توقيت القاهرة المحلي 12:18:52 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الحزبان

  مصر اليوم -

الحزبان

بقلم : عمرو الشوبكي

تنقسم الحياة السياسية الأمريكية بين حزبين كبيرين عبّرا عن رؤيتين مختلفتين لسياسات الداخل والخارج.. صحيح أن كثيرًا من دول العالم، ومنها مصر، لم يرَ فروقات جوهرية بين الحزبين، واعتبرهما وجهين لعملة واحدة حتى مجىء ترامب الذي نال تأييد البعض في بلادنا رغم أن خطابه يحمل عداءً وكراهية لكل من هو خارج العرق الأمريكى الأبيض.

والحقيقة أن السياسة الأمريكية لا تصنعها فقط أو أساسًا الخيارات السياسية الكبرى للحزبين، إنما المؤسسات الأمريكية الراسخة والمصالح التي تأتى كثيرًا على حساب المبادئ، خاصة في السياسة الخارجية. وقد اتضح الفارق الكبير بين توجهات الحزبين عقب حكم ترامب بكل ما مثّله من تطرف وعنصرية وسوء أداء وكراهية للعلم، أي أنه لم يمثل أفضل ما في طبعة الحزب الجمهورى الذي لايزال في جعبته الكثير ليقدمه في الانتخابات القادمة للشعب الأمريكى.. ولذا بدا لافتًا تعيين بايدن «ريما دودين» كأول أمريكية من أصل عربى (فلسطينى) كموظفة داخل البيت الأبيض رسالة رمزية تؤكد احترام التنوع العرقى والدينى، وتمثل رسالة لكثير من دول العالم بأن الإدارة الجديدة منفتحة على الأعراق المختلفة وتحترم التنوع الثقافى الموجود داخل أمريكا، وأن فرص الجميع في الصعود داخل المنظومة السياسية التي يقودها الحزب الديمقراطى مضمونة، على عكس إدارة ترامب وفريقه الرئاسى الذي لم يضم إلا «أمريكيين بيض». الحزب الديمقراطى يحاول تجسيد الفكرة الليبرالية الأمريكية (فى بلد صنعه مهاجرون)، التي هي مصدر قوة النموذج الأمريكى، وتقوم على أنه يمكن دمج أي إنسان في المنظومة السياسية الأمريكية بصرف النظر عن عرقه ودينه طالما التزم بالدستور والقانون، وهنا سنجد الأمريكيين من أصل إفريقى ولاتينى وعربى جزءًا ظاهرًا من إدارة بايدن، ويعكس التنوع الموجود في أمريكا الذي حاول ترامب أن يختزله لصالح «تفوق العرق الأبيض». هذا النسق يمثل رسالة للعالم فيما يتعلق بحقوق الأقليات والمساواة بين الرجل والمرأة وعدم التمييز بين الناس على أساس الدين والعرق والأصل الطبقى، وهى عكس القيم التي روّج لها ترامب على مدار 4 سنوات ورددها البعض في بلادنا، في حين أنها تمثل أكبر ضرر للأقليات والمرأة والشباب. ومع ذلك لايزال الجمهوريون لديهم خطاب مقبول في قطاعات واسعة من الشعب الأمريكى، وأنه مازالت قضية وضع قيود على دخول المهاجرين أولوية لدى التيار الأمريكى المحافظ، كما أن رفض سياسات العولمة وكثير من السياسات الليبرالية جعل هناك شعبية للحزب الجمهورى داخل المدن الصغرى والريف. لايزال الحزب الجمهورى يحصل على أغلبية أصوات الرجال البيض فوق 45 عامًا وبنسبة تزيد بحوالى 20% عن الحزب الديمقراطى، في حين يتقدم الأخير عن الحزب الجمهورى لدى كل الأقليات العرقية والنساء والشباب، وهو ما يجعل الانقسام السياسى بين الحزبين مستمرًا لعقود قادمة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحزبان الحزبان



GMT 07:42 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

الصفحات الصفراء

GMT 11:03 2024 الإثنين ,18 آذار/ مارس

البابا شنودة... من حكايا المحبة (٢)

GMT 10:57 2024 الإثنين ,18 آذار/ مارس

حرية الصحافة!

GMT 10:54 2024 الإثنين ,18 آذار/ مارس

أشغال شقة (الكوميديا) الطازجة!

GMT 10:51 2024 الإثنين ,18 آذار/ مارس

أظرف ما فى الموضوع

الملكة رانيا تُعيد ارتداء إطلالة بعد تسع سنوات تعكس ثقتها وأناقتها

القاهرة - مصر اليوم

GMT 09:41 2019 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

"قطة تركيّة" تخوض مواجهة استثنائية مع 6 كلاب

GMT 09:12 2020 الثلاثاء ,07 إبريل / نيسان

هاشتاج مصر تقود العالم يتصدر تويتر

GMT 12:10 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

رفيق علي أحمد ينضم إلى فريق عمل مسلسل "عروس بيروت"

GMT 03:39 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

مادلين طبر تؤكد أن عدم الإنجاب هي أكبر غلطة في حياتها

GMT 18:39 2020 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

التفاصيل الكاملة لحريق شقة الفنانة نادية سلامة.

GMT 05:47 2019 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على سعر الجنيه المصري مقابل الدينار الاردني الأحد

GMT 13:22 2019 الأربعاء ,27 آذار/ مارس

قائمة "نيويورك تايمز" لأعلى مبيعات الكتب

GMT 20:50 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

مقلوبة لحم الغنم المخبوزة في الفرن
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon