توقيت القاهرة المحلي 10:12:43 آخر تحديث
  مصر اليوم -

جريمة الدوران الحر

  مصر اليوم -

جريمة الدوران الحر

بقلم : عمرو الشوبكي

مدهشة تلك الفلسفة الكارثية التي حكمت نظامنا المرورى منذ نهايات عهد الرئيس مبارك، وتعمقت في السنوات الأخيرة وعُرفت باسم الدوران الحر.لقد ظلت مصر طوال تاريخها الحديث تعرف شوارع طبيعية بها أرصفة وإشارات مرور وميادين مثل باقى خلق الله، صحيح أنها لم تكن نظيفة تماما مثل البلاد المتقدمة، وصحيح أيضا أن إشارات المرور لم يحترمها كثير من الناس، ولكن في النهاية كانت هناك قاعدة تحكم حركة البشر والسيارات، حتى اخترعت الحكومة المصرية نظامًا مروريًّا غير موجود في أي مكان في العالم، وانتشر كالسرطان في شوارعنا ومياديننا ويسمى «الدوران الحر»، ويقوم على إلغاء التقاطعات والميادين، ونقل دوران السيارات كيلومترات للإمام (بدلا من استخدام إشارة المرور)، حتى يسعدك الحظ لتجد دورانا يرجعك كيلومترات أخرى حتى تصل لمقصدك.

وانتقل هذا النظام من الطرق السريعة إلى معظم الميادين والشوارع، حتى استوطن مؤخرًا في مصر الجديدة، ونسى القائمون عليه أو تناسوا أن في البلد مشاة يستحقون إشارات مرور ومكانًا آمنًا للعبور، فلم تهتم الدولة إلا بتأمين الطرف الأقوى في المعادلة، أي صاحب السيارة، كما أنه رحّل مشكلة الزحام ولم يحلها، ونقلها من الميادين إلى نقطة أبعد قليلًا تتكدس عندها السيارات قبل أن تدور نصف دورة وتعاود السير.

إن حق المشاة في مكان عبور آمن يعنى حق المواطن وقيمته، وهو الذي يجب أن تنطلق منه أي مشاريع للتطوير المرورى.

إن جريمة الدوران الحر التي فجرت غضب مواطنين كُثر في حى مصر الجديدة بعد التشويه الذي أصابه، وبعد أن تفتق ذهن المسؤولين عن فكرة وهمية هي التعامل مع السيولة المرورية في حى سكنى وكأنه طريق سريع (Highway) وهى في حد ذاتها جريمة جنائية، وأن يكون ردهم أن على السكان تدبر حالهم بعمل كبارى للمشاة من أموال رجال الأعمال، وهو أمر يعكس نمطًا مشوهًا من التفكير، وحالة جهل بأبسط قواعد التطوير العمرانى الذي يجب أن ينطلق من أولويات السكان، لا أن يفرض عليهم ليس فقط نمط تطوير لا يرغبون فيه، إنما أيضا يعرّض حياتهم للخطر اليومى، ويقول لهم تصرفوا أنتم!! (توفى 10 أشخاص نتيجة حوادث سيارات منذ بدء العمل في كبارى مصر الجديدة).

إن منطق الدوران الحر هو منطق الموظف الخائب الذي يُرحّل المشكلات للموظف التالى ولا يرغب في مواجهتها، فمواجهة مشكلات المرور ستكون بإشارة مرور وبأماكن آمنة لعبور المشاة، ولو قرر أحد المسؤولين ألا يكتفى برؤية مصر الجديدة وزار جامعة القاهرة سيكتشف حجم الكارثة التي تسبب فيها نظام الدوران الحر، سواء في زيادة الاختناق المرورى، أو إهانة الطلاب وشباب الأساتذة الذين لا يملكون سيارات بطريقة عبور عشوائية للشارع، رغم أن عددهم عشرات الآلاف.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جريمة الدوران الحر جريمة الدوران الحر



GMT 07:42 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

الصفحات الصفراء

GMT 11:03 2024 الإثنين ,18 آذار/ مارس

البابا شنودة... من حكايا المحبة (٢)

GMT 10:57 2024 الإثنين ,18 آذار/ مارس

حرية الصحافة!

GMT 10:54 2024 الإثنين ,18 آذار/ مارس

أشغال شقة (الكوميديا) الطازجة!

GMT 10:51 2024 الإثنين ,18 آذار/ مارس

أظرف ما فى الموضوع

الملكة رانيا بإطلالات شرقية ساحرة تناسب شهر رمضان

عمان ـ مصر اليوم

GMT 02:02 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

الملكي يتقدم 1-0 قبل نهاية الشوط الأول ضد ألكويانو

GMT 10:15 2021 الإثنين ,18 كانون الثاني / يناير

للمرة الثانية أسبوع الموضة في لندن على الإنترنت كلياً

GMT 14:16 2021 الأحد ,03 كانون الثاني / يناير

الحكم في طعن مرتضى منصور على حل مجلس الزمالك

GMT 09:20 2020 الأحد ,13 كانون الأول / ديسمبر

طريقة لتبييض الأسنان ولإزالة الجير دون الذهاب للطبيب

GMT 08:52 2020 السبت ,24 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار العملات الأجنبية مقابل الجنيه المصري اليوم السبت

GMT 02:02 2020 الأربعاء ,14 تشرين الأول / أكتوبر

مصر على أتم الاستعداد لمواجهة أى موجة ثانية لفيروس كورونا

GMT 09:09 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

حسام حسني يؤكد لو تم علاج ترامب في مصر لكان شفائه أسرع

GMT 14:47 2020 الأربعاء ,09 أيلول / سبتمبر

أستون فيلا يعلن عن تعاقده مع أغلى صفقة في تاريخه

GMT 04:36 2020 الخميس ,20 شباط / فبراير

ابن الفنان عمرو سعد يكشف حقيقة انفصال والديه

GMT 04:46 2019 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

هنا الزاهد بإطلالة جريئة في أحدث ظهور لها

GMT 09:51 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

"أدنوك أبوظبي" يحتفل باليوم الوطني للإمارات

GMT 18:05 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

"ويفا" يُعلن طرح مليون تذكرة إضافية لجمهور "يورو 2020"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon