توقيت القاهرة المحلي 20:06:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هتيف اليونسكو

  مصر اليوم -

هتيف اليونسكو

بقلم : عمرو الشوبكي

الشخص الذى هتف بفرنسية بائسة «تحيا فرنسا ولا لقطر»، داخل قاعة اليونسكو مصرى الجنسية، ولكنه ليس عضوا فى البعثة الدبلوماسية المصرية، وهو يذكرك بموظفى الأمن على مداخل القنصليات والسفارات المصرية حين يقابلون المواطنين بتجهم ويفاجئونهم بالجملة الشهيرة «رايح فين يا أستاذ»، وهو أيضا شبه الهتيفة الذين تنقيهم الأجهزة الأمنية وتطلقهم فى أوقات كثيرة على خلق الله حتى صدّرناهم للعالم فى مشهد مخزٍ تماما.

ومهما حاولنا أن نؤكد كذب الجزيرة (وهى كاذبة) بأن الرجل ليس عضوا فى البعثة الدبلوماسية المصرية فى اليونسكو ولا يمت لوزارة الخارجية بصلة (وهو صحيح 100%).. إلا أنه فى النهاية نتاج عصر ممتد من التجريف، تعمق فى السنوات الأخيرة حتى غابت مراعاة الشكل والمظهر الخارجى كما كان يحدث طوال حكم مبارك.

المؤكد أن مَن هتف فى اليونسكو هو صناعة مصرية عتيدة، جرى تربيتها على مدار 40 عاما حتى أخرجت نوعية من البشر موهبتها الوحيدة فى نفاق أهل الحكم.. وهنا لا يفرق أن يكون مَن فى السلطة مبارك أو مرسى أو السيسى، فكل من يجلس على الكرسى مطلوب منافقته، وهو أمر يطلب قدرا كبيرا من الادعاء والجهل وانعدام العلم والمهنية وغياب أى احترام للنفس والغير.

وقصة هذا الشاب الذى نشرت مواقع التواصل الاجتماعى صورا له مع محمد مرسى ومع وزير الخارجية الحالى سامح شكرى، مصرى يحمل الجنسية الهولندية وتحدث فى قناة فضائية مصرية بعد الحادثة (عادى جدا) باسم مستشار فى المجلس المصرى الأوروبى فى بروكسل (كيان وهمى)، وكأن هناك من يكافئه على الفضيحة المهينة التى سببها للبلد فى قاعة اليونسكو.

المدهش أن بعض من عرفوه أكدوا أنه أثناء فترة حكم الإخوان كان مؤيدا لهم بشكل مريب ونشر صورته مع مرسى، وكان معارضا لأى تحرك جماهيرى ضدهم، وبعد وصول الرئيس السيسى للحكم بدأ ينزل مصر ويلزق للمسؤولين ويتصور معهم، واعتبر نفسه مستشارا اقتصاديا وسياسيا للاتحاد الأوروبى.

يقينا، عينه هذا الشاب لا تختلف عن صاحب «كشك» الوجبات السريعة فى نيويورك الذى استضافته الفضائيات المصرية باعتباره خبيرا استراتيجيا، وكذلك فعلت مع «صلاح» هتيف اليونسكو، الذى أبدع فى أنه نجح أن يكون محط أنظار الإعلام العربى حين اعتبر أن دوره الوطنى يتوقف عند سب قطر والهتاف لفرنسا.

صحيح أن الجزيرة كذبت مع سبق الإصرار والترصد حين ادعت أن هذا الشاب عضو فى البعثة الدبلوماسية المصرية وهى تعلم أنه غير صحيح، إلا أن ما يهمنا نحن كمصريين هو المناخ السياسى الذى سمح لهؤلاء أن ينتشروا فى كل مكان وأن يصبح الهتاف لمصر أهم من العمل من أجل مصر.

هذا الشاب هو نموذج لآلاف مثله صنعهم المناخ الحالى ورباهم على أن الهتاف والصراخ والكذب والنفاق هى مصوغات مطلوبة لنيل الرضا والصعود السياسى والحضور الإعلامى، وهى أمور لم تعرفها مصر بهذه الطريقة الفجة إلا فى السنوات الأخيرة.

لقد أصبح نموذج هذا الشباب قدوة يجب أن يحذو حذوها الجميع حتى تُفتح لهم أبواب اليونسكو وأبواب أخرى كثيرة، ولكنها قدوة تخرب ولا تبنى.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هتيف اليونسكو هتيف اليونسكو



GMT 09:53 2024 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

«فيتش» في وجهها «نظر»!!

GMT 09:51 2024 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

هل تمانع أميركا عملية في رفح؟

GMT 02:23 2024 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

خبز وكعك وإشاعة

GMT 02:18 2024 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

ابحث عن العقيدة في موسكو

GMT 02:15 2024 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

اليوم التالي... منظمة التحرير

الملكة رانيا تتألق بإطلالة جذّابة تجمع بين الكلاسيكية والعصرية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 16:37 2024 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

زينة تضع شروطاً للبطولة الجماعية
  مصر اليوم - زينة تضع شروطاً للبطولة الجماعية

GMT 02:00 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

حكايات السبت

GMT 01:37 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 400 شخص إثر زلزال ضرب المناطق الحدودية بين إيران والعراق

GMT 07:47 2018 الأحد ,21 كانون الثاني / يناير

سهر الصايغ سعيدة بنجاح مسلسل "ولاد تسعة"

GMT 22:15 2019 الثلاثاء ,25 حزيران / يونيو

مؤشر بورصة لندن يغلق على ارتفاع طفيف الثلاثاء

GMT 07:43 2016 الأحد ,21 شباط / فبراير

فوائد الشليم

GMT 14:22 2017 الأحد ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب المصري يعتذر لسفير مصر في غانا محمد حيدر

GMT 11:43 2021 الإثنين ,13 أيلول / سبتمبر

كارمن سليمان تنشر فيديو عفوي تضع فيه المكياج

GMT 06:58 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

"كورونا" يراوغ في مصر وأرقام الإصابات خير دليل

GMT 09:16 2020 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

رانيا يوسف تكشف مواصفات الزوج بالنسبة لها

GMT 20:47 2019 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

5 سيارات إطفاء تكافح حريق محل في وسط القاهرة

GMT 06:36 2019 الثلاثاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

مواصفات أول سيارة كهربائية في فعاليات معرض طوكيو

GMT 18:01 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

الموت يفجع الفنان المصري رامي جمال

GMT 12:56 2019 الأربعاء ,16 كانون الثاني / يناير

طريقة تحضير تورتة باللّيمون الحامض
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon