توقيت القاهرة المحلي 04:09:20 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل ستضرب أمريكا إيران؟

  مصر اليوم -

هل ستضرب أمريكا إيران

بقلم :عمرو الشوبكي

لعمرو موسى جملة شهيرة رددها على مسامعنا أمس الأول، تقول: «لو لم توجد إيران فى الشرق الأوسط لخلقتها الولايات المتحدة».. وهى تعنى أن أمريكا فى حاجة لإيران لابتزاز المنطقة وخاصة دول الخليج العربى.

والحقيقة أن إيران هى الدولة الوحيدة فى الشرق الأوسط التى لديها أذرع مسلحة قد يكون دورها فى أى مواجهة عسكرية أكبر من إيران نفسها، وهى ربما أحد الأسباب التى جعلت خيار الحرب الشاملة مستبعدا.

وقد عرفت إيران عقب ثورتها الإسلامية الكبرى عام 1979 أذرعا ثورية حاولت من خلالها تصدير الثورة إلى باقى دول المنطقة وفشلت، ولكن سرعان ما تراجعت واقتصرت تقريبا على دعم موسمى لحركة حماس الفلسطينية، وأصبحت الذراع الشيعية والمذهبية هى الحارسة لطموحات إيران الإقليمية ولمشروعها النووى وسياستها التوسعية، فكان ذراع حزب الله فى لبنان الذى تحول من حزب مقاوم للاحتلال الإسرائيلى إلى ميليشيا شيعية طائفية، وأعطت أمريكا ذراعا «هدية» آخر لإيران حين هدمت الدولة العراقية وفككت جيشها وقالت لإيران «تفضلى» سيطرى على هذا البلد، حتى شهدنا مؤخرا قائد فيلق القدس الإيرانى قاسم سليمانى يستبيح الأراضى العراقية ويقاتل مع ميليشيات الحشد الشعبى الشيعية التى خلطت فى أحيان كثيرة بين الحرب على الإرهاب والانتقام من السنة، وجاءت الذراع الأخيرة وهى الورقة الحوثية فى اليمن التى تنتمى إلى المذهب الزيدى الأقرب إلى أهل السنة، وتمددت فى بلد عرف كل صور الصراعات إلا الصراع المذهبى، ومع ذلك نجحت إيران فى إعطاء بعد طائفى لصراعات اليمن السياسية والجهوية والقبلية.

والحقيقة أن إيران رتبت أوراقها جيدا عقب الحشد الأمريكى فى المنطقة وتهديدها بضربها، وقامت إحدى أذرعها بالاعتداء على حقل نفطى سعودى قرب الرياض، وقبلها استهدفت 4 سفن تجارية قرب ميناء الفجيرة الإماراتى تورط فيها على الأرجح الحوثيون، أو إحدى أذرع إيران الأخرى فى المنطقة.

وتقديرى أنه لا يوجد قرار استراتيجى أمريكى بالدخول فى مواجهة عسكرية شاملة ضد إيران مثلما جرى مع العراق فى 1990 و2003، إنما يوجد قرار بممارسة أقصى درجات الضغط والحصار الاقتصادى والسياسى عليها، قد يؤدى إلى غارات أمريكية على مواقع إيرانية حيوية، أو اشتباكات عسكرية محدودة بين الجانبين، خطورتها أنها قد تجر الجميع إلى حرب كارثية سيدفع ثمنها دول المنطقة وليس أمريكا.

أمريكا ترغب فى تركيع إيران أو تغيير نظامها لا الحرب الشاملة معها، والعرب لا يجب أن يكون خيارهم هو ضرب إيران إنما أولا بناء نموذج سياسى كفء وقادر على الإنجاز يستطيع أن يقف أمام النفوذ الإيرانى المتصاعد فى المنطقة.

حصار إيران والضغط عليها بغرض تغيير سلوكها وتدخلاتها فى المنطقة مطلوب، أما دق طبول الحرب فهو كمن يعلن الحرب ضد نفسه

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل ستضرب أمريكا إيران هل ستضرب أمريكا إيران



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

GMT 17:14 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

النوم الجيد يطيل حياة الإنسان ويضيف سنوات لعمره
  مصر اليوم - النوم الجيد يطيل حياة الإنسان ويضيف سنوات لعمره

GMT 20:02 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"
  مصر اليوم - أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم عصابة المكس

GMT 15:00 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 02:46 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

نجم تشيلسي يرفض دعوة ساوثجيت لوديتي ألمانيا والبرازيل

GMT 03:35 2017 الجمعة ,09 حزيران / يونيو

سهر الصايغ تعرب عن سعادتها بنجاح مسلسل "الزيبق"

GMT 13:23 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

التنورة المحايدة تعطيك المجال الأوسع لإطلالة مختلفة

GMT 12:43 2021 الإثنين ,13 أيلول / سبتمبر

سيرين عبد النور تأسر القلوب بجمبسوت أنيق

GMT 00:46 2021 الثلاثاء ,03 آب / أغسطس

الحكومة تنتهي من مناقشة قانون رعاية المسنين

GMT 11:57 2021 الخميس ,10 حزيران / يونيو

مالك إنتر ميامي متفائل بتعاقد فريقه مع ميسي

GMT 09:23 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

ضغوط متزايدة على لامبارد بعد أحدث هزيمة لتشيلسي

GMT 04:38 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

نفوق عشرات الآلاف من الدواجن قرب بلدة "سامراء" شمال بغداد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon