توقيت القاهرة المحلي 13:56:11 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مروة ويوسف

  مصر اليوم -

مروة ويوسف

بقلم : عمرو الشوبكي

هى جريمة بشعة راح ضحيتها الطفل يوسف منذ أكثر من عامين فى ضاحية 6 أكتوبر التى اختار كثير من المصريين الذهاب إليها بحثا عن الهدوء والابتعاد عن ضجيج القاهرة.

يوسف طفل وحيد يبلغ من العمر 13 عاما كان يجلس بسلام مع أصدقائه وجاءته طلقة طائشة من ناس وصلت بهم الاستهانة والاستخفاف بأرواح البشر إلى درجة إطلاق الرصاص العشوائى بلا هدف ولا سبب لأنهم تعودوا ألا يحاسبهم أحد وأنهم فوق القانون، وسقط الطفل مصابا فى حالة خطرة ولفظ أنفاسه بعد عدة أيام فى المستشفى.

القصة مأساة إنسانية، وللأسف لم تغط كما يجب فى إعلامنا، فهى من «حوادث الضمير» التى تجد مثيلاتها فى مانشيتات الصحف العالمية، وكان يفترض أن تكون صور يوسف فى صدر صحفنا بمجرد وقوع الحادثة حتى يمارس المجتمع ردعا معنويا فى مواجهة هذه النوعية من الجرائم.

الصادم أن هذه الجريمة لم تحدث فى قرية ولا فى منطقة نائية يعتاد فيها الناس إطلاق الرصاص، إنما فى أحد أحياء العاصمة الهادئة، وهى سابقة تحتاج لدرجة من الفجر (بضم الفاء) لإطلاق هذا السيل من الرصاص دون أى اعتبار بأنهم يمكن أن يصيبوا إنسانًا أو يقتلوا نفسًا.

أعتقد أن النص القانونى الخاص بالقتل الخطأ يحتاج إلى مراجعة، ومن الضرورى التمييز بين قتل خطأ ليس فيه إهمال جسيم، وبين قتل خطأ نتيجة إهمال جسيم.

يجب أن يميز المشرع بين قائد سيارة يسير بسرعة 60 كيلو متراً فى الساعة وعبر فجأة أمامه شخص فصدمه ثم مات، وبين آخر يسير بسرعة 140 كيلو متراً ويتلوّى بين السيارات (الغرز الشهيرة)، أو سيارة مقطورة تسابق أخرى وتصدم مواطنين وتقتلهم بطريق الخطأ.

النوع الثانى يجب أن تكون عقوبته مغلظة وأن يصل حده الأقصى إلى 10 أو 15 عامًا وليس 7 سنوات كما هو فى القانون الحالى.

جريمة 6 أكتوبر من النوع الثانى فهى ليست قتل خطأ تحكمه الصدفة وسوء الحظ، إنما فيها من الاستباحة والاستهانة والإهمال الجسيم الكثير.

حوادث الإهمال والاستهانة بأرواح البشر باتت نمطاً متكررًا، وأصبح ضحايا الطرق فى مصر هو الأعلى فى العالم بسبب الرعونة الشديدة فى القيادة والسرعة الجنونية والسير عكس الاتجاه وغيرها من المشاهد اليومية التى تجرى دون محاسبة.

حادثة الطفل يوسف يجب أن توقظ الضمير الغافل، فهى فجيعة إنسانية وأخلاقية، وأن هروب المتهمين حتى هذه اللحظة وعدم تنفيذهم الحكم رغم ثبوت الجريمة عليهم أمر صادم. لقد قدم النائب محمد فؤاد بجرأته المعتادة طلب إحاطة لوزير الداخلية يطالبه فيه بضرورة ضبط المتهمين، وعلى الداخلية أن تقوم بواجبها فى تنفيذ الحكم وضبط الجناة.

رحم الله الطفل يوسف، وألهم أمه مروة الصبر والسلوان.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مروة ويوسف مروة ويوسف



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

بلقيس بإطلالة جديدة جذّابة تجمع بين البساطة والفخامة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:49 2024 الخميس ,18 إبريل / نيسان

نصائح لاختيار العطر المثالي لمنزلكِ
  مصر اليوم - نصائح لاختيار العطر المثالي لمنزلكِ

GMT 16:13 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

"فولكس واغن" أبوظبي تُمدّد عروضها الرمضانية
  مصر اليوم - فولكس واغن أبوظبي تُمدّد عروضها الرمضانية

GMT 00:48 2020 الخميس ,28 أيار / مايو

محمد رمضان يتصدر مؤشرات محرك البحث "غوغل"

GMT 23:26 2020 الجمعة ,17 إبريل / نيسان

السنغال تُسجل 21 إصابة جديدة بفيروس كورونا

GMT 11:27 2020 الإثنين ,02 آذار/ مارس

مجلة دبلوماسية تهدى درع تكريم لسارة السهيل

GMT 12:58 2019 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

خطوات تضمن لكٍ الحصول على بشرة صافية خالية من الشعر

GMT 16:39 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

الحكومة المصرية تحصل على منح بـ 635 مليون جنيه

GMT 05:48 2019 السبت ,27 إبريل / نيسان

جوني ديب يقرر الزواج من راقصة روسية

GMT 13:34 2019 الإثنين ,14 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي لدول المتوسط يصنّف الأفضل لعام 2019
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon