توقيت القاهرة المحلي 13:30:04 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أمريكا وإيران

  مصر اليوم -

أمريكا وإيران

بقلم : عمرو الشوبكي

اغتالت الولايات المتحدة أحد القادة الإيرانيين الكبار، وهو قاسم سليمانى، وانتفضت إيران ضد اغتيال الرجل وتوعد قادتها برد مزلزل، انتهى بإطلاق صواريخ على قواعد أمريكية فى العراق، لم يسفر عن سقوط قتلى أو مصابين، إنما فقط خسائر مادية.

وقد فتح الرد الإيرانى شهية الكثيرين فى العالم العربى للحديث عن الاتفاق المسبق بين إيران وأمريكا، وكيف أنهما يُظهران العداء، وفى الواقع يبطنان التنسيق والتفاهم على تقسيم العالم العربى واستغلاله، واعتبر كثيرون أن القنوات السرية المفتوحة بين الغرب وإيران ترجع إلى وجود مؤامرة كونية على العرب، أبطالها كل دول العالم تقريبًا، وعلى رأسها إيران، وهناك من يتصور أن حسابات المكسب والخسارة التى تحكم أى رد فعل إيرانى ضد أمريكا يرجع إلى تحالف سرى بينهما، يستهدف العرب دون غيرهم من دول العالم.

والحقيقة أن إيران مثل أمريكا، تحسب بالورقة والقلم نتائج أى مواجهة عسكرية، ليس بسبب أى نظرية تآمرية، إنما ببساطة لأن إيران تأكدت بما لا يدع مجالًا للشك (وبعيدًا عن الخطاب الثورى والانتقامى الذى ردده قادتها) أن أمريكا ستضرب بالفعل 52 هدفًا إيرانيًا وستدمر قوتها العسكرية وستجعلها فى وضع أسوأ بكثير مما كانت عليه أثناء الحرب مع العراق، فكان ردها محسوبًا.بالمقابل، فإن أمريكا اختارت أن تغتال سليمانى وهو فى العراق وليس فى إيران، وبعد أن تيقنت أنه ينوى استهداف مزيد من المصالح الأمريكية، فاغتالته وفق قواعد محددة للصراع بين الجانبين.

والحقيقة أن قضية «الصراع المحكوم» أو «الصراع غير الصفرى» هى لغة العالم فى إدارة معظم صراعاته عقب الحرب العالمية الثانية، فهناك صراع دموى طاحن فى سوريا، وفى الوقت نفسه هناك طاولة مفاوضات بين الدول الراعية لهذا الصراع، أى إيران وتركيا وروسيا، وفى ظل غياب عربى كامل.إيران ردت بصورة أقل بكثير من خطابها المعلن، ولكنه يعبر عن توازن القوى الحقيقى، فهى لم تتفرج على قتل سليمانى، لأن لديها أوراق قوة وضغط، ولم تتهور فى هذا الرد.

الفارق بين مشهد الصراع الأمريكى الإيرانى، وبين الأولى وصدام حسين، ليس فى نظرية المؤامرة والاتفاقات السرية، إنما فى امتلاك إيران لقوة حقيقية تتجاوز الشعارات المعلنة، وأيضًا امتلاكها أذرعًا مؤثرة فى 4 دول عربية رئيسية، هى سوريا والعراق ولبنان واليمن، وهو على عكس صدام حسين حين خسر كل أوراقه وجيرانه (كل دول الخليج ومصر وسوريا) عقب غزوه للكويت، وأصبح لقمة سائغة فى أيدى القوات الأمريكية التى نقلت بسهولة آلاف الجنود فى حرب تحرير الكويت وقضت بسهولة على ما تبقى من قوته.الصراع فى العالم ليس مجرد شعارات ولا صريخًا يوميًا، إنما هو أوراق قوة وضغط، يستطيع من خلالها كل طرف أن يدير صراعاته الدولية بشكل محسوب.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أمريكا وإيران أمريكا وإيران



GMT 13:02 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

اعترافات ومراجعات (51) الهند متحف الزمان والمكان

GMT 12:54 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

حسابات المكسب

GMT 12:51 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

منير وشاكوش وحاجز الخصوصية!

GMT 12:47 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

الضربة الإيرانية

GMT 06:18 2024 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

سفير القرآن!

نجوى كرم تتألق في إطلالات باللون الأحمر القوي

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 03:33 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

عمرو يوسف يتحدث عن "شِقو" يكشف سراً عن كندة علوش
  مصر اليوم - عمرو يوسف يتحدث عن شِقو يكشف سراً عن كندة علوش

GMT 06:52 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

نظام غذائي يقضي على التهاب المفاصل بأطعمة متوافرة

GMT 03:14 2021 الجمعة ,03 أيلول / سبتمبر

شيرين رضا تنتقد التبذير في جهاز العرائس

GMT 14:30 2021 الأحد ,04 إبريل / نيسان

"مايكروسوفت" تؤجل إعادة فتح مكاتبها بالكامل

GMT 05:07 2021 الجمعة ,29 كانون الثاني / يناير

دراسة جديدة تكشف عن كمية القهوة لحياة صحية مديدة

GMT 11:21 2021 الخميس ,28 كانون الثاني / يناير

وزيرة الصحة المصرية تؤكد حرص مصر على دعم لبنان ومساندته
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon