توقيت القاهرة المحلي 13:45:54 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مطربو المهرجانات

  مصر اليوم -

مطربو المهرجانات

بقلم : عمرو الشوبكي

قرار نقيب الموسيقيين بمنع مطربى المهرجانات من الغناء فى أعقاب حفلة حاشدة رعتها الدولة فى استاد القاهرة بدا غريبًا ومتناقضًا، ليس بسبب تعاطفى مع ما يقدمه هؤلاء، فجميعهم لم أسمع عنهم إلا من خلال تصريح شارد لواحد أو فضيحة مستفزة لآخر، إنما لكون قرار المنع لن يحل المشكلة، بل ربما سيفاقمها وسيحول دور النقابة من مدافع عن حقوق الفنانين، وداعم للفنون الراقية، إلى سلطة أمنية تمنع وتحجب دون أى سند قانونى إلا اعتبار ما يقدمه هؤلاء المطربون ليس مطابقًا لذوق من يديرون النقابة وكثير من المصريين.

والحقيقة أن التصور السطحى بأن منع مطربى المهرجانات من الغناء سيعنى اختفاء ما يسمى الفن الهابط أمر لا علاقة له بالحقيقة، وهو يفكرنا بقصة تجديد الخطاب الدينى بقرار فوقى، أو القول مثلًا بأن حرق كل كتب التطرف سيعنى انتهاء التطرف، وكأن القضية هى فقط فى وجود كتب فاسدة أو أفراد أشرار أو فنانين منحرفين، ومنعهم سيحل المشكلة.

اختارت النقابة اللقطة ولم تركز فى المضمون، فمَنْعُ مطربى المهرجانات لن يعنى أن الشعب سيعود إلى الموسيقى الكلاسيكية، وسيقف بالطوابير أمام دار الأوبرا وسيرجع يشاهد البالية، ولن يسمع إلا أم كلثوم وعبدالوهاب وفريد وعبدالحليم وفيروز، وسيعتبر الشباب هم ماجدة الرومى، ولو انحرفوا قليلا سيسمعون عمرو دياب، فالذوق العام لن يتغير إذا مُنعوا من الغناء، لأن هذا لا يعنى اختفاء البيئة الاجتماعية والسياسية والثقافية التى أفرزتهم.

إن قوة فن أم كلثوم وخلوده أنه عبر الطبقات الاجتماعية، فمن الصعب اعتباره فن الطبقة البرجوازية أو الطبقات الشعبية أو الطبقة الوسطى، إنما هى نجحت (مع آخرين) ممن اعتبروا رموز الفن الراقى فى أن يصلوا لوجدان مختلف الشرائح الاجتماعية من الريف إلى المدن ومن الزمالك إلى بولاق أبوالعلا دون أن يعنى ذلك إلغاء كثير من الأغانى التى تعتبر الآن هابطة.

المطلوب ليس منع مطربى المهرجانات، إنما أن ترعى الدولة نماذج فنية أخرى كما فعلت فى فترات سابقة، وأن تحيى مرة أخرى الأوبرا، وتشيد فى عواصم المحافظات مسارح جديدة مثل أوبرا دمنهور وتدعم فرق الموسيقى العربية ونماذج فنية أخرى غير فنانى الحشيش والخمور، وهو ما يتطلب دعم نمط ثقافى وفنى مختلف يحتاج لسياسة أخرى غير قرارات المنع والحظر.

علينا أن نعترف بأن المجتمع المصرى مثل كل مجتمعات الدنيا متنوع الأذواق والأجيال، فهناك أذواق التمرد والرفض عند شباب كثيرين، وهناك أذواق محافظة لا ترى إلا نماذج الفن والزمن الجميل فى القرن الماضى، وهناك غناء المهمشين وأصحاب المزاج، وهى كلها ألوان علينا تقبلها، والمطلوب أن تختار الدولة إلى أى لون تنحاز دون أن يعنى ذلك إلغاء الآخرين.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مطربو المهرجانات مطربو المهرجانات



GMT 13:02 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

اعترافات ومراجعات (51) الهند متحف الزمان والمكان

GMT 12:54 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

حسابات المكسب

GMT 12:51 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

منير وشاكوش وحاجز الخصوصية!

GMT 12:47 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

الضربة الإيرانية

GMT 06:18 2024 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

سفير القرآن!

بلقيس بإطلالة جديدة جذّابة تجمع بين البساطة والفخامة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:49 2024 الخميس ,18 إبريل / نيسان

نصائح لاختيار العطر المثالي لمنزلكِ
  مصر اليوم - نصائح لاختيار العطر المثالي لمنزلكِ

GMT 03:24 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

"الثعابين" تُثير الرعب من جديد في البحيرة

GMT 22:38 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

نادي سموحة يتعاقد مع محمود البدري في صفقة انتقال حر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon