توقيت القاهرة المحلي 12:56:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

معركة حفتر

  مصر اليوم -

معركة حفتر

بقلم : عمرو الشوبكي

تقدم القائد العسكرى الليبى خليفة حفتر نحو العاصمة الليبية طرابلس وحاصرها منذ ما يقرب من شهر وفشل فى دخولها رغم قسوة المعارك، لأنه نسى أو تناسى أن الحل السياسى يسبق الحل العسكرى.

لقد سيطرت قوات حفتر على موانئ النفط ومناطق الهلال النفطى فى عدة مدن بين بنغازى وسرت، وبذلك يكون سيطر على عصب الاقتصاد الليبى، بما يعنى امتلاكه قوة اقتصادية وعسكرية كبيرة.

وقد ساعدت القوة العسكرية والاقتصادية والدعم الإقليمى لحفتر على اتخاذه قرار الهجوم على طرابلس، ولكنه افتقر للمشروع السياسى الحاضن أى تحرك عسكرى، والذى كان يستلزم عمل تفاهمات مع قبائل وأطراف ليبية عديدة داخل طرابلس وخارجها حتى يستطيع تحويل معركته العسكرية من معركة دموية يسقط فيها مئات المدنيين وتدمر فيها أحياء كاملة، إلى فتح ناعم لطرابلس يواجه فقط القوى التكفيرية والإرهابية ويدعمه أغلب السكان.

امتلك حفتر قوة عسكرية على الأرض، ونظريا هو يحمل شعار بناء الدولة الوطنية، ولكنه للأسف لم يهتم به أحد واكتفى بالحسم العسكرى الذى من الصعب حدوثه.

صحيح هناك مؤشرات كثيرة تقول إن الواقع المحلى الليبى يقول إن مشروع حفتر العسكرى هو الأقرب ليكون بديلا لنظام القذافى الذى سقط دون أن يختفى من الواقع بالرهان على بناء مؤسسات الدولة، ولكن يحمل مشروعًا سياسيًّا وليس فقط عسكريًّا.

يمكن النظر لمشروع حفتر على أنه صناعة محلية بالكامل، فهو خليط من صورة محسنة تمامًا لنظام القذافى مع صورة العسكرى البطل الذى يقاتل الأعداء والإرهابيين، وقد نجح حفتر فى إعادة بناء الجيش الوطنى الليبى، الذى يعد أكبر قوة مسلحة فى ليبيا (تقترب من نصف هذه القوى) ولكن ليس بصورة مؤسسية واحترافية كاملة، فلايزال يضم بداخله ميليشيات سلفية وغير سلفية بعيدة عن تقاليد الجيوش المحترفة والنظامية، فى حين تنقسم باقى القوى بين تنظيم داعش الإرهابى والفصائل المسلحة التى تدعمه، وميليشيات البيان المرصوص التى تؤيد حكومة السراج ومعها فصائل أخرى، بما يعنى أنه لا يمكن لقوات حفتر بمفردها أن تسيطر على ليبيا دون غطاء سياسى وتفاهمات داخلية.

يحتاج حفتر لما هو أكبر من الدعم العسكرى، أى مشروع سياسى متكامل (لايزال غائبا)، إلا أن التعامل معه يجب أن يكون أيضا فى إطار النظر لمفهوم التغيير بعد تجارب الثورات العربية، وأهمية أن يكون من داخل النظام أو عبر «الرجل الجسر» بين النظام القديم والجديد، وأن حفتر يمثل فرصة لإعادة بناء جيش وطنى قوى قادر على دحر الإرهاب، ولكن عليه أن يبنى مشروعا وتيارا سياسيا يفتح الباب لعملية سياسية وانتقال ديمقراطى، ويكتفى هو بدور القائد العسكرى وليس بالضرورة الزعيم السياسى.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

معركة حفتر معركة حفتر



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

بلقيس بإطلالة جديدة جذّابة تجمع بين البساطة والفخامة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:49 2024 الخميس ,18 إبريل / نيسان

نصائح لاختيار العطر المثالي لمنزلكِ
  مصر اليوم - نصائح لاختيار العطر المثالي لمنزلكِ

GMT 16:13 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

"فولكس واغن" أبوظبي تُمدّد عروضها الرمضانية
  مصر اليوم - فولكس واغن أبوظبي تُمدّد عروضها الرمضانية

GMT 00:48 2020 الخميس ,28 أيار / مايو

محمد رمضان يتصدر مؤشرات محرك البحث "غوغل"

GMT 23:26 2020 الجمعة ,17 إبريل / نيسان

السنغال تُسجل 21 إصابة جديدة بفيروس كورونا

GMT 11:27 2020 الإثنين ,02 آذار/ مارس

مجلة دبلوماسية تهدى درع تكريم لسارة السهيل

GMT 12:58 2019 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

خطوات تضمن لكٍ الحصول على بشرة صافية خالية من الشعر

GMT 16:39 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

الحكومة المصرية تحصل على منح بـ 635 مليون جنيه

GMT 05:48 2019 السبت ,27 إبريل / نيسان

جوني ديب يقرر الزواج من راقصة روسية

GMT 13:34 2019 الإثنين ,14 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي لدول المتوسط يصنّف الأفضل لعام 2019
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon