توقيت القاهرة المحلي 13:01:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هاني شكرالله

  مصر اليوم -

هاني شكرالله

بقلم : عمرو الشوبكي

أنتمى لجيل عمريًا هو الجيل التالى لهانى شكرالله (بيننا تقريبا 12 عاما)، ومع ذلك عرفته وتوطدت علاقتى به حين تولى رئاسة التحرير الفعلية للأهرام ويكلى، وحين بدأت إطلالتى الأولى على العالم الخارجى من خلال الكاتبة فى «الويكلى»، وأذكر أنها أثارت جدلا وتأثيرا طوال عقدى التسعينيات وحتى بدايات الألفية الثالثة وكان لشكرالله الفضل الرئيسى فى أن ترى هذه الكتابات النور.

لقد فتح هانى الأبواب لكثيرين من أبناء جيله ولأجيال أخرى تالية دون أى حساسية أو قيود رغم أن العادة المصرية تقول إن هذا الانفتاح الجيلى لو حدث فيفضل أن يحمل فارقا مضمونا 20 أو 30 عاما وليس بين نفس الجيل أو الجيل التالى.

تجربة هانى فى الويكلى حققت نجاحا مبهرا، لأنه استثمر الهامش الذى كان موجودا فى عهد مبارك لأقصى درجة بل إنه تجاوزه فى مرات كثيرة بصورة مهنية جذابة، وتحولت الويكلى إلى صوت مصرى عاقل ومهنى يتابعه المهتمون الغربيون بالشأن المصرى والعربى.

لقد كان الحديث عن مصر ونظامها السياسى وأحزابها ومشاكل تيارات الإسلام السياسى، وواقعها الاجتماعى والثقافى هو رسالة الويكلى للعالم، وكرّس هانى لفكرة أنه إذا أردنا أن يقرأنا العالم فلا يجب أن تكون طبعة إنجليزية للأهرام مثل العربى التى تعنون المانشت الرئيسى بأخبار الرئيس وكبار المسؤولين فى اليوم السابق.

وبعد أن أنهيت دراستى فى فرنسا (كنت مراسلاً صحفياً للأهرام ويكلى فى باريس بفضل هانى شكرالله) تزاملت مع هانى فى تجربة مجلس تحرير الشروق واختلفت معه أكثر مما اتفقت دون أن نفقد احترامنا المتبادل ولا تقديرنا الشخصى ومودتنا الإنسانية.

تجربة الشروق كانت تجربة ثرية وكان رأيى منذ البداية ألا يكون هناك مجلس تحرير من 5 أشخاص كما جرى فى بدايات التجربة، إنما يجب اختيار شخص واحد كرئيس تحرير ومعه مدير تحرير يتفاهم معه، ومع ذلك ظلت الشروق واحدة من أهم تجارب الصحافة المستقلة فى مصر.

هانى شكرالله شخص موهوب ومهنى ومحترم، ومع ذلك لم يكن له دور فى إدارة أى عمل صحفى السنوات الأخيرة، ولكن وجوده حولنا وحمله «كارنية النقابة» وهو ليس طبالا ولا شتاما ولا تافها، أعطى أملاً لكثيرين أن «نموذج هانى» موجود حتى لو حاول البعض أن يخفيه أو يهمشه.

فى هذا الزمن هناك نماذج قد تتناقض (وليس فقط تختلف) فى التفاصيل والتوجهات والخبرات السياسية، ولكنها تتفق فى منظومة القيم الأساسية التى هى فى أى مجتمع صحى بديهية أى المهنية والاحترام وعدم قول عكس قناعاتك حتى لو وقفت الدنيا كلها ضدك.

هانى شكرالله كان من هؤلاء، أضف إلى ذلك موهبته وذكاءه وثقافته الواسعة فتصبح خسارتنا فيه كبيرة.. الله يرحمك ياهانى «هتوحشنا».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هاني شكرالله هاني شكرالله



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

GMT 06:56 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

شهر مناسب لتحديد الأهداف والأولويات

GMT 14:29 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

مؤمن زكريا يتخلّف عن السفر مع بعثة الأهلي

GMT 05:35 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

شوبير يفجر مفاجأة حول انتقال رمضان صبحي إلى ليفربول

GMT 13:45 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

ماكينات الـ ATM التى تعمل بنظام ويندوز XP يمكن اختراقها بسهولة

GMT 02:15 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على سعر الدواجن في الأسواق المصرية الجمعة

GMT 17:17 2017 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الوطني يصل السعودية لأداء مناسك العمرة

GMT 16:08 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

اكتشاف تابوت يحوي مومياء تنتمي للعصر اليوناني الروماني
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon