بقلم : عمرو الشوبكي

ما نشرته بعض وسائل الإعلام العربية وعلى رأسها صحيفة الشرق الأوسط عن أن حركة حماس تشهد فى الوقت الحالي نقاشًا داخليًا حول إمكانيه تحولها إلى حزب سياسي والانضمام لمنظمة التحرير، يعد تحولًا كبيرًا جاء نتيجة تداعيات حرب العامين على قطاع غزة.

والحقيقة أن المقترح، الذى قدّمه بعض قادة حماس، يهدف التحول التدريجى للعمل السياسى «بما يحفظ للفلسطينيين ثوابتهم في ظل المتغيرات الجديدة التى فرضت على المنطقة» وهو نقاش كان من فترة قريبة مستبعد داخل حماس وبعض التيارات السياسية العربية التى اختزلت المقاومة فى الأعمال المسلحة.

إن جانب من النقاشات داخل المستويات القيادية للحركة اعتبر أن السلاح المتمثل بالصواريخ والأنفاق وغيرها، «لا يمكن أن يبنى وحده مستقبلا للحركة»، صحيح أنه شدد على كلمة وحدة أى أن حماس لم تستبعد العمل المسلح بالكامل كأحد الخيارات إلا أنها أقرت بأن الحرب أفقدتها الكثير من الحاضنة الشعبية والمجتمعية.

مبدأ قبول تنظيم مسلح وعنيف فى المنظومة السياسية الداخلية والعالمية حدث بشروط فى كثير من دول العالم ومنها دول أوروبية، وأهمها التخلى عن حمل السلاح والتحول لتنظيم سياسى لديه برنامج سلمى يلتزم بالقواعد والقوانين.

صحيح أن فلسطين مازالت تحت الاحتلال بما يعنى أن مبدأ المقاومة المدنية والمسلحة خياران مشروعان لأى بلد محتل، وبالتالى لو افترضنا صحة خيارات حماس المسلحة فى ظل استمرار جرائم الاحتلال، فإن هذه الأداة يرفضها العالم ويختلف عليها العالم العربى، والأهم أنها وصلت لحدودها القصوى بعملية 7 أكتوبر، أى إنها ساهمت فى إحياء القضية الفلسطينية، وفتحت باب مسار سياسى اكتشف الجميع بمن فيهم حماس أنها لن تكون بصيغتها الحالية قادرة أن تكون جزءا منه أو مؤثرة فيه.

ومن هنا فإن فكرة الحزب السياسى الذى تأخرت حماس فى التفكير فيه مشكلتها أن معظم قادة الحركة الحاليين لن يكونوا مؤهلين لقيادة هذا الحزب السياسى، وبالتالى فإن هذا الحزب يجب أن يضم قادة جددًا متعاطفين مع الحركة أو جزءا من تجربة الكفاح الفلسطينى ويؤمنون بأن حل القضية يتطلب تقديم خطاب فلسطينى مدنى يتفاعل مع العالم، وأن حماس ببنيتها العقائدية وبالتداعيات التى ترتبت على عملية 7 أكتوبر لن تكون قادرة على القيام بأى تفاعل أو تأثير عالمى، حتى لو حاولت.

إن الفرصة المطلوب أن تأخذها حماس يجب أن تتركز فى السماح لها بتجديد نفسها والانتقال من التنظيم المسلح إلى السياسى وخروج من تبقى من قادتها العسكريين من المشهد والضغط على إسرائيل للتوقف عن عمليات القتل المتعمد للمدنيين ولعناصر الحركة على السواء، وكأن هناك رغبة إسرائيلية أن تبقى حماس منغلقة على خياراتها القديمة وتضطر إلى الرد المسلح لتستمر إسرائيل فى جرائمها.

قرار إعلان الحزب قرار صائب، حتى لو تأخر.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حزب حماس السياسي حزب حماس السياسي



GMT 20:59 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

فعلًا “مين الحمار..”؟!

GMT 11:07 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

الشيخان

GMT 11:05 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

مستقبل الردع الأميركي تقرره روسيا في أوكرانيا

GMT 11:03 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

لماذا الهُويّة الخليجية؟

GMT 10:58 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

هل تعود مجوهرات اللوفر المسروقة؟

GMT 10:51 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

البابا ليو: تعلموا من لبنان!

GMT 10:48 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

الطبع الأميركي يغلب التطبع!

GMT 10:27 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

من «ضد السينما» إلى «البحر الأحمر»!!

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt