توقيت القاهرة المحلي 01:25:38 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أمريكا وإيران

  مصر اليوم -

أمريكا وإيران

بقلم : عمرو الشوبكي

اغتالت الولايات المتحدة أحد القادة الإيرانيين الكبار، وهو قاسم سليمانى، وانتفضت إيران ضد اغتيال الرجل وتوعد قادتها برد مزلزل، انتهى بإطلاق صواريخ على قواعد أمريكية فى العراق، لم يسفر عن سقوط قتلى أو مصابين، إنما فقط خسائر مادية.

وقد فتح الرد الإيرانى شهية الكثيرين فى العالم العربى للحديث عن الاتفاق المسبق بين إيران وأمريكا، وكيف أنهما يُظهران العداء، وفى الواقع يبطنان التنسيق والتفاهم على تقسيم العالم العربى واستغلاله، واعتبر كثيرون أن القنوات السرية المفتوحة بين الغرب وإيران ترجع إلى وجود مؤامرة كونية على العرب، أبطالها كل دول العالم تقريبًا، وعلى رأسها إيران، وهناك من يتصور أن حسابات المكسب والخسارة التى تحكم أى رد فعل إيرانى ضد أمريكا يرجع إلى تحالف سرى بينهما، يستهدف العرب دون غيرهم من دول العالم.

والحقيقة أن إيران مثل أمريكا، تحسب بالورقة والقلم نتائج أى مواجهة عسكرية، ليس بسبب أى نظرية تآمرية، إنما ببساطة لأن إيران تأكدت بما لا يدع مجالًا للشك (وبعيدًا عن الخطاب الثورى والانتقامى الذى ردده قادتها) أن أمريكا ستضرب بالفعل 52 هدفًا إيرانيًا وستدمر قوتها العسكرية وستجعلها فى وضع أسوأ بكثير مما كانت عليه أثناء الحرب مع العراق، فكان ردها محسوبًا.بالمقابل، فإن أمريكا اختارت أن تغتال سليمانى وهو فى العراق وليس فى إيران، وبعد أن تيقنت أنه ينوى استهداف مزيد من المصالح الأمريكية، فاغتالته وفق قواعد محددة للصراع بين الجانبين.

والحقيقة أن قضية «الصراع المحكوم» أو «الصراع غير الصفرى» هى لغة العالم فى إدارة معظم صراعاته عقب الحرب العالمية الثانية، فهناك صراع دموى طاحن فى سوريا، وفى الوقت نفسه هناك طاولة مفاوضات بين الدول الراعية لهذا الصراع، أى إيران وتركيا وروسيا، وفى ظل غياب عربى كامل.إيران ردت بصورة أقل بكثير من خطابها المعلن، ولكنه يعبر عن توازن القوى الحقيقى، فهى لم تتفرج على قتل سليمانى، لأن لديها أوراق قوة وضغط، ولم تتهور فى هذا الرد.

الفارق بين مشهد الصراع الأمريكى الإيرانى، وبين الأولى وصدام حسين، ليس فى نظرية المؤامرة والاتفاقات السرية، إنما فى امتلاك إيران لقوة حقيقية تتجاوز الشعارات المعلنة، وأيضًا امتلاكها أذرعًا مؤثرة فى 4 دول عربية رئيسية، هى سوريا والعراق ولبنان واليمن، وهو على عكس صدام حسين حين خسر كل أوراقه وجيرانه (كل دول الخليج ومصر وسوريا) عقب غزوه للكويت، وأصبح لقمة سائغة فى أيدى القوات الأمريكية التى نقلت بسهولة آلاف الجنود فى حرب تحرير الكويت وقضت بسهولة على ما تبقى من قوته.الصراع فى العالم ليس مجرد شعارات ولا صريخًا يوميًا، إنما هو أوراق قوة وضغط، يستطيع من خلالها كل طرف أن يدير صراعاته الدولية بشكل محسوب.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أمريكا وإيران أمريكا وإيران



GMT 09:14 2024 السبت ,04 أيار / مايو

أن تمتلك إرادتك

GMT 09:11 2024 السبت ,04 أيار / مايو

دعوة الوليّة

GMT 09:07 2024 السبت ,04 أيار / مايو

إذا شئنا حكومة مقبلة

GMT 07:51 2024 الخميس ,02 أيار / مايو

«عيد القيامة» و«عيد العمال»... وشهادةُ حقّ

GMT 07:48 2024 الخميس ,02 أيار / مايو

فقامت الدنيا ولاتزال

الملكة رانيا تتألق بإطلالة جذّابة تجمع بين الكلاسيكية والعصرية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:23 2024 الأحد ,05 أيار / مايو

طرق سيئة للنوم قد تتسبب في الوفاة ببطء
  مصر اليوم - طرق سيئة للنوم قد تتسبب في الوفاة ببطء

GMT 23:13 2021 الثلاثاء ,27 إبريل / نيسان

القمر العملاق يزين سماء مصر في ليلة نصف رمضان

GMT 14:36 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدًا وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 23:48 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

علي زين رجل مباراة مصر والدنمارك في ربع نهائي بطولة العالم

GMT 22:00 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

أسوان يدعم صفوفه بالسيد فريد وعمرو رضا قبل نهاية الميركاتو

GMT 10:08 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

منتخب مصر لليد يكشف تفاصيل إصابة أحمد الأحمر

GMT 07:37 2021 الثلاثاء ,12 كانون الثاني / يناير

أجنّة سمكة قرش منقرضة أكلت أشقائها في الرحم

GMT 04:22 2021 الإثنين ,11 كانون الثاني / يناير

موديلات جمبسوت خطوبة للعروس العصرية تعرفي عليها

GMT 06:59 2020 الخميس ,31 كانون الأول / ديسمبر

تتغير الظروف في الشهر الاول عما كانت عليه مؤخراً

GMT 09:34 2020 الأربعاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

شوبير يسأل عن 8 ملايين دولار مستحقة لمصر لدى الكاف

GMT 01:44 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

"بسنت" يتصدر مؤشرات البحث على مواقع التواصل الاجتماعي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon