توقيت القاهرة المحلي 07:20:43 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ظاهرة عادل إمام

  مصر اليوم -

ظاهرة عادل إمام

بقلم : عمرو الشوبكي

هناك مَن يتصور أن حسابات عادل إمام لا ترى إلا السلطة، والحقيقة أن حسبته الأساسية هى رضا الجمهور والحفاظ على شعبيته الجارفة العابرة للعصور والنظم المختلفة.

لا يمكن اعتبار عادل إمام فنان سلطة، إنما هو قام بمواءمات مع السلطة، لأن موهبته أكبر من أى سلطة، والمساحة التى استهدفها هى الجمهور الواسع وليس النخبة الضيقة، ولكى يصل إلى هذا الجمهور كان لابد أن يوازن أموره مع السلطة.

والحقيقة أن كل المواهب الكبرى فى تاريخ مصر المعاصر لم تبتعد كثيرًا عما قام به عادل إمام، فأم كلثوم ومحمد عبدالوهاب وكبار مطربينا غنوا للملك وعبدالناصر، وعبدالحليم حافظ كان مطرب ثورة يوليو والحقبة الناصرية، وفى نفس الوقت أيّد السادات وغنى له: «عاش اللى قال».

وقد يرى البعض أن هناك فنانين كبارًا ومواهب كثيرة ظلت مغمورة، وعاشت وماتت ولم يعرفها إلا قليلون بسبب معارضتهم السلطة، وهم بذلك يكون موقفهم أكثر نبلًا من فنانين كبار «مشّوا حالهم» مع النظم الحاكمة ليصلوا إلى هذا الجمهور العريض.

ولهذا الرأى وجاهة أخلاقية، ولكنه لا يعنى أن الفنانين ذوى الشعبية العريضة لم يكونوا بلا مواهب عظيمة مثل عادل إمام وغيره.

والحقيقة أن كثيرًا من أعمال عادل إمام كانت متقنة فنيًا، ولكنه وصل إلى قطاع عريض من الجماهير وتقَبّله قطاع يُعْتَدّ به من النخب المثقفة، وهى معادلة لم ينجح فى تحقيقها إلا القليلون، وهو فى النهاية مثّل بديلًا شعبيًا محترمًا أمام موجة مسلسلات وأفلام مُنْحَطّة عرفتها مصر طوال العقود الثلاثة الماضية.

وقد حمل الرجل رسالة سياسية واضحة، فلديه موقف رافض جذريًا لتيارات الإسلام السياسى والقوى المتطرفة، كما أنه انتقد بشكل كوميدى التيارات الثورية واليسارية، ومازال الكثيرون يتذكرون حواره الساخر مع العائلة الشيوعية فى فيلم «السفارة فى العمارة».

ويكفى أن فيلم «طيور الظلام» وصل إلى قطاع واسع من المصريين، وحقّق مثل معظم أفلامه نجاحًا ساحقًا، وفى نفس الوقت حمل الرسالة الأهم فى مواجهة ظاهرة التطرف بالتركيز على هذا التداخل بين سلطة الفساد والإخوان، كما حقق مسلسلاه الأخيران فى رمضان «مأمون وشركاه» و«عوالم خفية» نجاحًا كبيرًا.

يُحسب لعادل إمام أنه اتخذ موقفًا شجاعًا من الإرهاب، حتى حين كان ضحاياه كبار رجال الدولة «رفعت المحجوب فى الثمانينيات وهشام بركات 2015 وغيرهما» وكبار المثقفين «فرج فودة»، ولم يَخَف الرجل ولم يوائم أموره فى وقت استهدف فيه الإرهاب الجميع.

عادل إمام فنان جماهيرى بالمعنى الواسع للكلمة وليس فنان سلطة، وهنا تكون حساباته معقدة عن أى «فنان طليعى أو ثورى» تقف حساباته عند حدود بضع مئات أو آلاف من محبيه، فحسابات عادل إمام تتعلق بالحفاظ على جماهيرية تضم ملايين البشر، وهو أمر لم يُقدِّره البعض أو يَرْتَح له بكل أسف.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ظاهرة عادل إمام ظاهرة عادل إمام



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

GMT 01:52 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة
  مصر اليوم - منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة

GMT 07:57 2021 الخميس ,02 أيلول / سبتمبر

سعر الدولار اليوم الخميس 2- 9-2021 في مصر

GMT 06:58 2021 الجمعة ,29 كانون الثاني / يناير

علاج محتمل للسكري لا يعتمد على "الإنسولين" تعرف عليه

GMT 14:10 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

أسوان يخطط لعقد 9 صفقات قبل غلق باب القيد لتدعيم صفوفه

GMT 21:53 2021 الثلاثاء ,12 كانون الثاني / يناير

جهاز المنتخب الوطني يحضر مباراة الأهلي والإنتاج الحربي

GMT 17:44 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

تونس تتصدر أجانب الدوري المصري بـ16 لاعبًا في الأندية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon