توقيت القاهرة المحلي 00:42:52 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ماذا حدث للمصريين؟!

  مصر اليوم -

ماذا حدث للمصريين

بقلم : عمرو الشوبكي

المجموعات المغلقة على «واتس آب» والصفحات الخاصة على «فيسبوك» المخصصة للسكان أو أصحاب المصالح المشتركة تصلح أن يكون محتواها مادة خصبة لجزء جديد من رائعة جمال حمدان «شخصية مصر» أو إضافة لما طرحه فى كتب عدة الراحل جلال أمين تحت عنوان «ماذا حدث للمصريين؟!».

بهذا التساؤل الاستنكارى بدأ أحد أعضاء صفحة من صفحات «فيسبوك» المخصصة لبحث مشكلات سكان إحدى المدن الجديدة تدوينته. فى المدينة التى تعانى- رغم روعة تصميمها- مشكلات جمة بسبب فوضى كاملة للسير فى الشوارع التى اعتبرها الكثيرون من السكان ساحة للسيارات المتصادمة واستباحوا شوارعها، حيث السير العكسى حرية شخصية وإيقاف السيارات فى الممنوع حق من الحقوق، وغيرها من عشوائية البعض فى ترك الأبناء يلعبون ويصرخون فى الحدائق العامة على مدار ساعات النهار والليل، لم يجد العضو سوى أسطر من التهديد والوعيد لكل من تسول لها نفسها أن تخرج من باب بيتها وهى لا ترتدى ما ترتديه فى صلاتها.

دعك عزيزى القارئ من أن الصفحة ليست دينية، وأن الصفحة فيها أعضاء مسلمون بأشكالهم وأنواعهم ومسيحيون وربما منتمون لمعتقدات أخرى فهذا ليس مربط الفرس، ولكن أن يرى الساكن أن المشكلة الكبرى هى الفتيات والسيدات اللاتى يخرجن من بيوتهن وهن لا يرتدين ملابس يعتبرها مطابقة لمقاييس «الأيزو» كما تتراءى له، فهذا يحتاج إلى تحليل وتفسير.

وما يحتاج إلى تحليل وتفسير كذلك هو ردود فعل عدد كبير من بقية السكان أعضاء الصفحة الذين أمطروه ثناء ودعاء على ذكوريته الفذة وإيمانه العميق اللذين نضحا طهارة ونقاء على الصفحة. دعك كذلك عزيزى القارئ من أن تعليمات إدارة الصفحة تنص على عدم إقحام الدين أو السياسة فى التدوين. التدين حلو مفيش كلام، لكن الأحلى منه أن يكون المتدين متسقاً مع ذاته محترماً حقوق الآخرين غير حاشر أنفه فيما يرتدون، والأهم أن يكون تدينه متكاملاً. فأن تلتزم إحدانا ارتداء العباءة الفضفاضة وغطاء الرأس ثم تقود سيارتها عكس الاتجاه لأن الدين لم يذكر السير العكسى باعتباره من الموبقات، فهذا تدين منتقص. وأن يحرص الأب على أن يصلى فى المسجد الصلوات الخمس ولا يرضى بـ«شكراً» فى قاموسه طالما هناك «جزاك الله خيرًا» ولا يرد على «صباح الخير» لأن تحية الإسلام هى «السلام عليكم» ثم يترك أطفاله يصرخون فى الحدائق ويخلعون الأشجار ويقذفون الجيران بالحجارة على سبيل اللعب فهذا تدين منتقص.

التدين الشديد الذى تنضح به المجموعات العنكبوتية حيث مئات القصص التى تبدأ بـ«جاء أعرابى ذات يوم»، وآلاف الروايات عن مارتينا التى سمعت أحدهم يقرأ القرآن فأشهرت إسلامها فى التو واللحظة، وملايين الأدعية فى «الجمعة المباركة» لا تتسق ومنظومة السلوك السائدة فى الشارع. نحتاج بحثًا معمقًا للبدء فى الإجابة عن سؤال «ماذا حدث للمصريين؟».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ماذا حدث للمصريين ماذا حدث للمصريين



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

الملكة رانيا تتألق بإطلالة جذّابة تجمع بين الكلاسيكية والعصرية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 16:37 2024 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

زينة تضع شروطاً للبطولة الجماعية
  مصر اليوم - زينة تضع شروطاً للبطولة الجماعية

GMT 17:22 2018 السبت ,13 كانون الثاني / يناير

اتحاد الكرة يرفض دفع مستحقات فتح الله المتأخرة

GMT 06:38 2016 الجمعة ,26 شباط / فبراير

انجي المقدم تكشف أحداث دورها في مسلسل "سقوط حر"

GMT 09:27 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

تونس تسترد قطعا أثرية نقدية من النرويج

GMT 01:00 2021 السبت ,10 إبريل / نيسان

441 مليون دولار صادرات بترولية مصرية مطلع 2021

GMT 04:02 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

أبرز إطلالات شتوية رائعة من وحي هايلي بيبر

GMT 22:11 2021 الأحد ,24 كانون الثاني / يناير

طريقة عمل الرواني باحترافية

GMT 19:43 2021 الإثنين ,11 كانون الثاني / يناير

يوفنتوس الإيطالي يقترب من أولى صفقاته الشتوية

GMT 08:56 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

أوزيل يقترب من الانضمام لـ دي سي يونايتد الأمريكي

GMT 15:47 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

حقيقة ظهور حالات إنفلونزا الطيور في محافظات مصر

GMT 06:57 2020 الخميس ,31 كانون الأول / ديسمبر

تشير الأوضاع الفلكية الى انشغالات عديدة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon