توقيت القاهرة المحلي 03:39:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الحجج الإسرائيلية

  مصر اليوم -

الحجج الإسرائيلية

بقلم : عمرو الشوبكي

كارثة الهجوم الإسرائيلى على بعض قادة حماس فى قطر لا تكمن فقط فى ارتكاب جريمة انتهاك سيادة دولة عربية، ولا فى أنها استهدفت سياسيين مدنيين وليس عسكريين ومقاتلين، وإنما أيضًا فى الحجج الخائبة التى قالها مندوب إسرائيل فى مجلس الأمن، والتى عكست درجة من التدليس والكذب غير مسبوقة، وأيضًا تجاوز كل الخطوط الحمراء المتعارف عليها فى أى تقاليد دبلوماسية عرفها العالم فى نظام ما بعد الحرب العالمية الثانية.

فقد هدد قطر بتكرار الضربات الإسرائيلية إذا استمرت فى استضافة من وصفهم بالإرهابيين، أى قادة حماس المفاوضين، وكأن إدانة مجلس الأمن للهجوم الإسرائيلى (دون أن يسميها) مجرد حبر على ورق، ونسى مندوب الاحتلال أن قادة حماس بقوا فى قطر بناءً على طلب من حكومته ومن الإدارتين الأمريكيتين السابقة والحالية، وأن الإفراج عن الدفعة الأولى من المحتجزين الإسرائيليين فى مطلع هذا العام تم بوساطة مصرية قطرية، ولولا وجود وفد حماس فى قطر أو مصر لما تمت هذه العملية ولما كانت هناك من الأصل مفاوضات.

أخطر ما تمارسه إسرائيل حاليًا أنه لم تعد مشكلتها فقط مع حماس ولا مع محور الممانعة، وإنما مع دول ظلت من أركان الاعتدال فى المنطقة وتقوم بدور الوساطة بين إسرائيل وحماس برعاية أمريكية، بل وقدمت للرئيس ترامب من الهدايا الكثير ووقعت على صفقات تجارية قال الأخير عنها إنها أعادت الحياة لشركات أمريكية كانت مهددة بالتوقف.

ما قاله مندوب دولة الاحتلال فى جلسة مجلس الأمن يقضى على مسار التفاوض، بل يرفضه من الأساس بتهديده الدولة التى استضافت طرفى التفاوض بالاعتداء عليها مرة أخرى.

منطق التفاوض قائم على تقديم التنازلات والوصول لحلول وسط وتسويات سلمية، وهى كلها أمور باتت ترفضها إسرائيل، بل أسس اليمين المتطرف مشروعه على رفض التسوية السلمية منذ اتفاق أوسلو وحتى محاولة اغتيال الوفد الحمساوى المفاوض فى قطر.

لقد بات واضحًا أن إسرائيل «الجديدة» تختلف بقيمها وفكرها ومجتمعها عن إسرائيل التى وقعت اتفاقية سلام مع مصر، واتفاق أوسلو مع منظمة التحرير، فقد كان وقتها من بين المتشددين من يؤمن بإمكانية التنازل عن أرض محتلة لصالح التسوية السلمية، وكانت هناك تيارات تؤمن بالسلام والتسوية السلمية ويسار يدافع عن حق الفلسطينيين فى دولة مستقلة، كل هؤلاء تحولوا حاليًا من تيارات إلى أفراد، وأصبحت غالبية المجتمع داعمة للإبادة الجماعية والقتل العشوائى واستهداف الأطفال واستباحة سيادة الدول الأخرى.

عدوان إسرائيل على الدوحة أثبت فى الواقع العملى أنه لا حصانة لأى تحالف عسكرى واستراتيجى أو شراكة اقتصادية مع أمريكا أمام إسرائيل، فقد أصبح العالم أمام دولة استثناء لديها حصانة خاصة وفوق أى قوانين دولية ويمكن أن ترتكب أى جريمة دون حساب لأن أمريكا ستدعمها وتحميها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحجج الإسرائيلية الحجج الإسرائيلية



GMT 20:59 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

فعلًا “مين الحمار..”؟!

GMT 11:07 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

الشيخان

GMT 11:05 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

مستقبل الردع الأميركي تقرره روسيا في أوكرانيا

GMT 11:03 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

لماذا الهُويّة الخليجية؟

GMT 10:58 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

هل تعود مجوهرات اللوفر المسروقة؟

GMT 10:51 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

البابا ليو: تعلموا من لبنان!

GMT 10:48 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

الطبع الأميركي يغلب التطبع!

GMT 10:27 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

من «ضد السينما» إلى «البحر الأحمر»!!

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 13:35 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

استمرار استبعاد صلاح من التشكيل يفتح باب الرحيل في الشتاء
  مصر اليوم - استمرار استبعاد صلاح من التشكيل يفتح باب الرحيل في الشتاء

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt