توقيت القاهرة المحلي 03:39:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

شرم الشيخ بين مؤتمرين

  مصر اليوم -

شرم الشيخ بين مؤتمرين

بقلم:عمرو الشوبكي

عقدت، أمس، قمة شرم الشيخ للسلام ووقف الحرب برعاية مصرية أمريكية، وبحضور قادة أوروبيين وعرب، بعد رحلة عناء طويلة تعرض لها الشعب الفلسطينى بأبشع صور الظلم والإبادة على مدار عامين، كما سبق وعقد فى نفس المدينة فى شهر مارس 1996 مؤتمر آخر تحت عنوان «صناع السلام»، برعاية الرئيس الراحل حسنى مبارك، والرئيس الأمريكى الأسبق بيل كلينتون، ومشاركة رئيس الوزراء الإسرائيلى شيمون بيريز، والقائد الفلسطينى الراحل ياسر عرفات، بجانب حضور واسع لقادة العالم من روسيا والصين، انتهاء بأوروبا والعالم العربى.

الغرض من المؤتمرين كان تثبيت السلام أو إنقاذه، مع فارق كبير فى السياق، ففى مؤتمر شرم الشيخ الأول كان التحرك من أجل إنقاذ السلام، أو بالأحرى إنقاذ مسار أوسلو للتسوية، الذى بدأت تتضح ملامح تعثره مع رفض إسرائيل تحويل مناطق الحكم الذاتى إلى دولة فلسطينية وتبنى سياسة الاستيطان، مع توسع عمليات العنف التى مارستها حركة حماس بحق مدنيين وعسكريين إسرائيليين، أما مؤتمر شرم الشيخ الثانى فكان لتطبيق خطة لوقف الحرب، وضعها الرئيس الأمريكى، ودعمتها مصر والدول العربية والعالم، وقبلهم طرفا الصراع، وهو فارق مهم لأنه يتطلب من الأطراف المعنية أن تبذل مزيدًا من الجهد من أجل تثبيت الخطة حتى لا تجتمع مرة أخرى بعد عدة سنوات لإنقاذها.

مؤتمر شرم الشيخ الأول يقول لنا إن الاتفاقيات والمؤتمرات الدولية لا تكون عادة كافية لإنهاء الصراعات، وإن التوقيع على الورق لا يعنى بالضرورة بداية السلام الفعلى، لأنه ظل هناك فارق بين البيانات الختامية للقمم والواقع الفعلى على أرض الواقع، وإن نجاح أى تسوية سلمية متوقف على إرادة الأطراف المتصارعة والتزامها بتحويل ما جرى التوقيع عليه إلى واقعٍ ملموسٍ، كما أظهرت دروس قمة 1996 التى بقيت نتائجها رمزية أكثر منها عملية.

صحيح أن الظرف مختلف بين القمتين، فقمة شرم الشيخ الثانية جاءت لتطبيق خطة وافق عليها الطرفان، فهى ليست مفاوضات من أجل تسوية سلمية كما جرى فى «كامب ديفيد» أو مسار أوسلو، إنما هى لتفعيل خطة نجحت بداياتها بالفعل عبر عملية تبادل الأسرى، وبالتالى فإن القمة الحالية ستعطى دعم وآليات تنفيذ لخطة موجودة فعلا، وهو ما يجعل فرص نجاحها قائمة إذا استثمر الجميع وعلى رأسهم مصر النجاح الذى ستحققه هذه القمة فى تحويل مخرجاتها إلى خطة عمل تنفيذية تقنع فيها حماس بضرورة الالتزام ببنود الخطة كاملة فى حال ضغطت الولايات المتحدة بشكل حقيقى على إسرائيل حتى لا تعود إلى عدوانها مرة أخرى بعد أن تسلمت رهائنها.

لقد تغيرت وجوه الحاضرين فى شرم الشيخ وبقيت النية والآمال واحدة وهى سعى متجدد لإيقاف الحروب وإنقاذ السلام أو تثبيته، وهو موقف مصرى وعربى ثابت انتهكته إسرائيل.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شرم الشيخ بين مؤتمرين شرم الشيخ بين مؤتمرين



GMT 20:59 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

فعلًا “مين الحمار..”؟!

GMT 11:07 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

الشيخان

GMT 11:05 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

مستقبل الردع الأميركي تقرره روسيا في أوكرانيا

GMT 11:03 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

لماذا الهُويّة الخليجية؟

GMT 10:58 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

هل تعود مجوهرات اللوفر المسروقة؟

GMT 10:51 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

البابا ليو: تعلموا من لبنان!

GMT 10:48 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

الطبع الأميركي يغلب التطبع!

GMT 10:27 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

من «ضد السينما» إلى «البحر الأحمر»!!

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين

GMT 18:12 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الشرطة المصرية تستعرض قوتها أمام الرئيس السيسي

GMT 22:53 2020 السبت ,25 إبريل / نيسان

إطلالات جيجي حديد في التنورة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt