توقيت القاهرة المحلي 04:48:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أمريكا والعراق

  مصر اليوم -

أمريكا والعراق

بقلم : عمرو الشوبكي

أعلن مقتدى الصدر تشكيل جبهة لمقاومة القوات الأمريكية فى العراق تضم معظم أحزاب الحكم الشيعية، وأعلن أيضا عن عودة تنظيمه المسلح «جيش المهدى» لتتغير جذريًّا علاقة الولايات المتحدة بالمكونات العراقية من حال إلى نقيضه.

ولعل البداية كانت فى الصراع الذى انفجر بين أمريكا وسُنة العراق، حيث تعاملت معهم الأحزاب الشيعية التى رعتها أمريكا باعتبارهم من «أهل الحكم» و«النظام الصدامى».. والحقيقة أن نظام صدام حسين كان نظامًا ديكتاتوريًا، ولكنه لم يكن نظامًا طائفيًّا سنيًّا يقتل الشيعة أو أى طائفة على الهوية المذهبية، إنما كان يقمعهم ويقتلهم إذا احتاج الأمر، فى حال إذا كانوا معارضين، سواء كانوا شيعة أو سُنة أو أكرادًا، والنتيجة واحدة هى القمع السياسى وليس القتل المذهبى.

سقط نظام صدام حسين، وتفككت الدولة العراقية، وبُنى نظام جديد قائم على المحاصصة الطائفية، وسيطرت الأحزاب الشيعية على مفاصل الدولة الجديدة، وبنت لها أذرعًا فى كل المؤسسات، خاصة الأمنية، واستهدفت السنة باعتبارهم إما إرهابيين أو مشاريع إرهابيين، وهو ما أدى إلى ظهور حاضنة اجتماعية «لطائفية سنية» أخرى نما فيها تنظيم القاعدة، ثم داعش، اللذان ارتكبا جرائم مشينة ضد شيعة العراق قتلًا وذبحًا وتفجيرًا.

وقد شكل سنة العراق وقود مقاومة الأمريكان، ليس فقط لأنهم قوات محتلة، إنما لأنهم أخرجوهم من السلطة (أو هكذا أدركوا الأمر)، فخاض قادة النظام البعثى القديم الذين تم اجتثاثهم حربًا ضروسًا ضد الوجود الأمريكى حتى لو كانت تحت رايات جماعات التطرف والإرهاب، فالهدف المعلن هو مقاومة المحتل، والهدف الحقيقى هو الانتقام ممن أخرجهم من السلطة، فى حين تحالفت الأحزاب الشيعية مع الولايات المتحدة، لأنها اعتبرتها هى التى مكنتها من الحكم، أو كما قال حاكم العراق بعد الغزو بول بريمر: «لقد أنهينا حكم الأقلية السنية الممتد منذ ألف عام».

وتدور السنوات وتتغير لعبة الكراسى الموسيقية، وتبدأ الأحزاب الشيعية التى سبق أن دعمتها أمريكا فى الدخول فى مواجهات معها، خاصة عقب تصاعد المواجهة بين أمريكا وإيران.

وجاء يوم اجتماع البرلمان العراقى عقب اغتيال قاسم سليمانى ليهتف نواب هذه الأحزاب «كلا.. كلا أمريكا»، وأصدروا توصية للحكومة بضرورة انسحاب القوات الأمريكية، فى حين غاب فيه معظم النواب السنة والأكراد عن الجلسة، حتى إن رئيس البرلمان وصف القرار بأنه قرار شيعى وليس وطنيًّا، وأن قطاعًا واسعًا من السنة تمسك ببقاء أمريكا خوفًا من الأحزاب الشيعية.

تحولات المشهد العراقى تعنى أن التناقضات والعداوات بين فرقاء الساحة السياسية والمجتمعية أعمق من خلافاتهم مع قوى خارجية، وهو فى الحقيقة تكرر فى بلاد عربية أخرى مثل سوريا وليبيا واليمن، وهو وضع مقلق ومأساوى، ولا يمكن أن يؤدى إلى تقدم عربى حقيقى دون حد أدنى من التوافق الداخلى.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أمريكا والعراق أمريكا والعراق



GMT 13:02 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

اعترافات ومراجعات (51) الهند متحف الزمان والمكان

GMT 12:54 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

حسابات المكسب

GMT 12:51 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

منير وشاكوش وحاجز الخصوصية!

GMT 12:47 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

الضربة الإيرانية

GMT 06:18 2024 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

سفير القرآن!

GMT 00:49 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

محمد ثروت ينضم لـ«عصابة المكس» بطولة أحمد فهمي
  مصر اليوم - محمد ثروت ينضم لـ«عصابة المكس» بطولة أحمد فهمي

GMT 09:48 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

أستون فيلا ضيفًا على فولهام في الدوري الإنجليزي

GMT 23:11 2020 الثلاثاء ,08 أيلول / سبتمبر

البورصة العراقية تغلق التعاملات على تراجع

GMT 10:11 2020 الإثنين ,24 آب / أغسطس

عبد السلام بنجلون يتعافى من كورونا

GMT 20:36 2020 الأربعاء ,22 تموز / يوليو

حصيلة وفيات كورونا في المكسيك تتخطّى 40 ألفاً
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon