توقيت القاهرة المحلي 03:39:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

القوة المقابلة

  مصر اليوم -

القوة المقابلة

بقلم:عمرو الشوبكي

«إسرائيل لا تعرف إلا لغة القوة».. مقولة قديمة رددها كثيرون فى العالم العربى، وبالقطع أثبتت الأيام أن القوة ليست أساسا القوة العسكرية إنما القوة السياسية والاقتصادية، والحضارية، والتأثير الإقليمى، والدولى.

والحقيقة إنه بعد كل الجرائم التى ارتكبتها إسرائيل بحق المدنيين فى غزة والممارسات اللاإنسانية التى قامت بها من تجويع وحصار وتدمير متعمد للبنية التحتية المدنية، فهل يمكن أن تتوقف أو بالأحرى هل يمكن ردعها؟

الحقيقة لا يمكن أن يتم ذلك إلا فى حالة نجاح المجتمع الدولى فى الضغط على إسرائيل لكى تلتزم باتفاق وقف إطلاق النار وتنفذ المرحلة الثانية من خطة ترامب وهو ما لن يتم دون فعالية عربية وتحرك أمريكى.

والحقيقة أن أحد أسباب ضعف القوة المقابلة لإسرائيل يرجع إلى حركة المقاومة نفسها، فهو أمر نادر الحدوث أن نجد حركة مقاومة مثل حماس لا يستطيع قادة جناحها السياسى التواصل الدقيق مع جناحها العسكرى حتى يحسبوا بشكل دقيق تداعيات عملية عسكرية بحجم 7 أكتوبر، التى لم يعرف قادة الجناح السياسى موعدها، وحتى المظاهرات الداعمة للشعب الفلسطينى ليس لها علاقة بقادة حركة حماس السياسيين، على عكس تجارب حركات التحرر الوطنى التى كان لقادتها السياسيين حضور فى كل دول العالم من منظمة التحرير الفلسطينية مرورا بجبهة التحرير الجزائرية وانتهاء بالمؤتمر الوطنى الإفريقى الذى قدم قائدة نيلسون مانديلا نموذجا ملهما فى هذا التداخل العضوى بين السياسى والعسكرى وهو صاحب الجملة الشهيرة: «اتحدوا! وجهزوا! وحاربوا! إذ ما بين سندان التحرك الشعبى، ومطرقة المقاومة المسلحة، سنسحق الفصل العنصرى» وهو ما حدث.

إن ترك الخيار العسكرى يقرر تقريبا منفردا خيارات حركة مقاومة لم يحدث تقريبا إلا مع حركة حماس لاعتبارات كثيرة تتعلق ببنيتها العقائدية واستهداف إسرائيل لها وتعمق الانقسام الفلسطينى، كما أن من اختاروا المسار السياسى نتيجة نضال مسلح وشعبى على يد منظمة التحرير تحولوا بعد أن أصبحوا سلطة إلى جهة مراقبة وإدانة لأى تحركات مسلحة لفصائل المقاومة ولم يحاولوا ترشيد تحركاتها وضع استراتيجية لإنهاء الانقسام الفلسطينى.

ردع إسرائيل احتاج إلى فعل عسكرى وسياسى متداخلين بشكل عضوى، ولكنه حاليا يحتاج للقوة المدنية والسياسية والحملات القانونية بعد انكسار القدرات العسكرية لفصائل المقاومة المسلحة.

سيختبر وزن القوة المقابلة لإسرائيل إذا ظهرت قيادة فلسطينية جديدة تتجاوز انقسام فتح وحماس، وإذا استمر تحرك العالم العربى الداعم لوقف الحرب واستكمال الانسحاب الإسرائيلى، كما يجب أن يستمر الضغط الدولى وأصوات الضمير فى تحركها من أجل الضغط على حكومتها لتكريس وضع إسرائيل كدولة منبوذة خارج القانون والشرعية الدولية.

أوراق القوة لن تكون بالحسرة على سلاح المقاومة الذى انكسر إنما ببناء سلاح مدنى جديد يوثق كل جريمة ارتكبت بحق الإنسانية فى قطاع غزة حتى لا تمر دون حساب.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

القوة المقابلة القوة المقابلة



GMT 20:59 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

فعلًا “مين الحمار..”؟!

GMT 11:07 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

الشيخان

GMT 11:05 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

مستقبل الردع الأميركي تقرره روسيا في أوكرانيا

GMT 11:03 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

لماذا الهُويّة الخليجية؟

GMT 10:58 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

هل تعود مجوهرات اللوفر المسروقة؟

GMT 10:51 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

البابا ليو: تعلموا من لبنان!

GMT 10:48 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

الطبع الأميركي يغلب التطبع!

GMT 10:27 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

من «ضد السينما» إلى «البحر الأحمر»!!

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين

GMT 18:12 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الشرطة المصرية تستعرض قوتها أمام الرئيس السيسي

GMT 22:53 2020 السبت ,25 إبريل / نيسان

إطلالات جيجي حديد في التنورة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt